هل علي عبدالله صالح مات شهيداً ؟

علي هيثم الميسري
الأحد ، ١٧ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ١٢:٥٦ صباحاً

 فرعون في عهده طغى وبغى ونَكَّلَ ببني إسرائيل وأبى أن يؤمن بالله عز وجل، بل وذهب أبعد من ذلك حينما قال : أنا ربكم الأعلى، وعندما أدركه الغرق آمن بالله عز وجل ولم يكُن إيمانه إلا إستغاثة بالله فقال : آمَنتُ أَنَهُ لا إلَهَ إلَّا الَّذي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرَائيلْ وأَنا مِنَ المُسلِمين .. إلا أن الله سبحانه وتعالى لم يقبل إيمانه كونه قرر أن يؤمن حين الشدة وخوفاً من الموت، لذلك نجاه الله ببدنه دون روحه حتى يكون آية لمن خلفه وعبرة للخلق .

 

  علي عبدالله صالح حينما شعر بإنتهاء أجله على يد شركائه في الإنقلاب مليشيا الحوثي الكهنوتية بعد أن شعروا بخيانته لهم قرر أن يستنجد ويستغيث بأبناء الشعب الذي نكل بهم في فترة حكمه وأذاقهم أنواع العذاب وجعل أعزتهم أذلة، فكانت الإستغاثة تحت مسمى الإنتفاضة الشعبية أو كما وصفها ( الهبة الشعبية ) فقال : أدعو كل أبناء شعبنا العظيم إلى أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والحرية، فكان رد شعبه هو الصمت المطبق فلم يَغِثهُ بل تركه يلقي مصيره الطبيعي الذي كان ينتظره منذُ أمدٍ بعيد، حتى أولئك العشرات الآلاف من الذين كنا نراهم في ميدان السبعين كلما دعاهم للإحتشاد لم يهبوا لنجدته لأنه كما يبدو لي نسيَ أن يعدهم بالأجرة، فالشعب الذي كان يملكه علي صالح هو ذلك الذي كان يدفع له .

 

  الغريب في الأمر أن البعض يطلق على علي عبدالله صالح بالشهيد، ولا أدري بما إستدلَّ هؤلاء ليمنحوه صفة الشهادة، إن كان الله جلت قدرته أبى أن يهبه الشهادة عندما وهبه الحياة مرة أخرى في حادثة النهدين، فمن منا لم يرى علي صالح بعد ترقيعه في مشافي الرياض عندما إحترق ولم يتبقى من عمره إلا 24 ساعة أو قد تزيد بضعة سويعات ؟ ومع ذلك أحياه الله ولم يكتب له الشهادة، ولكنه منحه الحياة لربما ليُكَفِّر عن ذنوبه .

  ولكن للأسف الشديد لم يستغل علي صالح تلك الهِبَة الإلهية بل أرادها هَبَّة شعبية، فَلَم يكَفِّر عن ذنوبه ومساوئه وجرائمه ضد أبناء الشعب اليمني بل على العكس عاد مكشراً عن أنيابه حاملاً في قلبه نية الإنتقام من الشعب الذي طفح به الكيل من ظلمه وطغيانه وجبروته وقال له بصوت عالي إهتزت له الجبال قبل أن يخلعه بثورته السلمية : إرحل .. فكان إنتقامه أن سَلَّمَ السلطة التي كانت عبارة عن قطعة قماش من 3 ألوان، وسَلَّمَ مفاصل الدولة ومقدراتها لشركائه في الإنقلاب تلك المليشيا الحوثية والذي كان يعلم حينها أنهم أعداء الثورة والجمهورية والحرية .

 

  ما نلاحظه بعد مقتل علي عبدالله صالح أن مؤيديه وعلى الأخص المؤتمريين الذين يعيشون خارج اليمن منحوه الشهادة بل ويصرون على ذلك سواءً أولئك المشاركين في السلطة مع الحكومة الشرعية أو أولئك التابعين له، أما أولئك المؤتمريين التابعين لصالح الرازحين تحت قبضة المليشيا الحوثية ذو السلالة الكهنوتية يطلقون عليه بالخائن، فلو كان أولئك الذين نفذوا بجلودهم من قبضة الحوثي ويطلقون عليه بالشهيد البطل يعيشون في اليمن ياترى ماذا كانوا سيطلقون عليه ؟ أما أنا عن نفسي سأوجه سؤالاً واحداً فقط للشعب اليمني : هل علي عبدالله صالح مات شهيداً ؟ .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي