تقرير الخبراء... قراءة عابرة

محمد قشمر
الجمعة ، ١٦ فبراير ٢٠١٨ الساعة ١٠:١٧ مساءً

 

مع تزايد المآسي الإنسانية وزيادة الانتهاكات للحقوق والحريات بالشكل المخزي والمفضوح اصدرت لجنة الخبراء تقريرها الذي يمكن ان يكون مثيرا للجدل وأداة أخرى لإطالة أمد الحرب مع تشابك الخيوط وأدوات الانتهاكات التي وزعها التقرير على الجميع وادخل المجتمع اليمني في حيرة قصوى يبحث عن نجاة من واقع مر لم يستطع ان يتجاوزه حتى اللحظة 

تقرير الخبراء يعتبر شهادة دولية يمكن الاعتماد والاستناد اليها من الناحية القانونية في كثير من الأمور التي تؤكد كلام الكثير بأن الحوثية حركة ارهابية اولا ولان التقرير في بدايته اكد على التفاف وانقلاب الحوثيين على المبادرة الخليجية وعلى مخرجات الحوار الوطني مما يؤكد بأنها كما يصفها المختصين في الحركات الإرهابية بسبب الايدلوجيات الفكرية التي تنتهجها والممارسات الفعلية الناتجة عن تلك الأفكار والمعتقدات المبنية على اسس عقائدية...
ولكن الأهداف الدولية طويلة المدى لها معنى آخر وذلك بإدراج قوات التحالف عموماً في التقرير كمنتهك للحقوق الإنسانية والقانون الدولي الإنساني.. 
وتقرير الخبراء كشهادة دولية لا يمكن دحضها بسهولة وستعتبر ركنا عند كل الأطراف للاستناد عليها.... 
التقرير فصل امورا كثيرة ولأن منهجية العمل التي يتبعها عالمية وأعتقد انه سيكون له تأثير كبير وسيسبب الكثير من الجدل.. 
الجدير ذكره انه يمكن الاستناد الى هذا التقرير لرفع قضايا دولية ضد الحوثيين امام الهيئات القضائية الدولية كمحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية اذا توافرت مجموعة من الأسباب...... ورفع قضايا ايضاً ضد التحالف خصوصاً الامارات العربية المتحدة التي تم اتهامها مباشرة بدعم كيانات مسلحة خارج نطاق الدولة وشاركت في عمليات الاغتيالات كما ذكر التقرير ... 
كما انه كما ذكر بعض الحقوقيين والناشطين في هذا المجال ان إدراج  المملكة بطريقة او بأخرى في تلك الانتهاكات لتكون بيد المجتمع الدولي ورقة ضغط على الشرعية والتحالف وذلك للقبول بتسويات سياسية لانهاء الحرب في اليمن قد يقضي ببقاء الحوثي كقوة رئيسية سياسياً وعسكريا لتحقق اهداف مختلفة خاصة لدول اقليمية او غيرها . 
ايران لها مكان وحيز في التقرير ولكنه ضئيل جداً مقارنة بالإمارات والمملكة العربية السعودية وبالتالي فإن التقرير قد يعد انتصارا سياسياً لإيران بشكل نسبي كونه يساوي بين الأطراف في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وتدمير اليمن.... 
التقرير يوضح بأن هناك ضعف واضح بوجود الشرعية في المناطق المحررة وان هناك من يدفع بقوة الى اضعافها وايضا بطرق تخالف القرارات الد ولية المجمع عليها دوليا.
بالنسبة للإمارات العربية المتحدة يمكن ان يقف قارئ التقرير للحظات ليتسائل عن دورها في تثبيت الأمن وتسيير الحياة العامة في المناطق الخاضعة لها او تحت سيطرتها او تحت سيطرت القوات الموالية لها. 
مما يعني صراحة وليس ضمنا في التقرير ان هناك اتهام مباشر لها في الانحراف عن الهدف الرئيسي لتدخلها في اليمن وانتهاكات حقوق الانسان والتي بطبيعتها لا تسقط بالتقادم... والتقرير يؤكد أن التدخل الإماراتي اصبح يتعارض مع قرارات مجلس الأمن والفصل السابع الذي اكد انه مع التدخل يجب حفظ امن اليمن واستقراره وسلامة ووحدة اراضيه. وقد اكد الخبراء في تقريرهم ان الامارات دور رئيسي بارز في دعم الميليشيا الانفصالية وبالتالي ستساهم في زيادة حدة الصراع داخل اليمن كما ان هذا الصراع يمكن ان يتحول الى حرب اقليمية دولية بعد ان كان حرب داخلية. كان الهدف الرئيسي من التدخل في اليمن هو اعادة الشرعية التي انقلب عليها الحوثيون وصالح والهدف الدولي الأكبر هو الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.. ولكن اصبح الأمر يخرج عن السيطرة بشكل تدريجي 
التقرير من وجهة نظري مهم جداً ليس اليمنيين فقط بل وللاشقاء في المملكة العربية السعودية.. حيث ادرج التقرير الامارات العربية المتحدة فقط في بداياته كدولة ساهمت في عمليات الاغتيالات والتعذيب والاخفاء القسري وبناء قوات وميليشيا خارج اطار الشرعية مما يضعف وجود الشرعية في المناطق المحررة...... 
يجب على الشرعية وعلى المملكة البحث عم ردود حقيقة على التقرير في  الواقع.. 
بمعنى أن المساعدات المقدمة لليمن من مركز الملك سلمان لن تكون كافية لمحاولة فرض توازن بين العمليات العسكرية التي تقودها المملكة وبين ما يقدم من مساعدات وبالتالي سيتم اعتبار ذلك ايضاً تخاذل في مواجهة الازمات والمآسي الإنسانية المختلفة   التي تواجه اليمنيين.. 
هناك ما يجب ان يتم اتخاذه كتدابير اساسية وعاجلة من قبل المملكة ولا اقول التحالف لمواجهة هذا التقرير الذي نراه نحن القانونيون شهادة دولية لما يحدث في اليمن لا يمكن انكارها بمجرد الكلام.... 
تحدث سابقاً عن هذا الأمر وكثيراً مانعود اليه بأن اليات العمل في الجانب الحقوقي قصير وقليل بما يجب ان يقدم لإبراز الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل الحوثيين.. خصوصاً أن التقرير اعتمد في كثير من فقراته على التقارير الإعلامية والتصريحات المختلفة للمحسوبين على الجهات المذكورة في قنواتهم الرسمية المختلفة.
رابطة الاعلام التنموي كجهة مدنية يمنية غير حكومية بقيادة الشاب فؤاد المنصوري تبذل وبذلت الكثير من الجهود الرائعة لتوثيق كثير من الانتهاكات التي تمارسها الجماعة الحوثية كجماعة ارهابية في اليمن من هذه الجهود مؤتمر الانتهاكات الجسيمة الذي سيقام في العاصمة الأردنية عمان والذي يسعى القائمين عليه ان يظهروا الوجه القبيح للحوثيين كميلشيات انتهكت كل الأعراف والقوانين المحلية والدولية... 
هذا الجهد يمكن أن يكون جزء من المعركة القادمة التي ستكون معركة حقوقية بإمتياز... 
فهل سنستطيع الانتصار لقضايانا فيها...

الحجر الصحفي في زمن الحوثي