ياعمو سالم البيض ،،في بيتنا ماطور!!

كتب
الثلاثاء ، ١٩ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٤ مساءً
  أماني بيحاني ياعمو سالم البيض في بيتنا ماطور ، اتصدق ذلك ؟!! نعم في بيتنا ماطور وانا للعلم أسكن في العاصمة عدن وليس بالريف ، أبشرك وعد صالح أن يجعل عدن قرية وأوفى بوعده وهاهي "حكومة شد الخناق الوطني " تكمل مابدأه صالح . ياعمو لم نعد نشم رائحة البخور في الرابعة عصرا مثلما كان الحال في كل بيت عدني ، رائحة البيوت أصبحت بترول وديزل وهذا طبعا للمقتدرين من الناس ، اما البقية فتشم رائحة الشمع المحترقة او الجاز المنبعث من الفوانيس او اكتفوا بالجوال أبو كشاف . لقد أشترينا ماطور وارتفع سعر البترول ، وحتى في تشغيل الماطور أصبحنا اقتصاديين ونشغله في آخر الليل ، ولكن ضاق علينا الحال أكثر فأكثر ، فقلنا بنشتري مروحة سفري , وحياتنا اصلا كلها سفري أجت ع المروحة يعني ، واشترينا ولكن المفترض نشحنها ثمان ساعات والكهرباء تطفي كل ثلاث ساعات ، والمروحة تلصي نص ساعة وترجع تطفي ما شتحنت كفاية ، ايش العمل فأحتسبنا ربنا . احتسبنا ربنا وفتحنا النوافذ ليدخل برود ربنا ، وهجمت علينا رائحة " زرائب الاغنام " ، اكيد عندك خبر ان الاغنام في عدن أصبح لها كامل الحرية بالتنقل بين شوارع العاصمة عدن وانه تم أحراق زريبة الحكومة اللي كانت مخصصة لتربية المواشي قبل الوحدة السعيدة . قفلنا النوافذ وقلنا ربي عوضنا بآبار مياه لا تنضب ، وقلنا بنشرب ماء وبنرش الحوش عشان يبرد ، فتحنا الحنفية ومالقينا فيها قطرة ماء ، الماء مقفل وجلسنا طول اليوم بلا ماء ، اكيد ياعمو بتقول : كيف طبختوا الغداء ؟ واكيد تعتقد ان الحكومة مثل ايامك لما كان يتقفل الماء لأي عطل , كان ينفتح وقت اعداد وجبة الغداء من الساعة الحادية عشرة الى الواحدة ظهرا ، هذا كان زمان ايام ماكانت عدن عدن المدللة ايام ماكانت حكومة مثقفة مرتبة ولييس عشوائية كحال حكومتنا الان ، الان أصبح في بيتنا خزان مثل اللي كان بقريتنا زمان . ياعمو أصبح في بيتنا ماطور وزريبة أغنام وخزان للمياه ، الخلاصة أصبحت عدن قرية ، وبعد أيام قليلة سيمتحن طلاب المرحلة الاعدادية على ضغوط مافي كهرباء ولاماء ، والله يرحم ايام زمان لما كانت تطفي الكهرباء كانت المعلمة تغير الاختبار الى يوم اخر ، الله يرحم ايام ماكان الشعب يعامل كإنسان . ياعمو زمان قالوا ان الحكومة كانت مضيقة ع الشعب وكانت هناك نقطة عسكرية للتفتيش ، أقولك سر من لحظة مااطلع من مدينتي الى أي مدينة أخرى أجد في طريقي أكثر من ست نقاط تفتيش وتعطيل لحركة السير ، بحجة انه قد يكون هناك شيء يحمله الركاب ، مع العلم ان التفتيش يكون "طلفسه" وكذب ، وكل الغرض منه هو انهم يقولوا انا محتل لأرضك وباستطاعتي ايقافك وقتما أشاء وكيفما أشاء ، يذكرونا بذلك يوميا ، وانا اعلم وانتم تعلمون بأني لو رميت بعلبة بيبسي فوقهم سيولون هاربون من الخوف ، من المخجل ان يتم استفزازنا يوميا وهم يعلمون بأنه بإمكاني أخذ آلاف المتفجرات ودون ان يعلموا بذلك ، فرجاءا احترموا عقولنا قليلا . ياعمو سالم البيض مرت عقود من عمرنا ونحن ننتظر أن تعاد لنا حياتنا وكرامتنا ، أنا اكره رؤية الماطور وأكره رؤية خزان المياه وأكره رؤية المواشي يتجولون بالشوارع ، واكره رؤية ذلك الجندي الذي يسلبني حريتي صباح كل يوم . اتمنى ان تعيدوا النظر في حال شعب أنتظركم طويلا ومازال ينتظر ، كل يوم يتم سلبنا حق من حقوقنا ، حتى وان كنت أسيرة في سجون الاحتلال الاسرائيلي فسيتم توفير سرير وماء وكهرباء وطعام ، فأنا كالطائر المكسور الأجنحة والذي يقولون عنه حر طليق وهو لا يستطيع التحليق ، نحن في سجن كبير نطلب من الله ثم منكم النظر بمسئولية لرد اعتبارنا كشعب توق للحرية طويلا ، فهل من مجيب وهل من معتصما جنوبي يرأف بحالنا .  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي