(الوديعة السعودية) بين الإنعاش والاخلاص

محمد قشمر
الخميس ، ١٨ يناير ٢٠١٨ الساعة ٠٢:٠١ مساءً

 

كعادتها تمد مملكة الخير والإنسانية يديها لتنتشل الريال اليمني من سقوطه المستمر وذلك من خلال الوديعة المالية التي وجه جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله بايداعها في البنك المركزي اليمني... 


الريال اليمني والذي يعتبر احدى الواجهات الرئيسية للاقتصاد اليمني سجل انهيارا وليس انخفاضاً امام الدولار والعملات الأخرى مما ادخل المجتمع اليمني ككل في حالة الصدمة من تفاقم الاسعار بشكل جنوني ساعد بشكل مخيف في زيادة الجائعين والفئات الاشد فقرا.. 


كان للسياسات الخاطئة والتواكل على الآخرين والنهب المنظم من قبل الميليشيات الحوثية للاحتياطي النقدي في البنك المركزي الدور الأول في انهيار الاقتصاد اليمني الذي اصبح في حالة غيبوبة سريرية يصعب التكهن بما سيؤول اليه حالها... 


جاءت تلك الوديعة لتمثيل الحبل السري الذي يغذي المولود بالحياة ولكن هنا كانت حبل الحياة للاقتصاد المغلوب على امره لتعيد اليه جزء من حياته وحيوته.. 


بعدها بفترة وجيزة استطاع الريال اليمني ان يسترد شيئاً من عافيته وان يحاول النهوض من اجل السير بالسفينة الاقتصادية الى شواطئ آمنة... 


جميعنا يعلم ونحن لسنا من اصحاب الاختصاص ان الوديعة المالية ان لم تجد العقول المنيرة والخبراء الاقتصاديين والماليين المميزين المخلصين فإنها لن تعدو ان تكون الا مسكناً لوجع سيأتي بعده وجع اكبر واخطر على الاقتصاد اليمني والمواطن المغلوب على امره... 
الوديعة هي عبارة عن مبلغ يتم وضعه في البنك المركزي للمساهمة في عمليات استيراد المشتريات الخارجية الذي تعتمد عليه اليمن بنسبة لا تقل عن 80 %. 


لكن الوديعة يجب ان تلتقي مع الخبراء الماليين المخلصين الذي يستطيعون ان يستثمروها او يديروها بالشكل المثالي الذي يساهم في المحافظة عليها وتنميتها.. 
اليمن في الوقت الحالية معطل فيها كل المنافذ الايرادية التي يمكن ان تساهم ايضاً في رفد البنك بالعملات الاجنبية... 


الشرعية ممثلة بكل المسؤلين فيها حتى الان عجزوا عن ايجاد او تفعيل كل ما تملكه اليمن من المقومات التي تساهم بشكل فاعل في زيادة الايرادات المالية للدولة واهمها تفعيل وتشغيل ميناء عدن وهو حجر اساس في الاقتصاد اليمني كما ان استئناف استخراج وتصدير النفط والغاز والذي يعد هو الركن الاساسي للاقتصاد اليمني بنسبة 75% ايضاً غائب في غيابت الجب، كما ان المطارات الواقعة تحت ايدي الشرعية ما زالت في تغفو في سكونها الذي لم يتغير رغم ان هذه الامور كلها بإذن الله ستساهم في تقوية وانعاش الاقتصاد اليمني الذي يعاني من العجز الكلي بسبب الانقلاب الخبيث الذي قاده الحوثيون ومن كان معهم ضد الشرعية التي اجمع عليها اليمنيين.. 


هناك حاجة ملحة للاستفادة من كل الخبراء الاقتصاديين والماليين اليمنيين في داخل اليمن وخارجها للاستفادة من الوديعة السعودية التي كانت الأوكسجين الذي انعش الريال اليمني، وتراجعه الواضح يبين بجلاء دور المملكة الدائم والمستمر في انعاش الاقتصاد اليمني المستمر ووقوفها معنا ارضا وانسانا... 
الان الوقت يجعل من القيادة الشرعية هي المسيطرة على زمام الأمور والكرة بعد الوديعة السعودية في ملعبها.. 


فهل ستحسن الأداء رأفت ورحمة باليمن واليمنيين ام انها ستكون القاضية... 
املنا بما سيتخدة والدنا وقائدنا ورئيسنا الشرعي كبير من قرارت تساهم في حفظ ما تبقى لليمنيين من حياة وكرامة...

الحجر الصحفي في زمن الحوثي