اليمن والسعودية

محمد مقبل الحميري
الأحد ، ١٩ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٤٧ مساءً

 

هناك أمور بديهية تجاهلها يكون إما غباء وإما حقدا أعمى صاحبه.

المملكة العربية السعودية واليمن متداخلتان في كل شيء بحكم الموقع الجغرافي لكلا البلدين وهذا أمر واقع وليس بإختيار اي منهما ولا تستطيع إحداهما محو الأخرى من جوارها مهما بلغ قوتها وأنصارها ، لذلك علاقتهما تنطلق من هذا الأمر الحتمي لكليهما ، إضافة إلى الروابط الأخرى التي تقوي هذا الرابط الجغرافي ولا تقل أهمية عنه وهي : العقيدة واللغة والنسب ووشائج القربى والتاريخ ا المشترك.

 

عندما نذكر ما اسلفنا من هذه الروابط المتينة ليس مدحا لطرف منهما لأن كل ما ذكرناه ليس لهما الفضل في اختياره ولكنها مسلمات قدرية لا يستطيع أحد الانفكاك عنها ، وما يصيب إحدى الدولتين يصيب الأخرى كمسلمة من المسلمات.

 

الذين يسئون للمملكة في كتاباتهم وتصرفاتهم بدعوى انهم ينطلقون من منطلق وطني إنما هم بذلك يسيئون لليمن ويضرون بمصالحه ، ويتعمدون الأضرار بالمغترب اليمنب في المملكة فوق ما به من أضرار تضاف لما يعانوه في هذا الظرف وخاصة مع القرارات الأخيرة.

 بعض هؤلاء الكتاب واقعين تحت تأثير شحن اعلامي مغرض موجه من قبل الانقلابيين وأسيادهم أصحاب المشروع الفارسي ، والجزء الآخر ينطلق من منطلق حاقد على الشعبين السعودي واليمني خدمة لفئة معينة في اليمن مرتهنة لذلك المشروع المعادي للمشروع العربي الإسلامي وهم بذلك يتعمدون الأضرار بالسواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني لتضييق الخناق عليهم وحتى لا يبقى أمامهم إلا الإرتماء في أحضان مشروع الفرس تحت وطأة الجوع والحاجة.

 

لذلك على إخواننا المغرر بهم أن يدركوا ان ما يصيب المملكة يصيب اليمن مباشرة ، وعلى اخواننا الكتاب في المملكة أيضا أن يدركوا أن ما يصيب اليمن يصيب المملكة مباشرة ، وليعمل الجميع على تعميق مشاعر الاخوة واستشعار المخاطر المحدقة بالشعبين الشقيقين الذين يعتبران في مركب وحد.

 

زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود لفخامة الأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في مقر إقامته في الرياض تحمل ماني كبيرة ورسائل عديدة تصب في صالح الشعبين الشقيقين وتؤكد التوجه نحو دعم الشرعية للحسم العسكري ، عزز ذلك مقابلة رئيس هيئة التجمع اليمني للإصلاح وأمينه العام لصاحب السمو الملكي ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان آل سعود ، هذين اللقاءين بعثا روح الأمل عند أبناء الشعب اليمني سواء الذين في الداخل أو الذين في الخارج وخاصة المقيمين في المملكة الذين يأملون أن تثمر هذه اللقاءات عن انفراجة مما يعانوه وخاصة تأجيل الرسوم المفروضة على الأسر المقيمة في المملكة حتى تخرج اليمن من المحنة التي ادخلها فيه الانقلابيون .

 

كلنا امل ان يلقى المغترب اليمني في المملكة رعاية خاصة في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا كي لا يتشفى بنا أذناب المشروع الفارسي وحتى لا يقع البعض في أحضانه تحت وطأة الحاجة.

 

أما تلك الأقلام المسمومة التي تحاول النيل من العلاقات الاخوة اليمنية السعودية خدمة لأربابهم أحفاد ابو لؤلؤة المجوسي فنقول لهم لن تنالوا ما تريدون ولن تحققوا مبتغاكم والأولى بكم أن تعودوا إلى رشدكم وتفكروا بمنطق مصلحة بلادكم ، إن فكرتم بهذا المنطق فستدركون فداحة جرمكم بحق وطنكم وانتم تسوقون لمشروع حاقد على وطنكم وعلى عروبتكم واسلامكم ، والأولى أن نعمل جميعا على تقوية علاقة أخوة صادقة ومتكافأة وهذا دور الحكومة  في كلا الدولتين ودور النخب والإعلام في البلدين الشقيقين بما يخدم منطقتنا وأمنها في الجزيرة العربية خاصة والوطن العربي عامة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي