لمصلحة من يقتل الجنوب ؟

محمد قشمر
الثلاثاء ، ١٣ فبراير ٢٠١٨ الساعة ٠٩:٣٣ مساءً


تتوالى الأخبار المؤلمة عن استمرار مسلسل الاغتيالات لإخوتنا من أبناء مدينة عدن التي ترتسم على ملامحها خيوط الدم اليمني الكريم ، في خلال الأسبوع الأخير فقط تم اغتيال أربعة ٍ من أبناء عدن ومن مشارب وميول فكرية مختلفة تؤكد أن الطريق الذي تمر به تلك المدينة المفجوعة بما يجري فيها من تصفيات جسدية لشخصيات يمنية عدنية لم تكن في يومٍ من الأيام تشكل أي مصدر من مصادر الشر أو الخوف للمجتمع المحلي والإقليمي والدولي . 


من الذي يسعى بأبشع الطرق لأن يحكم الجنوب كدولةٍ مستقلةٍ ويخالف كل الأعراف والقيم السماوية المختلفة والمواثيق الأرضية الدولية..... 
هناك من يقول بأنهم قادرين على حكم الجنوب كدولة ولكنهم ما زالوا يهتموا لأمر أبناء الشمال القابعين في دائرة التسيد الحوثي المنهار بإذن الله. 


التاريخ يؤكد أن الشمال يستطيع بفضل الله الدفاع عن العقيدة والأرض والكل يرى رغم شحة الإمكانيات ما تقدمه البيضاء وتعز ومأرب والجوف من مقارعة القوة العسكرية الكبيرة للحوثي واعوانه ومن والاه، ورغم ما عند الحوثي ايضاً من دعم عسكري وسياسي ودبلوماسي كبير جداً اقليمي ودولي ورغم ما تعانيه الشرعية من ركود وضعف تعيشه جبراً بسبب التعنت الدولي تجاه الوضع في اليمن ، الا انهم في كفاحٍ مستمر لدرء الخبث الإيراني واعوانه..... 
فهل سيستطيع القتلة والمأجورين في المناطق الجنوبية ان يقدموا شيء لما يسمونه دولة الجنوب وهو حقيقةً كيان يمني عملاق فيه تاريخ طويل من النضال المستمر ضد كل ما هو مخالف للروح الجنوبية مثل المجلس الانتقالي الذي اصلا لا ينتمي للجنوب....

 
هل ستستطيع شلة عيدروس الزبيدي المأطرة بأطرٍ خارجيةٍ لا تمثل اليمن ولا أبناء الجنوب ان تسيطر على عمالقة التاريخ اليمني كحضرموت والمهرة والقبائل الشامخة في شبوة واسود ابين ومفكري يافع وابطال الصبيحة... 


هل سيبني المرتهن للآخرين الذين لا ينتمون لخارطة الروح اليمنية حق لوطن ام سيبيع ما تبقى من الوطن للشيطان لتحقيق تاريخ شخصي مزيف مزين بمجموعةٍ من العقارات والارصدة في البنوك الأجنبية... 
هل سيستطيع المفرغ من الهوية الوطنية والأخلاق المحلية السامية والمعدم من العلم ان يبني وطن له هوية مستقلة ذات سيادة حقيقية تساعد المواطن من أبناء المناطق الجنوبية بمختلف انتماءاتهم السياسية أن يعيشوا بشيء من الكرامة والاستقرار؟


من الذي يقتل الجنوب اليمني اليوم كهوية وتاريخ لآلاف السنين ويمزق حروف مجده المنقوش على جبين الفكر القديم والحديث ليصنع كراسة رسم قبيح لحاضر لا يشرف أحداً من بني الإنسان. 
لمصلحة من تقتل الأرض الجنوبية وأبنائها ؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي