عمر دوكم الإنسان الاستثائي

تيسير السامعي
الأحد ، ٠٨ ابريل ٢٠١٨ الساعة ٠٢:٣٥ صباحاً

في كل يوم جمعة؛  يحتشد الألاف من أبناء تعز إلى جامع العيسائي؛ الواقع فيةشارع جمال وسط مدينة الكثير؛ يأتون من أطراف المدينة ليس حباً بالجامع؛ لكن من أجل سماع خطيبه الشاب الأنيق والبسيط عمر.


الكل مجمع على أنه خطيب استثنائي؛ جعل لخطبة الجمعة  قيمة استطاع بفكره المتنور وذكائه المصبوع بالدعوة إخراجها من طابع التقليدي وتقديمها  بشكل عصري جديد.
فهو يتطرق إلى قضايا الحرية والدولة المدينة والحب والفن والعلاقات الاسرية وكرامة الإنسان؛ يربط الآخرة بالدنيا؛ وأن مفتاح دخول الجنة هو إداخل السرور على الآخرين؛ شعاره الحرية قبل الشريعة؛ المواطن قبل الوطن.


الدولة الاسلامية في مفهومه هي التي تحقق العدل والمساواة وتحقق كرامة الإنسان.
أسلوب مشوق ولغة بسيطة وكلمات تخرج من القلب.
ثقافة واسعة قلما تجد لها نظير؛ واطلاع ومعرفة ومتابعة مستمرة للأحداث؛ استحق بجدارة لقب سيد المنابر.

لم توقف إبداعات عمر على الخطابة فقط؛ بل انطلق في جوانب شتى؛ فهو إلى جانب كونه خطيبا مفوها؛ كاتب بارع تعرفه الكثير من الصحف والمواقع الإخبارية ومنصات التواصل الإجتماعي؛ "الجمهورية ومجلة "الاسرة والتنمية" "المصدر" و"المصدر أونلاين"؛ "أخبار اليوم".


 دخل عالم التدريب؛ صار من أنجح المدربين على مستوى المحافظة..أكثر الجوانب التي درب فيها -كما تقول سيرته الذاتية- تأهيل الخطباء والتنمية البشرية وحقوق والحريات ..
مؤهلاته الدراسية بكالوريوس إدارة من جامعة تعز. تتلمذ على يد مشايخ وعلماء تعز منذ نعومة أظفاره؛ حرص على حضور دروسهم ومحاضراتهم؛ وهذا الذي اكسبه ثقاقة دينية واسعة؛ إضافة إلى دراسته القرآن الكريم.


 بدأ الخطابة فى سن مبكرة؛ تمرّس عليها من خلال الخواطر التي كان يلقيها بعد الصلاوات؛ قبل أن يصعد المنابر. .


وعندما توفي  عالم تعز الشيخ ناصر الشيباني؛ كان المؤهل لخلافته؛ فملأ الفراغ الذي تركه؛  وفتح مدرسة جديدة في الخطابة؛ صنعت منه خطيبا إشتنائياً..

عمل عمر فترة من الزمن مسئول قطاع الأيتام في جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية - فرع تعز. من خلال عمله في هذا القطاع؛ سعى إلى تنمية مهارات الأيتام واكتشاف مهاراتهم من خلال الأنشطة والدورات التي كان يقيمها لهم.


  كان يدرك أن بناء الأوطان يبدأ من بناء الإنسان؛ وبناء الإنسان يكون من خلال اكتشاف وتنمية مهاراته واكتشاف مواهبه وقدراته.


  القاعدة التي ينطلق منها " لا تعطني سمكة كل يوم؛ لكن علمني كيف اصطاد السمك".  بالمساعدة المالية التى تعطى لليتيم يجب أن تكون بمثابة عامل مساعد له من أجل أن يبني نفسه في المستقبل؛ ويعتمد على ذاته؛ ويصير عضوا نافعا لنفسه ومجتمعه؛ هكذا كان تفكير عمر في بناء الإنسان؛ وهكذا كانت حياته ..
نسأل الله أن يتقبله في الشهداء ...

الحجر الصحفي في زمن الحوثي