ثورة الإرياني!

كتب
الأحد ، ١٧ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٢٦ مساءً
شفيع العبد في بلد كاليمن بات كل شيء سهلاً وفي متناول "اللسان"، ويحق لمن لا علاقة له بالنضال أن يدّعيه بكل يسر وسهوله، وسيجد من يطبل له ويشهد انه كان من بين أوائل المناضلين الذين تصدوا للظلم ووقفوا في وجه الفساد منذ أمد طويل. مع انه بكل بساطه والأمر لا يحتاج إلى كثير دهاء، وشدة فراسه، لم يكن أكثر من رمز من رموز الفساد، الذين ظهر فسادهم في البر والبحر والجو. ثورة الشباب تسلقها الكثيرون، وجيّروها لمصلحتهم، بعد أن تجردوا من القيم النبيلة والأخلاق الرياضية، وبعضهم ظل في المدرجات او خلف شاشات التلفاز يتفرج على المشهد، ويراقب عن كثب، ولعله رقص كثيراً، وصفق مليّاً، في وجوه جثث الشهداء، لكنه استطاع أن يجد لنفسه مكاناً في قطار التسوية السياسية العقيمة التي قتلت الشهداء مرة أخرى بلا دم. "معمر الإرياني" الذي وضعته تلك التسوية السياسية على رأس هرم وزارة يفترض بها أن تكون للشباب الذين خرجوا للساحات ونذروا أنفسهم لمستقبل تصنعه أياديهم، لم يكن مع الثورة مطلقاً، بل انه كان من أعداءها الأوائل، وان تملّق اليوم وادعاء وصله بها، لكنها لعمري لا تقر له بذاك، لا هي ولا ثوارها ولا ساحاتها. هكذا تُدار الأمور في اليمن، وزارة للشباب الذين اجترحوا التضحيات، وسطروا أروع البطولات، توكل لشخص ليس له علاقة بهم، وظل على حالة عداء تام مع كل تضحياتهم، ومسانداً لمن استخفوا دماءهم وأهدروها في الشوارع والطرقات. "معمر الإرياني" الذي انتفض ضده موظفو وزارته بتهم فساد كأول وزير في حكومة الوفاق يواجه "انتفاضه داخلية" لا أظنه أفضل الكفاءات الإدارية في وزارة الشباب والرياضة حتى تمنح له حقيبتها، ولو فتشنا سجله جيداً لا أظن سنجده خالياً من قضايا الفساد والإفساد، لكنها التسوية القذرة التي خالفت معايير الرجل المناسب في المكان المناسب، قد قذفت به إلى كرسي الوزارة، في ظل تقاسم فاضح لتضحيات الشباب الذين أحدثوا الفارق في زمن قياسي، بعد أن خيّم الوهم في رؤوس "الارياني" وصحبه بأنهم في منأى عن التغيير، وأنهم مخلدون في سلطة الزيف والخداع، وان بإمكانهم الحصول على كل شيء، والتدرج في الهرم الحكومي معتمدين على "منضاد" حزبهم الذي جلبه إلى منصب وكيل أول وزارة الشباب والرياضة – قبل الثورة طبعاً- على حساب كفاءات وخبرات تعج بها دهاليز الوزارة. يحق للإرياني أن يتبوأ المنصب الذي يجلبه إليه حزبه بعيداً عن معايير تولي منصب عام، وان يفاخر به، وان يديره بالطريقة التي يريدها، وان يعيّن من يشاء من المقربين إليه و "أحبابه" وفق "قرحة" مزاج وهوى، لكن من المعيب أن يتحدث باسم شباب الثورة، حتى وان أصبح وزيراً لوزارة تحمل مجرد اسمهم، وليس لها منه نصيب. آخر تقليعات "الإرياني" والتي جاءت هذه المرة تحت بند " ان لم تستح فأصنع ما شئت" حدثت في احد اجتماعات حكومة الوفاق الوطني حيث تحدث بـ" نحن شباب الثورة"، كما حدثني بذلك مصدر مقرب من حكومة باسندوه، وهو ما أثار استغراب زملاء له في الحكومة، وجعله عرضة لتعليقاتهم اللاذعة. ربما توهم الإرياني أن شباب الثورة هم أعضاء اتحاده "اتحاد شباب اليمن" الذي يترأسه ليس لكفاءته وإنما لقربه من مراكز القوى والفساد؟. صحيح "اللي اختشوا ماتوا" كما يقول أهل النيل، فلا غرابة إذا ما وجدنا "الإرياني" يصف نفسه بـ"مفجر الثورة"، وصانع الانتصارات الرياضية.. ودقي يامزيكا.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي