مبعوث أممي جديد في صنعاء .. وصواريخ باليستية إلى الرياض

محمد المخلافي
الاثنين ، ٢٦ مارس ٢٠١٨ الساعة ٠١:٠٩ مساءً


لم يدخر الحوثيون في يوم من الأيام جهدا كي يقولوا للعالم "نحن موجودون على خريطة الصراع الدولي إلا واستخدموه لإيصال رسائلهم العسكرية ذات الطابع الإيراني.

في البداية استهدف الحوثيون بشكل مباشر فرقاطة سعودية كانت تراقب السواحل اليمنية بزورق مليء بالمتفجرات تم التحكم به عن بعد ثم تلا ذلك استهداف لسفينة إماراتية كانت في سواحل البحر الأحمر لنقل مواد إغاثية ، أعقب ذلك استهدافين فاشلين لمدمرة أمريكية كانت في المنطقة أثناء عملها قبالة الشواطئ اليمنية ، ردت الأخيرة عليها آنذاك بتدمير منصات صواريخ ورادار يمني يقع تحت سيطرة الميليشيا الحوثية.

بدأ الحوثيون توجيه الصواريخ الباليستية التي سيطروا عليها نحو الأراضي السعودية مبكرا ، لكن المقذوفات وصواريخ التوشكا كانت الأكثر استخداما من قبلهم لسهولة اطلاقها بشكل عشوائي ،وغالبا ماكانت تصيب منازل مدنية في مأرب وفي القرى الحدودية القريبة وذلك لقصر مداها ، لذا قام التحالف العربي بقيادة الممكلة العربية السعودية بنشر بطاريات باتريوت في محافظة مأرب التي تمتلك حدودا جغرافية مع شمال شرق العاصمة صنعاء .

ومع طول أمد الحرب وتأخر الحسم من قبل التحالف بسبب وعورة الجغرافيا اليمنية وكذا الضغوط الدولية لعظم الكلفة الإنسانية في حال اقتحام صنعاء، استطاعت الميليشيا الحوثية تطوير المخزون الصاروخي اليمني عبر خبراء إيرانيين ومعدات حديثة عملت طهران على تزويدهم بها طوال الفترات الماضية ، وهذا ماأثبتته تقارير الخبراء الأممين التي تم تقديمها لمجلس الأمن .

حاول الحوثيون مفاجئة العالم بأن صواريخهم أصبحت فجأة تصل إلى الرياض ، في محاولات عدة باءت جلها بالفشل بسبب اعتراض منظومة الباتريوت للصواريخ وهي ماتزال في الجو بحسب بيانات التحالف العربي

كان مدى الصواريخ يتطور رويدا رويدا ، فلم يضرب الحوثيون الرياض إلا بعد استهدافهم لمكة المكرمة في خطوة وصفت حينها بالغير مدروسة لإثارتها مشاعر وقلوب أكثر من مليار مسلم ييممون وجوههم نحو مكة عدة مرات في اليوم والليلة .

ويؤكد مراقبون أن اليمن لم تكن تمتلك صوايخا تصل بأقصى مداها إلى الحدود الممتدة على عرض الشمال فكيف سيمتلك الحوثيون أسلحة متطورة تمكنهم من تهديد عواصم تبعد آلاف الكيلو مترات كالرياض وأبو ظبي واستهداف طائرات بصواريخ حرارية حسب ما أعلن عنه التحالف الأسبوع الماضي.

التوقيت كان مهما أيضا للميليشيا الجاثمة على صدور اليمنيين ، فمؤخرا وصل المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن جريفث إلى صنعاء في جولته الأولى للقاء الأطراف اليمنية ، ويبدو واضحا أن استهداف الحوثيين الشرس للملكة هذه المرة بسبعة صواريخ باليستية دفعة واحدة جاء ليضرب عنصرين بحجر واحد ، فإلى جانب أن التوقيت جاء عشية الذكرى الثالثة لانطلاق عاصفة الحزم بقيادة السعودية حاول الحوثيون استفزاز الأخيرة بأكبر قدر ممكن من الصورايخ راجين أن يأتي ردها بقصف مخازن الأسلحة في صنعاء كإجراء روتيني يحدث عقب كل حادثة مشابهه آملين بذلك أن يحصد ذلك أي ضحايا مدنيين يكسبهم تعاطف المبعوث الأممي وليملأوا به جدول زياراته وتفقده للوضع في صنعاء ، الجانب الآخر هو أن الجماعة تعمل منذ عشرة أيام على حشد المواطنين للنزول إلى ميدان السبعين للتعبير عن رفضهم لعاصفة الحزم في ذكرى انطلاقها ، لكن وكما يبدو لم يجد الانقلابيون هذه المره حسب المعلومات من الأرض أي تفاعل من الجماهير اليمنية فبعد قتلهم للرئيس السابق علي صالح خسر الحوثيون جل مؤيديه وهم في الغالب من كانوا يسعفونهم في مثل هكذا مهرجانات ، فقرروا أن يقنعوا الناس بقدرتهم على مقارعة التحالف في ذكرى تشكيله من الرياض كي يكسبوا بعض التعاطف ، خاصة وأن آلتهم الإعلامية الضخمة التي تزيد عن سبعة وعشرين إذاعة محلية وعشرات القنوات الفضائية إلى جانب جميع الصحف التي تصدر من صنعاء تروج ليل نهار بأن التحالف العربي هو المتسبب في معاناة اليمنيين بينما في الواقع الجميع أصبح ميقنا بأن الانقلابيين نهبوا مايزيد عن 5 مليارات دولار كانت موجودة في البنك المركزي اليمني كي لا يتم دفعها كرواتب للموظفين في القطاع العام اضافة إلى سطوهم 

المؤكد الآن هو أن الميليشيات ستحشد للسبعين كما كان يحشد حليفها مسبقا ، المفارقة أن ذات الجماهير تركت صالح ليواجه مصيره في ذات الوقت الذي كان يستنجد بها فيه ، لذلك لا تعتبر أبدا مقياسا لمدى قبول الناس ورضاهم عن الوضع الراهن


الجيد من وجهة نظري أن الحوثيين لم ينجحوا في استفزاز الرياض كي ترد على مايطلق عليه اليمنيون عند اطلاقها لصاروخ (اتصل بي) ومرت الليلة بسلام في صنعاء

لكن الطريقة الأنسب التي يتفق عليها الجميع في هذا الوقت للرد على تجاوز الحوثي اللامنطقي للقواعد الدولية هو تحرير محافظتي تعز والبيضاء اللتان تعدان رمانة لأبعاد الجغرافيا اليمنية ، والأقرب من ذلك هو تحرير محافظة صعدة معقل الحوثيين الرئيس ومخزن أسلحتهم الدائم ، واختصارا لكل ماسبق الرد الانسب الذي سينهي كابوس الصواريخ الحوثية وبشكل دائم .. هو التقدم بجدية دون الإلتفات للضغوط الدولية نحو العاصمة التي تنتظر التحرير ليل نهار منذ الانقلاب على سلطاتها الشرعية .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي