جرأئمهم لاتسقط بالتقادم

عبدالناصر العوذلي
الاربعاء ، ١٣ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ١٠:٢٣ صباحاً

 

الحوثيون يرتكبون أبشع الجرائم وينتهكون الحرمات  لاعهد لهم ولا ميثاق جماعات  سادية تتلذذ بعذاب وانا الشعب تسفك الدماء بلا سبب ولأتفه الأسباب لم يعرف اليمن  هذا القتل المفرط إلا من قبلهم  وأسلافهم من أئمة الضلال مثل عبدالله حمزة والأمام المنصور وغيرهم من سلالات القتل العبثي !!

لقد أظهر الحوثيون في بداية صعودهم  أنهم ثوار  على الظلم وأنهم يريدون رفع المظالم عن كاهل الشعب  إستغلوا في ذلك ضعف أداء حكومة باسندوة  فتغلغلوا في أوساط الشعب وأوهموا الشعب  أنهم  حركة ثورية  تصحيحية وأنهم يسعون لتصحيح مسار ثورة 11 فبراير  واستغلوا عواطف الشعب بعد الزيادة في سعر المشتقات النفطية  وكانت هذه  هي المدخل لتأليب الرأي العام ضد الدولة والحكومة ٱنذاك  وفي الواقع هم كانوا يهدفون للوصول إلى سدة الحكم   وقد حزموا أمرهم لهذه الغاية  وكانت نظرية ميكافلي  هي المتبعة لديهم فمن أجل الوصول هذه الغاية وهي الحكم إستخدموا كل الوسائل المشروعة والغير مشروعة !!

رفعوا ثلاثة شعارات لخروجهم على الدولة 

1  إسقاط حكومة الوفاق (باسندوة)

2  تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني

3. الغاء الزيادة في سعر المشتقات النفطية

رفعوا هذه الشعارات وهم أبعد ما يكون إلى تطبيقها

والتقوا مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في بعض الأهداف والبرامج  وكانت بينهم قواسم مشتركة  فالرجل أراد استخدامهم للنيل من ثوار فبراير ومن  الرئيس هادي الذي أغض  مضجعه  ومن أسرة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ومن  الفريق علي محسن  الأحمر وهؤلاء هم رواد ثورة التغيير 


والجماعة الحوثية أرادت من
 صالح دعما عسكريا ولوجستيا ليتخلصوا من حزب الإصلاح ورموز هذا الحزب  كانت الخطة تمضي بوتيرة عالية وبمباركة إقليمية ودولية  فالخطة رسمت أمريكيا وأديرت  إقليميا ومحليا  وشاركت فيها أطراف عديدة ومن سيناريوا الخطة أنه بعد التخلص من الصف الأول من رموز حزب الإصلاح يعود الحوثيون إلى صعدة ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن  أدرك الإصلاحيون  الخطة وعرفت قياداتهم  أنها المطلوبة وأنه  يراد قطاف رؤوسهم فجفلوا في أماكنهم ولم يتصدوا للحوثيين ما أحبط الخطة  ولكن الحوثيون دخلوا صنعاء وهيهات لهم الخروج منها

إستغلهم صالح في تصفية الخصوم وسلم لهم الحرس الجمهوري الذي كان يدير المعارك وعقب دخول الحوثيون إلى صنعاء في 21 سبتمبر 2014 شكلوا اللجنة الثورية العليا من مكونهم أنصار الله وبعض الأحزاب التي   دخلت معهم في شراكة بعد أن أصبحوا أمرا واقعا"  وكنت أنا أحد أعضاء هذه اللجنة ممثلا" لحزب جبهة التحرير !!

اتضح لنا بعد ذلك أنهم لايحملون مشروع وطني وأنهم لايستطيعون إدارة البلاد نتيجة إصابتهم بعقم سياسي فهم يريدون  واجهة سياسية تتحمل كل التبعات وهم من خلف الستار يمسكون بكل شيء  بدأوا بالنزول إلى المحافظات في حرب غير مبررة  حرب دموية سافرة اعلنوها على الشعب اليمني بغير وجه حق إلا أنهم  بالتعاون مع الرئيس السابق كانوا ينتقمون من كل من عارضهم  يوما ما ولقد كان الحرس الجمهوري يدير لهم المعارك  وكان صالح ينتشي وقواته تقتل وتهدم وتدمر كل شيء  في كل المحافظات  كان يظن أنه سيستخدمهم لتحقيق غاياته ومن ثم  ينقلب عليهم ولكن حساباته كانت خاطئة

تحالف صالح معهم في قتل الشعب وسفك دمائه   مكنهم صالح من كل شيء لم يكن يرى إلا بعين الحاقد أراد تدمير كل من خرج عليه في ثورة التغيير والانتقام منهم واراد  إفشال الرئيس هادي وإفشال وثيقة مؤتمر الحوار  لقد صبر صالح عامين وهي الفترة الرئاسية المزمنة والتي نصت عليها المبادرة الخليجية  ولكن صالح جن جنونة عندما مددت الأحزاب السياسية للرئيس هادي فترة خمس سنوات  ثار صالح أزيد وأرعد  وبدأ بالإيعاز الى الحوثيين بالإنقضاض على ماتبقى لدى الرئيس هادي من الوية رئاسية وتمت السيطرة عليها وحوصر الرئيس في بيته

غباؤهم السياسي  هو ماجعلهم يحاصرون الرئيس ويستفزون المملكة بالمناورات العسكرية على حدودها الجنوبية  كل هذه المؤامرة والله ينسج لهادي الخلاص من أيديهم  رغم حصاره إلا أنه استطاع الخروج من بين أيديهم  ووصل إلى عدن وعناية الله كانت الى جانبه  رغم قصفهم بالطيران لقصره في المعاشيق ودارت  رحى حرب ضروس في عدن استبسل فيها أبناء عدن في ملحمة تاريخية لبطولة نادرة

26 مارس 2015 كانت عاصفة الحزم التي أعلنتها المملكة العربية السعودية في تحالف عربي من إحدى عشر دولة  وكانت بداية النهاية للمشروع الحوثي الصفوي الإيراني الذي  كان مطيته صالح وعصابة صبية الكهف ( صبية جمع صبي )  أحال صالح والحوثيون اليمن إلى بلد خراب  بلد ينعق فيه البوم  قتلوا كل معالم الحياة ودمروا كل المحافظات لا لشيء إلا لأحقاد وضغائن  وهوس بالسلطة ولو على حساب مئات الآلاف من الضحايا  

صالح والحوثيون الحلفاء الفرقاء  أي أن إئتلافهم وتحالفهم كان صوريا بينما كان كل منهما يتربص بالٱخر  صالح كان يظن أنه في لحظة يستطيع كنس الحوثيين من صنعاء ولكنه كان يريد ويسعى لضمانات دولية كان يخطط للحصول عليها
.
 والحوثيون كانوا  يدركون أن صالح سيغدر بهم  حال تحقيق مٱربه ولكنهم أعدوا العدة وجهزوا لمثل هذه اللحظة على غفلة من صالح الذي ترك الحرس الجمهوري بين أيديهم  على مدى ثلاث سنوات استطاعوا استمالة قياداته خصوصاً بعد أن رأت هذه القيادات أن صالح باعها فانضووا تحت إمرة صبيان مران وإن كان على مضض لكنهم أذعنوا لهم

 وعندما فض صالح تحالفه مع هذه العصابة المارقة ونادى على حرسه الجمهوري فلم يستجب له غير بضع مئات من حراسته الشخصية وحوصر في بيته وقتل وتم التمثيل بجثته بطريقة تدل على قذارة وحقارة هذه الجماعة ودمويتها وإفراطها في القتل وارتكاب جرائم لاتسقط بالتقادم 

صالح شارك في قتل اليمنيين مع هذه العصابة ولذلك كان نتاجا طبيعيا أن يقتل على أيديهم كيف لا وهو العقبة أمام عودتهم إلى إعلان حكم السلالة وإعادة حكم الأئمة ولكن الغريب أن صالح ظل ثلاث سنوات يقتل في الشعب اليمني اسماعيل مع رغبة الجماعة الحوثية •  وفي ثلاثة أيام تحول صالح  إلى بطل  من قبل بعض الذين مازال صالح  بالنسبة لهم إله !!!!!؛
  لايخطىء  __  مؤتمريوا  الشرعية  اعترفوا بصالح رئيسا للمؤتمر الشعبي العام رغم أن فصيل صالح ثلة من الانقلابيين ونسوا أو تناسوا أن رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام هو الرئيس عبد ربه منصور هادي اتضحت الحقائق لبعض المتزلفين في صفوف الشرعية ارتموا في أحضان صالح لمجرد أنه اختلف مع شركائه في الانقلاب وجعلوا من صالح الثائر والمحرر ونسوا أن لنا قيادة تتمثل في رئيس الجمهورية ونائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وهم قيادة حزب المؤتمر الشرعية وقيادة الشرعية بشكل عام

  ولو أن صالح وقيادات المؤتمر الذين ٱثروا البقاء معه أعلنوا الانضمام إلى صفوف الشرعية لكان  هذا مبرر  لأولئك المتزلفين في تأييد صالح ولكن صالح ظل معاديا للشرعية ولم يذكرها بخير 
بل لقد تلفظ بالفاظ سيئة على الرئيس هادي وعلى الشرعية ولم يعترف بالشرعية وهذه حقيقة لا مواربة فيها فقد تلفظ بما يعتقد 
فهل يعقل اؤلئك المؤتمريون في صفوف الشرعية  أم أنه ينطبق عليهم المثل الذي يقول
يرعوا مع الراعي ويأكلوا مع الذيب

وفي الجانب الآخر نرى أن هناك  تلميع احمد علي عبدالله ومحاولة البعض اقحام إسمه في العمليات العسكرية  وهذا أمر يخرج عن جادة الصواب وذلك أن احمد علي يقع تحت عقوبات القرار الأممي 2216  وهذا القرار   لا يمكن تمييعه فالقرارات الأممية لاتتجزء  ثم إن الحرس الجمهوري الذي يطلبون له ويقحمونه إسمه  زيفا  وكذبا في معارك الساحل الغربي لهو أمر يندى له الجبين فهذا الحرس لو كان  موجودا خارج إطار الإتقلابيين لأنقذ صالح ولكنه تبخر وهو اليوم يقاتل في صفوف الحوثيين الرئيس هادي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر يدير العمليات في الجبهات في مأرب ونهم وميدي وأحمد علي خارج إطار العمليات العسكرية لوقوعه تحت القرار الأممي 

إن الجرائم التي ارتكبها الإتقلابيين منذ دخولهم صنعاء والى يومنا جرائم حرب لاتسقط بالتقادم واليوم الحوثيون يمارسون چرائم أمام مرأى ومسمع المنظمات الدولية وهناك غض الطرف عن جرائم الحوثيون تلك الجرائم التي  قتلوا فيها الاطفال والنساء والشيوخ وقتلوا الإعلاميين وتدميرهم البيوت والمساجد والمدارس والمستشفيات  وتدميرهم  الوطن جرائم لاتسقط بالتقادم

عبدالناصر بن حماد العوذلي
13  ديسمبر 2017

الحجر الصحفي في زمن الحوثي