الُلحمة الوطنية برباط (وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل)

طارق نجيب باشا
الاربعاء ، ١٠ يناير ٢٠١٨ الساعة ٠٧:٣٤ مساءً


 تتغير المعطيات السياسية الداخلية والخارجية المؤثرة على الساحة اليمنية بشكل دراماتيكي خاصة مع تسارع الأحداث المحورية التي حدثت في صنعاء خلال الأسابيع الماضية، وأبرز المحاور التي تجول في عقول وأحاديث الجميع (ساسة ومجتمع) على الصعيدين المحلي و الإقليمي الدولي هي محور التحالفات السياسية التي يمكن لها أن تتبدل أو تنشأ نتيجة لهذه الأحداث .
وإجمالاً فإن كل التحالفات التي تنشأ في عالم السياسية مبنية على أهداف مشتركة يعززها تقاطع المصالح فيما بين المتحالفين، وتختلف هذه الأهداف والمصالح بإختلاف الواقع و تنوع الدوافع للأطراف القائمة على التحالف.


وفي زمن الحروب يسعى كل طرف سياسي وإجتماعي لبناء تحالفاته ليعزز من فرص إنتصاره في الحرب مما يفضي إلى تحقيق أهدافه وإحقاق مصالحه وفرض سيطرته.
وفي الحالة اليمنية، الحرب تتلخص بين طرفين أحدهم لديه مشروع سياسي يتطلع للحكم ويختلف تماما عن تطلعات المجتمع ويدحض نضالات الشعب التي كانت على مدى العقود الماضية، لذلك أطلق السواد الأعظم من اليمنيين على هذا المشروع صفة الرجعية الكهنوتية لأنه يعتبر نهج الإمامة روح له.


وهناك طرف أخر يمثل مشروعاً مناقضاً للمشروع الآنف الذكر، فله أسس قانونية وسياسية لتمثيل تطلعات الشعب، كما له مظلة جامعة هي المشروع السياسي الواضح لهذا الطرف والمتمثلة في (وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل) التي صاغتها جميع الاطراف والقوى الفاعلية سياسياً وإجتماعياً في اليمن بدعم إقليمي وبرعاية دولية وبمدة قاربت العام، وبذلك تعتبر الوثيقة هي المشروع الرئيسي لجميع اليمنيين، حتى أن هذه الحرب يمكن التعبير عنها بطرفين هما طرف مع هذا المشروع وطرف ضده أو بالأصح طرف إنقلب عليه، طالما وأن اليمنيين جميعا قد توافقوا على هذا المشروع أثناء مؤتمر الحوار. 


وبتجرد فهذا المهم هنا، معرفتنا (بالمشروع السياسي لكل طرف في أي حرب)
فذلك يساعدنا على إتخاذ القرارات الشخصية بالدعم والموافقة أو الرفض والمجابهة لأحد المشاريع ومن خلفها من القادة والأطراف في الحرب.


واليوم أغلب اليمنيين يقفون في كفة (وثيقة مخرجات الحوار الوطني) ويرجحونها لوضوح مشروع المستقبل فيها، ويدعمون قادتها لأهمية هذه الوثيقة للمستقبل اليمني ويتغاضون كثيراً عن اي اختلال او سوء إدارة وتخطيط منهم تحت مبدأ (طالما ان الهدف واضح فلا خلاف جوهري على درب الوصول) خاصة وأننا في زمن الحرب.


وعليه فالتوحد و(اللحمة الوطنية) يجب أن تكون برباط الأهداف المشتركة الممثلة بالمشروع الوطني المحدد وواضح المعالم وبالنسبة لليمنيين فإن (وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل) هي المشروع الوحيد واضح المعالم ومحدد التفاصيل مقارنة بكل المشاريع السياسية المطروحة على الطاولة اليمنية -حتى الآن- 
أما التوحد خلف راية محاربة عدو مشترك وفقط دون التأكيد على المشروع الجامع (للحمة الوطنية) سوف يخلق مكامن صراعات جديدة مستقبلية متمثلة بمحاولة فرض كل طرف لمشروعه على أرض الواقع بعد القضاء على العدو،


وعلينا قراءة رسائل التاريخ النابعة من الحروب الداخلية التي حدثت في العالم وعبره الداعية للتوحد وفقاً لمشروع جامع لا (عدو مشترك وفقط) كي لا ننهي حرباً ونبدأ أخرى.
هذه رسالة لكل من يهدف لبناء دولة مدنية حديثة في اليمن، بناء جمهورية نظام وقانون ومؤسسات وديمقراطية، جمهورية مواطنة متساوية تحترم حقوق الإنسان وحرياته العامه.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي