مجلس حمير والطفل الواعي بتاريخه (6)

د. فيصل العواضي
الاثنين ، ١٦ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٣٨ مساءً


حالة صادفتني لشاب  بل لطفل من محافظة عمران طلب في الاول صداقتي على صفحات الفيس بوك ورفضت قبول الصداقة عند تصفحي لصفحته لكني امام الحاحه وافقت و بدأ بمراسلتي وبثني شكوى واعية من تصرفات الانقلابيين السلاليين واتباعهم من قطعان الجهلة تحدث عن اعتزازه بيمنيته وتاريخه العريق سالته عن عمره اجاب 17 عاما ويحاول جاهدا أن يكمل الثانوية العامة ودار بيننا نقاش طويل اكتشفت انه قارئ للتاريخ ومتطلع لمستقبل افضل لليمن قال نحن نترقب قدوم الشرعية لنكون معها ،مشروع بناء اليمن الحقيقي هو المشروع الاتحادي الذي ينادي به الرئيس عبدربه منصور هادي .


لمت نفسي عندما اتسرعت وحكمت عليه بمجرد صورة على صفحته ربما هو مرصودا من قبل الانقلابيين فارا دان يضللهم بتلك الصورة والعبارة وربما كان هناك بل اجزم ان هناك كثير امثاله وسالته عن الناس فقال كلهم كارهين لهؤلاء الذين ليسوا عربا ولا يمنيين اخربوا البلاد واهلكوا العباد لم يبقوا لليمن شيئ جميلا الناس تموت من الجوع وهم يبنون الفلل والقصور في صنعاء .


هذا هو راي الناس وموقفهم من الانقلابيين في مناطق يدعون انها حاضنتهم الاجتماعية وشكى لي هذا الطفل كيف أنهم يفرضوا الجهل في تلك المناطق موضحا لي كيف تمكن من الدراسة بحكم ان والده انتقل خارج منطقتهم وانتقل معه والا لكان شانه شان بقية اقرانه من اطفال تلك المناطق الذين حتى ان وجدت مدارس فهم يثبطوهم من الذهاب اليها واخر السنة يعطوهم الشهادات وهم في البيوت كما وصف لي .


مالفت نظري أنه ناقشني في الدعوة التي اطلقتها لقيام مجلس حكماء حمير مطالبا أن يعيد اليمنيين بناء تاريخهم الحميري معددا عظماء اليمن أمثال الصعب ذي القرنين والهميسع واسعد الكامل وبلقيس وذو بتع واسماء كثيرة مع وصفه كل ملك منهم بما انجز وما عرف به .


حقيقة وجدت نفسي مندهشا أمام هذا الطفل الذي يقدم نفسه كيمني يدرك حقيقة تاريخه وعمقه الحضاري وادركت حجم مسئولية الطليعة المثقفة الواعية من ابناء اليمن في بعث هذه التاريخ واعادة بناء هذه الشخصية وأنه لا خيار امامنا الا الرهان على انساننا الذي اذا ما ارشدناه الى طريقه لاعدنا له دوره الحضاري ولتجاوزنا حالة الاحباط والتخبط التي نعيشها وصراع المشاريع الصغيرة التي ستضيع ونضيع معها .


ونيابة عن هذا الطفل وكل اطفال وشباب اليمن وشيوخه اجدد الدعوة الى رص الصفوف وقيام مجلس حكماء حمير الحضارة لانتشال بلادنا من الماساه التي تعيشها و الذي نجعل منه ارضية نقف عليها في بناء دولتنا المنشودة وفقا لمعطيات العصر الذي نعيشه .


هامش: لم اورد اسم هذا الطفل الذي اعتز أن يكون صديقي او اكون اباه كما طلب مني خشية عليه من اولئك الحاقدين السلاليين الذين لن يشفع له صغر سنه ولا نبل مقصده من انزال العقاب الشديد به ونقول له ولكل ابنائنا واخواننا في صنعاء وذمار وعمران وكل اليمن انا قادمون ولنا مع النصر موعد لن نخلفه .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي