عندما يركب الضالع رأسه الانفصالي!!

د. عبدالحي علي قاسم
الاثنين ، ١٦ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٠١:١٦ صباحاً


   تسير أوضاع الشحن والتوتير يوما بعد يوم نحو الأسوأ، خصوصا في الوسط الجنوبي الضالعي؟ فهل تلك القناعة الانفصالية التي يتسلح برنامجها أشخاص محسوبين على الضالع هي منطق واقعي يمكن إعماله في الوسط الجنوبي؟ ناهيك عن جغرافية اليمن وديمغرافيته؟
   عمق المشكلة ومحورها  الرئيسي يكمن حقيقة أن الضالع مخطوف برؤوس لا تحسن التدبير، ويسير مجبرا نحو حتف مجهول لا نستطيع التنبأ بهول معاناته حال استمر برنامج الطيش السياسي والأمني في وتيرته المتصاعده، وسوف يدفع ببعض أبناء الضالع نحو محرقة سياسية وعسكرية جديدة وغير مسبوقة، لا تعود بالنفع إن على مستوى الضالع، ولا الدائرة الجنوبية واليمنية على وجه العموم.


    تصر العقلية الخاطفة للقرار الضالعي أن تصور لقطاع لا بأس به من أبناء مناطقهم، بأن مشروع دولة الجنوب بلا هوية قاب قوسين أو أدنى، وما عليهم فعله سوى بذل أرواح معاناتهم وتضحياتهم لبلوغ غاية الجنوب، بمحرك ضالعي مستأثر.


   وفي سبيل مراكمة رصيد استحقاقي لواقع تصدر القضية الجنوبية على أبناء الضالع أن يتصدروا ساحات العروض، وثكنات الأمن، وأحزمة الموت، وألسنة الإعلام، ومرتادي الفسبكة. أما الوسط اللوجستي في محافظة الضالع، فمجنديهم معنيين بممارسة شتى أنواع الابتزاز والبلطجية ضد جيرانهم وإخوانهم من أبناء المحافظات المجاورة، وهذه السلوكات الرعناء والخرقاء، وغير الأخلاقية لا تشرف أي ضالعي سوي العقل والسلوك، يؤمن بإنسانيته وكرامته، ولا يرضى انتهاك إنسانية الآخرين والعبث بكرامتهم.  


   إن تعمد ابتزاز الآخرين وإهانتهم من بني جلدتنا دينا وترابا يقزم الضالع، ويحاصرها في عمقها الإستراتيجي والأخلاقي، بل ويسيئ لتأريخها النضالي والأخوي مع أبناء اليمن. وهذا ما تنتهجه القوى المفلسة والعدمية، والنتيجة هي الفشل الذريع والمصائب المتوالية. 
   إن سكوت أبناء الضالع العقلاء، وصمتهم لمنطق المجانين سوف يجلب على أبناء الضالع كوارث هم في غنى عنها.      


  للأسف هناك تجاوز لمنطق الحقائق، وتضليل الجنوبيين لا سيما أبناء الضالع، وبيع وهم بعيد عن معطيات سوق الواقع السياسي. 


  عيدروس وشلال حالات ميئوسة، ومستعصية على فهم لغة العقل السياسي، وتعاملهم ينم عن جهل بمدخلات الوعي السياسي الناضج ومحدداته. وتجرهم عاطفة التأريخ، وطمع التصدر بأثرة تعميهم عن إدراك الواقع كما هو كائن، لا ما يجب أن يكون عليه، وهذه مأساة محققه عندما يكونوا على رأس الأمر، وصانعي خياراته من دون أولي العقل والنهى في الضالع والجنوب. ومن طالع تهورهم أنهم غير مستعدين لتفهم مخالفيهم الرأي بمنطق إقصائي تعايشي خطير حد استئصال من يقف في وجه مشروعهم الانفصالي، الذي يجب أن يكونوا رأس طمعه وهيمنته. وما أصابع أتهامهم بالاعتقالات والاغتيالات وإحراق المقرات في عدن عنهم وهاني بن بريك ببعيد.
إن عيدروس وشلال على ما يبدوا من طالع تصرفاتهم الأخيرة قد ركبوا جماح هواهم باستبداد يهدد حياة ومستقبل القوى السياسية وتعدديتها. ومستعدين للسير في برنامج اللامبالاة، وتزوير الوعي وتسويق الوهم حد تغريدهم خارج السرب السياسي المنطقي، وتجاوز واقع الشرعية محل الإجماع الوطني والإقليمي والدولي. وقد بدأت  الشطحات العيدروسية تبشر بجمعية تمثيل وطنية. وكأن متغيرات الواقع واستحقاقاته لا تعنيه. لينطبق عليه المثل الضالعي، من لي عاقل بوزنه!! 
و إذا كان المتحدث السياسي مجنون فالمستمع بعقله.


  هي دعوة لكل الأخوة من أبناء الضالع، وقبل وقوع الفأس في الرأس بأن يأخذوا على يد المتهورين، إذ لا قبل لنا بمواجهة اليمن وشرعيتها، التي نحن جزء مكون منها.
  إن الضالع انتصرت عندما كانت قضيتها عادلة ووطنية، لكن سلوكات البغي الضالعي على جيرانه، وسيرها وراء شخصيات الطيش السياسي سوف يوردها المهالك والتهميش.  وقد قلت رأي نصيحتي وحكموا عقولكم.


   ما من شك أن مؤشرات التهور والاستعداد للمجلس الضالعي يسير بسرعة نحو صراع خطير، وعبثي، وغامض، ولن يعلم بمآسي تداعياته إلا الله.
وحده العقل الضالعي يجب أن لا يغيب أكثر من هذا، وأن يخرج من مآسي الخنوع والوصاية المهلكة والعمياء، ويقول للمتهوين ومن يسندهم بالمال والسلاح كفى عبثا بأمن ومستقبل اليمن والجنوب على وجه التحديد.


مستقبل ابناء الضالع يكمن في إسناد شرعية الرئيس في إطار يمن اتحادي يكون للضالع حضور إيجابي فيه.
وإلا فإن الضالع على موعد حرب مع الجميع!! الخسارة هي النتيجة الحتمية، وفي أحسن نتائج التهور المدمر هي فوضى لا تخدم سوى عودة الانقلابيين إلى عدن والجنوب.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي