وداعا هشام والحرية للأيام

كتب
السبت ، ١٦ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٢ مساءً
  شيماء صالح باسيد فجعت في صباحي اليوم بخبر حزين جدا على قلبي وعلى قلوب الكثيرين..رحل عنا "هشام"وترك لنا ألما وحزنا عظيما وممتدا تماما كإمتداد محبته في القلوب..أذكر أنه منذ حوالي ست سنوات أرسلت "للأيام" أول ما خط به قلمي ولم أكن أعلم أنه سيرى طريقه للنور وللنشر تباعا لتصبح هذه الصحيفة وطني الأم وقبلتي كل صباح. مات هشام..ولن تمت ذكرياته فينا..مات الرجل الشامخ كشموخ عدن..تلك القلعة التي تدافع اليوم عن حلم الوطن رغم تكالب الأعداء..فبدأ النهار حزينا..متصلا بحزن أكبر يغمر هذه المدينة المتعبة فأمس يسقط شهيد..ويروع أهلنا بالمنصورة..وتمتد معاناة الجميع هنا ليبقى الجلاد واحد وإن اتسعت رقعة ضحاياه. لم أتمنى في حياتي أن أقابل عزيزا على قلبي مثلما تمنيت مقابلته وكانت وحدها الظروف من تخونني كل مرة..لينتهي بي الأمر صباح اليوم بحزن شديد على سنوات طويلة مضت..كم تمنيت أن أراه فيها لأرى فيه ثغر عدن الباسم وعشقي لمدينة تبدو لي مترنحة بين صراع حلم وكابوس..فأيهما سينتصر في الأخير؟؟؟. مات هشام ولم تنزل عنجهية ذات النظام تغلق صحيفة الأيام ولم تزل ذكريات العدوان قاسية وضاربة بجذور ألمها في الذاكرة..ليرحل الرجل ويبقى إرثه الصحفي ورصيده الإنساني والأخلاقي في إزدياد..وهكذا دوما سرعان ما يترجل عن صهوة الحياة كل الرجال الشرفاء ولا يبقى سوى اللئام يعبثون بحياة الشعوب..ويصادرون أحلامهم!!!. عزائي ممتد للجميع دون إستثناء و ل"باشراحيل"أسرته الصابرة في أعتى الظروف ..الشامخة في أصعبها..أفراد تجد في سيماههم عراقة وأصالة الجنوب..وطيبة ساكنيه,,وصمود المناكفين عن قضيته وحريته. نحن في "عدن الغد" تغمرنا السعادة بأن نتشارك جميعا في تحقيق الحلم بالإصدار اليومي للصحيفة إبتداءا من يوم غد الأحد..وهاهي فرحتنا مشوبة باالألم اليوم..مات هشام ولم ينسى أن يعلمنا ثوابت الصحافة ورحابة الصدر..وعمق الإيمان والتمسك بالمبادىء..مات هشام..و سيبقى"للأيام" كل الفضل بعد الله..في النجاح والتألق والصمود.. مات هشام...وسننتظر على أمل لن يموت أن تشرق من جديد شمس "الأيام" التي أحرقتهم وكشفت عن عوراتهم القبيحة..فحجبوها عنوة خائفيين..خائنيين وهاهي تستمر في إحراقهم رغم احتجابها...وستستمر محبتنا لها ولأسرتها العريقة..ولصفحاتها التي يرتمي الجميع على عتباتها في طقوس مقدسة نمارسها بكل فخر وحب.. ستظل "الأيام" صوت هذا الشعب المطحون..وجذوة نضاله الأسطوري ..وأنت يا هشام..أرقد بسلام...  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي