عبد ربه منصور والضغوط الدولية !!

محمد قشمر
الثلاثاء ، ١٧ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٠٨:٥٢ مساءً


اليمن أصبحت في لحظات الغموض الزمني عبارة عن كتلة ملتهبة من المشاكل والمآسي التي دمرت الكثير من القيم، وكل من قدر الله له أن يكون صاحب منصب او تحمل أي مسؤوليةٍ في هذه الفترة الحرجة من التاريخ اليمني الراهن فإنه (إن كان مخلصاً ) سيحمل فوق ظهره الكثير من الهموم الوطنية التي تثقل كاهل القوي الأمين ، إلا أن أصحاب المنفعة فإنهم يغتنمون الفرصة في مثل هذه الفترات الزمنية ليصعدوا على ظهور الأحرار وليقتنصوا فرصة المنصب الذي يستغلونه أسوء استغلال فيكونون عوناً للمجرمين والمخربين الذين يعيثون في اليمن فسادا.


في هذه الفترة الزمنية شاء الله ان يكون عبد ربه منصور هادي هو القائد لليمن في خضم بحر متلاطم من اللاإستقرار ليس فقط على مستوى اليمن وحسب بل على مستوى الشرق الاوسط الذي أصبح مكتظاً بالكوارث الإنسانية ومملوء بالتعقيدات السياسية المخيفة، والولوج الى هذا العالم يجعل الانسان في حالة ذهول ويحتاج الى الكثير من الصبر والحكمة والعقلانية والرشد .


اعتقد شخصياً كما يعتقد الكثير من المفكرين والسياسين أن الرئيس الشرعي اليمني عبد ربه منصور هادي من الرؤساء القلائل في المنطقة الذي يتحمل كم مهول من الهموم الوطنية وغالباً فإن هذه الهموم والمشاكل القائمة على المستوى الداخلي وبوجود هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس هي من صنيع الخارج ثم الداخل الفاسد الخبيث، ودفعت باليمنين الى حافة الهلاك النفسي والاجتماعي والاقتصادي، 
كل التقارير العالمية الصادرة من المنظمات الدولية تؤكد أن اليمن أصبحت من أكثر الدول في العالم فقراً ومجاعةً، وأنها أصبحت تحتضن الكثير من الأمراض والأوبئة .


والوضع المعقد هو الذي يفرض أيقونة الحياة العامة في الداخل اليمني المنهك، إلا أن الكل مجمعٌ على أن كل المشاكل والكوارث والمصائب في اليمن هي نتاج طبيعي لخبث السياسة الخارجية لكثير من الدول الإقليمية وغيرها، فالتدخلات السافرة في الشأن اليمني يكسر كثيراُ من الجهود الصادقة للبعض فقط التي تدعو الى إيجاد الحلول السياسية للخروج من هذا النفق المظلم .

 

 
من يجهل أن هناك ضغوط دولية تمارس ليلاً ونهاراً على القيادة اليمنية فإنه لا يفقه كثيراً بواقع اليوم السياسي والعسكري. ولكن هل تستطيع القيادة السياسية اليمنية ممثلة ً بالرئيس عبد ربه منصور هادي مجابهة ومواجهة كل تلك الضغوط بمفرده ، وهل يعقل أصلاً أن يواجهها وحيداُ فريداُ ...

 

الحقيقة أن هذا الأمر غير ممكن وانا وانتم كمواطنين يمنيين غالباً لا يهمنا هذا الأمر كثيراً فطالما أنه كان اختيار السماء لقيادة اليمن في هذه الفترة فعليه أن يقوم بواجبه على أكمل وجه .


جزء مهم من مهامهه الثقيلة في التركة الأثقل هو متابعة أداء الحكومة اليمنية التي ستنعكس على شخصه مباشرة ً كونه القائد الأول للجميع في هذه المعركة المصيرية .


هادي يقبع تحت جبال من المشاكل ومن الأراء المتضاربة حول الشأن اليمني، لكن لن يتحمل المسؤولية التاريخية غيره وهو الذي سيحاسبه التاريخ حساباً ليس فيه رحمة ،و التاريخ ايضاً لن يغفل عن أهمية هذه الفترة وعن مدى الضغط الذي يمارس عليه كرئيس شرعي معترف به دولياً من أجل القبول بأنصاف الحلول .


حتى الان هادي مازال متمسكاً بحق اليمن والانسان اليمني بالعودة الى المسار الصحيح بناءً على المبادرة الخليجية التي أصبح فيها نظر ومتمسك ايضا بمخرجات الحوار التي هدم أركانها الإنقلاب الأعمى الذى تخطى كل الحدود وتجاوز كل القيم والمبادئ التي أرساها أبائنا وأجدادنا طيلة عقودٍ من الزمن .

 

كما ان هادي أيضاً متمسكاً بالقرارت الدولية التي تصب في مصلحة اليمن . وفوق هذا تجد أن الكثير من الضغوطات تفرض على واقعه كرئيس من كثير من المنظمات الدولية والدول التي لها مصالح خاصة قد تتعارض اة تتلاقى نع مصلحة اليمن أرضاً وإنسانا ،


حتى الان مازال هادي متماسكاً أمام أعاصير كل تلك الضغوط ونحن جميعاً نقول له بأن التنازل عن أيٍ من الحقوق اليمنية هي خيانة للوطن وللإنسان اليمني الذي سار خلفك كرئيس شرعي وحيد وتحمل معك بل أكثر منك الكثير من الأذى من أجل أن تصل به الى بر الأمان ..


هادي مازال واقفاً أمام الطوفان وما زال يحاول أن يفرض الخارطة التي يبحث عنها اليمنين في الداخل والخارج للوصول الى الوطن الذي يتسع للجميع ، وسنبقى خلفه عيوننا معه وقلوبنا تدعوا له ولكنا لن نغفل أيضاً عن الفساد إن ظهر وبدا او إن تحول الأمر عن طريقه القويم ..


فلا خير فينا إن صمتنا ولا خير فيكم إن لم تسمعونا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي