الصين في عدن!! هل يضع هادي حدا للأطماع الإماراتية؟؟

ناصر الخضر
الاثنين ، ١٢ مارس ٢٠١٨ الساعة ٠٦:٥١ مساءً


    حكمة الرئيس هادي ورواته لا تعني استسلامه لمنطق العبث، أو التفريط لنهم الأطماع اللامحدودة أن تفتك بأوصال ترابه. حكمة الرئيس لا تعني أيضا أن تختطف سيادة البلد، ومكنوز ثرواته الإستراتيجية، والسيطرة علة ميزته الجيوحيوية لصالح قوى إقليمية عبثية.


   بعد إلغاء اتفاقية موانئ دبي القابضة لإدارة ميناء عدن على وقع ضغط المطالب الثورية سعت الإمارات وبكل ادوات تأثيرها للإطاحة بالرئيس هادي انتقاما للمطلب الثوري بوقف عبثية الصفقة الخاسرة لليمن. الأمر كان مدروسا بعناية فائقة بين الإمارات والنظام العفاشي، وقد سارت الأمور كما رسمت لها دوائر الاستخبارات في أبو ظبي، ووفقا لاتفاقية بين أولاد زايد ومحمد بن راشد في لقاء مع أحمد علي جمعهم في أبو ظبي، بعد تعيين احمد علي سفيرا في الإمارات بثلاثة أشهر. ينص الاتفاق على أن يتم إسقاط الشرعية، ويتم اغتنام اليمن بتسليم شمال البلاد للعفاشي احمد علي، واستئثار الإمارات بجنوب اليمن. هذا الاتفاق لم يكن وليد ذلك اللقاء بل سبقه لقاءات تمهيدية بين الراحل عفاش الأب والسفير الإماراتي في صنعاء، تركزت تلك المداولات والتقت على ضرورة إسقاط الرئيس هادي والقوى الداعمة له، وانتهاء بوضع اليد الإماراتية على معظم المواقع الحيوية للبلد. أي عودة عدن الى قبضة أطماع أبو ظبي من جديد ..

المتابع الحصيف يرى أن الإمارات انتظرت بفارغ الصبر خروج هادي الرئيس اثر الانقلاب عليه، وتهديد حياته ورموز حكومته، فقد كان سلاحها الجوي على أهبة القصف، والدخول بشكل مباشر في إطار التحالف الذي تقوده السعودية.
وما أن وضعت الإمارات أول قدم عسكري لها على تراب عدن الجوهرة الثمينة، حتى شرعت في بناء أحزمتها ومفخخاتها الأمنية بهوية مستقلة. وأخذت تفرز، وتنقح نوعية تابعيها وفق معايير بالغة العمالة.
  فسار في ركب سياستها العبثية رمم الرجال، وحثالة المنبطحين مقابل تأمين مستقبل هادئ وثري لعائلاتهم في أبو ظبي، وجنود تابعين لإملاءات أطماعها بحيث أضحت الساحة الجنوبية وتحديدا عدن مستنقع فوضى.
  وفي تحدي سافر وابتزاز مستمر لإرادة الشرعية، شجعت جموع مرتزقتها للانقلاب على حكومة هادي. بيد أن إصرار الشرعية على إفشال وإجهاض الانقلاب، الذي تقوده الإمارات وضع هذه الأخيرة في مأزق قانوني بعد تهديد الرئيس هادي باتخاذ قرار وقف مشاركة الإمارات في التحالف، وإنهاء وجودها العبثي بعد أن شفعت لها المملكة، وحاولت تسوية وردم هوة الخلاف بين الشرعية وثائرة الأطماع الإماراتية.
   حاولت الشرعية تجنب الصدام مع الإمارات تارة بدافع الحرص على تماسك قوة التحالف، الذي تنخره السوسة الإماراتية، وتارة أخرى تحت ضغط الإبقاء على خيوط الود مع القوى المنكبة خلف غول الطمع الإماراتية، وتنقاد كالخرفان وراءها بدون وعي سياسي، ولا نضج وطني سوى ما تستهوية من مصالح ذاتية مغلفة بدثار القضية الجنوبية.
   استمرار داء العبث العضال الإماراتي في مكاسب البلد الإستراتيجية خدمة لأطماعها، وبعيدا عن مصلحة اليمن، جعل الرئيس هادي يحسم خياراته للجم زمام الفوضى، وإيذانا بقطع رأس الأفعى، التي أعيت حكمة الرئيس هادي وجهود خادم الحرمين لتسوية الخلافات.
   معلم أنت يا هادي، وضربة لثالوث العبث وإخماد لنيران الطمع. ومصادرة أفيون تجارة الفوضى التي تمتهنها قوى التبعية في اوساط النخب البائسة والأحزمة الإرهابية. 


    الصين الحليف المسئول والشريك اللا استعماري، هو أولى بصفقة إدارة الميناء الذي سينتعش بقوة عندما يمد خطه اللوجستي بميناء جوادر الباكستاني على بحر العرب، ليوجه صفعة مدوية للقرود العبثية ومرتزقتها. ويشل ميناء دبي الذي خسر وصايته في جيبوتي والصومال، وفي طريقه أن يقطع رأسه في عدن بفعل بلطجة التعامل القائمة على اللعبة الصفرية لصالح الإمارات ومرتزقتها.

   ولذا، فإن من شأن اتفاق للعرض الذي تقدم به الرئيس هادي مع سفير الصين، أن يثمر إنعاشا حقيقيا لميناء عدن وتحقيق أرباح كبيرة لخزينة الدولة، وتوفير فرص عمل كبيرة لآلاف اليمنيين، وعودة لإستراتيجية فاعلة لميناء عدن في الوسط الاقتصادي الدولي.
  العبها ياهادي ليس أمامك ما تخسره ..الإمارات عبئ نتن ونقطة سوداء في تأريخ الجوار العربي، وعملاءها أنذال السياسة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي