نائب رئيس الجمهورية يحني ظهره لأحد الجبال البشرية

محمد مقبل الحميري
الاربعاء ، ٠٨ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ١٠:٥٣ مساءً

 

البطل الذي فقد قدميه وهو يدافع عن وطن وعقيدة وكرامة ، ومثله الكثير من الأبطال الذين قدموا حياتهم والبعض منهم اقعد بفقده بعض اطرافه او اصيب بالعمود الفقري ومنهم من استشهد والكثير لا زالوا صامدين في المتارس ومواقع الشرف يغشون الوغى لا يبالون ان يقع الموت عليهم او يقعون عليه ، يعشقون الاستشهاد اكثر مما يعشق الكثير الدعة والسلامة ،  كل ذلك من اجل جل الوطن ومن أجلنا جميعا ان نعيش في وطن يسوده العدل والمساواة ، هذا الصنف من الرجال صنف نادر مهما نعمل لهم فلن نوفيهم حقهم ، فما بالك ونحن لم نفعل لهم حتى الآن شيئا يليق بحجم تضحياتهم الجسيمة التي لا تقدر بثمن ، فهم يجودون بأثمن شيء في الوجود وهو النفس :

والجود بالنفس اسمى غاية الجود.

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي تلك المقابلة التي جمعت نائب رئيس الجمهورية الفريق على محسن الأحمر بأحد المقاتلين الأبطال الذي فقد قدميه وهو صامد في مواجهة المد السلالي العنصري المستمد دعمه من المشروع الفارسي الذي يستهدف اليمن والمنطقة العربية كلها أرضا وانسانا ، أعجب النائب بهذا العملاق الذي أمامه وبروح النضال التي لم تهتز رغم أنه فقد رجليه اللتين يمشي بهما وأصبح بالمنطق العام مقعد ومعوق ، لكن من كانت نفسه عاليه فإنه لا يؤمن بالإعاقة الجسدية ، فشعر النائب انه يقف أمام جبل شامخ وليس أمام معاق ، فأراد التعبير عن تقديره وأشعاره أن أجسادنا كلها وأقدامنا فداء لقدميه كتعبير معنوي ليس لهذا البطل فقط ولكن لكل الأبطال الذين أقعدتهم الحرب ، فانحنى هذا القائد الذي يمثل الرجل الثاني في الدولة كنائب لرئيس البلاد ليمتطي هذا هذا العملاق المبتور القدمين على ظهره كرمزية لتقدير كل الأبطال الذين في الميدان ورسالة أن ظهر اي مسئول ليس أغلى منكم ومن مواقفكم ، وعهدنا أن المسئولين الكبار يعتلون على ظهورنا ، البعض حول هذه اللفتة إلى سخرية غير مدرك معناها وما تحمله من رسائل إنسانية وحجم مقام هؤلاء الأبطال في النفوس .

تحية لكل أبطال الجمهورية في كل مواقع الشرف وتحية للقائد الإنسان نائب رئيس الجمهورية ، والتحية لقائد مقاومة تعز الشيخ حمود المخلافي الذي سبق وأن احنى ظهره لإسعاف أحد الجرحى ، ويجب أن يدرك المسؤولين جميعا ان ظهورهم ليست أغلى من ظهور هؤلاء الأبطال ويجب أن ينحنوا قدوة وأخلاقا لهذا الشعب الصابر المرابط لا ان يركبوا على ظهره ، والأهم من ذلك نتخذ من هذا الموقف الإنساني الكبير الذي جسده نائب رئيس الجمهورية سلوكا واقعيا لتلمس آلام جرحى الحرب ومعاناة المعاقين لتسرع قيادتنا وحكومتنا بعلاج هؤلاء الجرحى الذين تعفت جراحاتهم وهم يعانون الآلام دون أن يشاركهم أحد بها.
مرة أخرى شكرا لهذه الموقف النبيل من قبل الاخ نائب رئيس الجمهورية ، وشكرا للأبطال الذي يدافعون عن كرامة أمة ومستقبل وطن.

الخلود للشهداء والشفى للجرحى والنصر للأبطال في كل مواقع الشرف ، ولا نامت أعين الجبناء.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي