نطق وَيَا ليته لم ينطق

محمد مقبل الحميري
السبت ، ١٣ يناير ٢٠١٨ الساعة ٠١:٣٥ صباحاً

 

لسنا انتقاميين رغم الجراح المثخنة التي اصابت وطننا منهم ، ولسنا حاقدين رغم الجرائم التي مارسوها على كل حر شريف ، ومن اجل الوطن فتحنا قلوبنا وصدورنا لكل تائب او فارِ بجلده من حليفهم بالامس الذي تنكر لهم ومارس فيهم ابشع الجرائم واحقرها حتى اننا تألمنا لألمهم في لحظة اعتقدنا فيها ان المصائب يجمعن المصابين ، وأننا أصبحنا في صف وحد ، ضد عدو مشترك ، لم يفرق بين هذا وذاك ، لانه ينطلق من منطلق سلالي حاقد وحق يدعيه بأنه حق الهي ، لا يجوز لأحد منازعته له ، فحمدنا الله ان كلمتنا ستكون واحدة ضد خصم لا يرقب فينا جميعا إلاً ولا ذِمّةً ، لان الدرس الذي وقع لمن لحقوا بِنَا لا يقل قسوة مما لحق بِنَا بل ان درسهم كان اقسى كوّن جثث قادتهم ورموزهم لازالت بالأسر ولم تدفن بعد.

ولكن سرعان ما بدأ الشعور بخيبة الامل يدب في النفوس مجرد ما ظهر البعض ونطق وياليته ما نطق ، هذا وهو في موقف لا يحسد عليه ، وبحاجة للشرعية اكثر من حاجة الغير له كونه اصبح لا حول له ولا قوة مهما حاول الاعلام تضخيمه.

أيها الواهمون / إن واقعنا اليمني اليوم انقسم الى فريقين لا ثالث لهما وأمامنا احد خيارين لا ثالث لهما :

إما الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية وبوابة هذا الخيار الشرعية ورأس الشرعية الرئيس المنتخب المشير عبدربه منصور هادي.

وإما العبودية والانبطاح مع الانتقاص من مواطنتنا وبوابة هذا الخيار الانقلابيين السلاليين اذناب المشروع الفارسي.

ومن يعتقد ان هناك طريق ثالث غير الطريق الاول المتمثل بطريق الشرعية لمواجهة سرطان الحوثي ومشروعه التدميري للوطن فإنه واهم بل إنه يخدم مشروع الحوثي من حيث يعلم او لا يعلم.

احيانا أشك ان الرئيس السابق قتل فعلا وأقول إن كان قد قتل فهل من المعقول ان هذه المواقف من اقرب المقربين له التي لم تعبر عن موته بأدنى ألَمْ أو ادانة  للمجرمين وهو الذي لا زالت جثته بحوزة عدوه ، حقيقة لم يستوعب عقلي هذه المواقف التي أستطيع القول عنها انها مخزية كونها لم تشر للمجرم حتى بالتلميح بل طالبت بفك الحصار عنه وطالبت الاشقاء في المملكة بإيقاف الحرب عليه وكأنه حمل وديع وليس هو من أشعل الحرب وكان سبب كل ما اصاب وطننا من دمار.

قد يقول قائل لديهم اسرى يخشون عليهم ، وهل تعتقدون بهذه الطريقة ستحافظون على الاسرى ، وهل الاسرى أغلى من الوطن ومن الذين قضوا نحبهم ، ألم يكن شقيق الرئيس هادي أسيرا حتى الآن ولَم يغير ذلك من إيمانه بقضيته الوطنية وصلابة موقفه ولا زال يقود لواء الشرعية ضد الانقلابيين .

من لم يعترف بشرعية هادي ويلتحق بها ويعتقد انه بستطيع مقاومة الانقلابيين بدونها فهو إما واهم وإما ينفذ اجندة تخدم الانقلابيين ، لأننا نؤمن ان شرعية هادي هي طوَّق النجاة بدونها سنكون عبارة عن مليشيات تواجه مليشيات.

  إن الشرعية بقيادة هادي معززة بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعوية ومشاركة فاعلة من قبل الاشقاء في الامارات العربية المتحدة  هي طريق الخلاص ، فعودوا الى رشدكم يرحمكم الله إن كُنتُم اصحاب قضية وطنية ، ما لم فلا أسف عليكم.

محمد مقبل الحميري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي