ليس دفاعاً عن هادي ولكنها الحقيقة

أنور الصوفي
السبت ، ١٤ ابريل ٢٠١٨ الساعة ٠١:٥١ صباحاً

 لا يستطيع أي شخص أن يقدح في صدق هادي ونزاهته، ولا يستطيع كائن من كان أن يجحد انجازاته في هذه الظروف الصعبة التي يقود فيها هادي وطناً متعدد الولاءات، لأن هادي قد تسلم لا دولة، وخلال فترة حكمه القصيرة والقصيرة جداً استطاع لملمة شعث هذا الوطن، وطبب جراحاته، ووحد كينونته تحت مظلة واحدة، وجعل العالم ينظر له بإكبار ويقف أمامه وقوف إعجاب برجل هز عروش الطغاة، ودك مداميك الذين يعيشون في وراء ما بعده وراء .

   قاد هادي اليمن ورتب نظمه السياسية، رغم كثرة المعرقلين والمبهررين، ولكنه مضى يقود السفينة في بحر متلاطم الأمواج، وعواصف تكاد تقتلع الشراع إلا أن هادي مضى بسفينة اليمن نحو بر الأمان، فأخذ يبني ويشيد، فاليوم انتظمت الرواتب، وشعر الناس بالأمان والاطمئنان، ودخل نور الكهرباء وعادت الحياة شيئاً فشيئاً، فالكبار لا ييأسون وهادي من صنف الكبار الكبار، فهو الذي قهر الفقر والظلم والظلام، وجنب اليمن الوقوع تحت حكم مستعمر جديد .

   مسح هادي كل الشعارات الكاذبة والجيوش العائلية وشرع يبني جيشاً وطنياً، الولاء فيه للوطن والدفاع عن الهوية والدين، فحرب اليوم ضد يد أيران في اليمن هي من ستبني لنا هذا الجيش الوطني، فزمزة هذا الجيش تكاد تهز عروش المختبئين خلف الكهوف المظلمة، وتكاد تقتلع المليشيات التي تقتات على حروب الخداع، ولكن تلك الحروب قد ولى عهدها فالقائد هادي، ولا كذب ولا احتيال على هذا الشعب في عهد هادي، فالحق أبلج والباطل لجلج، فعهد تجار الحروب قد ولى، فاليمن اليوم ليست يمن الأمس، لأن القائد هادي، والرئيس هادي، ولأن  المهرولين نحو الحرب قد انتهوا أو هربوا وتواروا خلفَ خلفٍ ما بعده خلف.

  سكتت المدافع في الكثير من نواحي اليمن وعم السلام مع رجل السلام هادي، ومازالت المليشيات تترنح في بعض المحافظات، وهي اليوم ترى هزيمتها رأي العين، فالجيش الوطني يحاصرها من كل مكان وقد أحاط بها وكاد يخنقها، وما عليها إلا الاستسلام، فحكيم اليمن هادي قد عزم على هزيمتها وقطع يد فارس في اليمن، وما عزم عليه هادي لابد من تحقيقه.

  ليس دفاعاً عن هادي ولكنها الحقيقة التي يجب أن يسمعها ويعرفها ويعيها الكل، فهادي هو الرجل الذي بذل كل مالديه من أجل أن يرى اليمن الدولة، ومن أجل أن يأمن الناس على أنفسهم ودينهم وأموالهم وأعراضهم  وممتلكاتهم، فانجازات هادي لا ينكرها إلا الجاحدون، ولا ينكرها إلا الذين دفنوا رؤوسهم في نفايات الماضي المؤلم، فما قلناه ليس دفاعاً عن هادي ولكنها الحقيقة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي