فضفضة بصوتٍ عالٍ

عبير عتيق
الاثنين ، ٠٥ فبراير ٢٠١٨ الساعة ١٢:٠٢ صباحاً

صعبة هي البدايات في مثل هذه الأمور لا أدري من أين أبدأ وبما سأنتهي.
صعب أن أترجم واقعنا اليوم ! التكالُبات على الأرض اليمنية والإنسان اليمني مُريبة !

 

في مقال سابق لي بعنوان " نحن المشكلة والحل" أشرت إلى أننا اليمنيين من نمتلك مفتاح الحلول لكل المشكلات والتعقيدات الحالية، مفتاح نُغلق به أيضاً باب الحرب ونبدأ صفحة جديدة لـ(يمن) آمن ومُزدهر نَحلُم به جميعاً.

ولكن للأسف أَبينَا ألا تَرتفع أصواتُنا ويَسمع صِياحُنا الجيران، فأقحمنا من هَبّ ودَبّ و زِدنا الوضع تعقيداً، المشكلة ليست في إقحام الغير إطلاقاً؛ المشكلة ما هي الحدود التي لا يجب أن يتعدوها في مبادرتهم ؟ وما هي الطريقة التي يُبادرون بها؟.
ضوابط عِدة لم نضعها وفتحنا بابنا على مصراعه فطُمِع بنا!!!.

لن أتحدث عن اليمن وشعبها وتاريخمها الحافل منذ القِدم، ولا عن محبةِ الله ورسوله لنا كما ذُكِر في القرآن والسنة، أيضاً لن أتحدث عن قادة،وعلماء، وعظماء يمنيين أفنوا حياتهم في خدمة الأمة والإسلام!
التاريخ دَون كل شيء وهو موجود لمن يجهل فليقرأ أولاً ثم إن شاء تحدث ليُكن عن دراية عمن سيتحدث .
التاريخ صادق لا يكذب كالبشر.

رسالتي اليوم لن أَخُص بها أحد لأنني سأُخاطب العقل، وكلٌ أدرى بحاله.
رسالتي اليوم لا يُستثنى منها أحد ، موجهةٌ للجميع والكل هو المقصود
الصغير قبل الكبير، المواطن قبل المسؤول، الشعوب قبل حُكامِها، القريب قبل البعيد، والجار قبل الغريب.
رسالتي اليوم تَهُم الجميع لأنها تتعلق بهم وبأصلهم ومستقبلهم.

يجب أن تُدركوا أن (( الـــيمـــن)) ليست ساحةً لتصفية حساباتكم..
ولا غنميةً تتصارعون فيها لأجل أن تتقاسموا أطماعكم..  
ليست مِلكاً خاصاً بأحد ، فلا يَحِقُ لكم العبث بأرضها وأشجارها، لا يَحق لكم تنجيس ماءها، وتعكير هواءها، لا يَحق لكم إهدار دماء أبناءها، لا يَحق لكم مسّها بالسوء.
ليست لقيطةً تتظاهرون بالشفقة لأجلها وتَعِدُونها بالخير والاهتمام وقلوبكم تَحمِلُ الحقد والخُبث..
هي ليست قطعة قماش ستنتهي بمجرد تمزيقها..!

(اليمن)..
يا يمني أرضك، ويا عربي أصلك، ويا أجنبي بيتك إن كنت ضيفاً، وقبرك إن كنت طامِعاً..
(اليمن)..
مِلكُ أبناءِها فلا تتعدى حدود التعامل والاحترام فدُروس أبناءها في الأدب قاسية..
(اليمن)..
هي أمُ الجميع تَرعاهم، وتَدعمهم..
هي الخير، الأمل، السلام، والحب فلا يَغُرّها ما تتظاهرون به من صدقٍ وإلتزام؛ وإن طال صَبرُها فإن رَدّها أليمٌ لكل خائنٍ عميل، و طامعٍ دخيل...
(اليمن)..
قويةٌ، شامخةٌ، باقيةٌ مهما حاولتم تدميرها، والصعود على جثث ابناءها.
ومهما سَولت لكم أنفسكم تَمزيقها فـروح أبناءها واحدة ونبضهم واحد..
مهما شَريتُم شياطيناً بأموالكم فملائُكتُنا أذكى من تفاهاتكم وأقوى من ألاعيبكم..
(اليمن)..
دولةٌ جمهوريةٌ مستقلة ذات سيادة وقانون
شعارها/ الله ، الوطن، الثورة، الوحدة..

لكل من يَعي:
أمن اليمن هو أمانُكم، واستقرارها يعني استقراركم، نهضتها تُقَويكُم وتَدعمُكُم، وحربها ستُبيدكم، اليمن هي فَخرُكُم وعِزُكُم وعَزاكُم......

الإنسان اليمني هو الأخُ العضيد فلا تخسروه، و العقل الرصين فاغنموه..
مكافحٌ، مناضلٌ، قويٌ، صبووووور 
فلا تَختبروه فإنه إن ثار لا يَرُده إلا الموت..

لم أَعُد أُخاطب القلوب فقد أصبحت غُلف، ولا الضمائر فقد صُمَّتْ..
وكان الأولى أن تستجيب لنداء الأطفال ، النساء، الشباب، الشيوخ ممن أنهكتهم الحرب وسَلبتهم سعادتهم، أحلامهم، وعافيتهم...
جاءت الحرب فوأدت كل جميلٍ معها، أبادت كلما تبقى من أملٍ في النفوس..
قتلت كل مظاهر الحياة ، حتى الطير هاجر طالِباً السلام، الحرب أفسدت تُربة أرضنا بالدماء، وجمال قلوبنا بالأسى والألم، وبَريق ابتسامتنا بالبكاء!!!
نتعايش مع الحرب كَرهاً..وسنَلفِضُها يوماً.
خسِرنا كل شيء فماذا خَسِرتم؟؟؟

عَلمتم لِما لَمْ أخاطب قلوبكم وضمائركم؟!! 
ولكن بصيص الأمل في عقولكم جعلني أخاطبها؟! لعلّ وعسى تُدركوا الواقع حولكم، وتَصحُوا من غفلتِكُم، وتُصلِحوا ما أفسدتم قبل أن تُؤذوا أنفسكم..
 فنحن رغم آلامنا وجراحنا وكل ما حلّ بنا نتمنى الخير والسلام للجميع، ونكره أن يُصيبهم ما أصابنا، أو أن يَلحقهم أذى أعمى مثلنا...

رسالتي هذه وجهتها بصفتي يمنية عربية مسلمة لكل العَالمين دون استثناء الجنس، الدين، اللغة 
فهل من مجيب يا ترى؟؟؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي