القتل الممنهج والخذلان الدولي !!

محمد قشمر
الاثنين ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٠٩:٠٧ مساءً

 

تتوالى المآسي الإنسانية المبنية على القتل والتشريد وبشكل مخيف بل ومخيف جداً، واتسعت الرقعة الجغرافية لتلك الجرائم بشكل يوحي أن القتل أصبح وسيلةً من وسائل الفرض للأراء والرؤى السياسية أو الدينية . 


في اليمن وتحت وطأة الإنقلاب المجرم أصبحت ظاهرة القتل عبارة عن أداةٍ من أدوات فرض الذات وفرض الوجود الانقلابي الخبيث الذي يحاول من خلاله كسر عزة الناس وكرامتهم ورفضهم لتواجد الفيروس الإنقلابي الخبيث على ظهر اليمن الأم .

 

أصبح الفكر الدموي ينتشر بشكل يدعو الى مراجعة النفسيات لأولئك القتلة الذين تستخدمهم الميليشيات الانقلابية في تنفيذ عمليات الإعدام بتلك الطرق الوحشية التي لا يقوى على القيام بها الا من حصل على  التغذية الفكرية الكافية للخروج من دائرة البشر ، والعيش كحيوان مفترس لا يعرف غير مهنة القتل .

 

اليمن التي كانت تحيا على العرف القبلي النظيف والعادات والتقاليد المحببة للتآلف الاجتماعي ، ولكن طريقة الحكم التي مارسها المخلوع وتحالفه التافه مع أعداء الانسانية جعل اليمن  تقبع تحت حكام يمتهنون القتل كوسيلة بقاءٍ لفرض هيبة مجموعة من أقذر المخلوقات التي تعيش على كوكب الارض . 
القتل بكل أشكاله رأيناه وعايناه وسجلناه ووثقناه ، وكان منها ما حدث في مدينة تعز من قيام مجموعة من القتلة المجرمين المدعومين والحاصلين على التربية الإيرانية الخبيثة والنهج الشيعي النتن في تصفية غير المتفقين مع فكرهم المريض ، قتل مباشر لرأس طفل ثم يقومون بقتل الام وهي تحاول أن تحضن ولدها المقتول بطلقات تدخل من ظهرها وتخرج من صدرها الطاهر الشريف العفيف وأن تكون عملية القتل هذه أمام أطفالها الذين سجلوا في ذاكرتهم البريئة حادثة لن يستطيعوا محوها مهما طال الزمن بهم . انه قتل ممنهج مبني على أسس مستوردة من بلاد فارس التي ما حملت لنا في يومٍ خيراُ أبدا ، إنه نظام الملالي الي يشرعن لقتل البشر أياً كانوا اطفالاً أو نساءً وشيوخا ، والكارثة العظمى هو ما نراه من تغاضي تلك المنظمات التي  تدعي حباً لحقوق الانسان التي تنتهك نهاراً جهارا  بمرأى منها ومسمع ولكنها تأبى الا أن توثق ما يخدم مصالحها ومصالح الدول التي تقف ورائها وكأنها مافيا نتنة تشتري وتبيع بالانسان في كل بقاع الارض .

 

التقرير الأخير الذي اصدرته تلك المنظمة العملاقة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المعايير التي تتبناها في عمليات التوثيق والتحقيق للإنتهاكات معايير مزدوجة تخضع لإهواء ورغبات دول بعينها لتحقيق أجندات خبيثة عابرة للقارات .

 

أطفالنا ونسائنا ليسوا سلعةً تتاجر بها تلك المنظمات التي تجعل من دماء الاطفال والنساء ومن قتل المدنيين العزل الذين تكفلت كل الشرائع السماوية وكل المواثيق الدولية المختلفة بحمايتهم وتحت كل الظروف ، الا أن ما هو حاصل في اليمن خصوصاً وفي الشرق الاوسط من قتل ممنهج بمباركة دولية وخذلان من المنظمات التي وجدت اساساً من أجل توفير الحماية الكافية لكل اولئك البشر الذين حرموا من حقهم في الحياة لا لشيئ ولكن لأن هناك من يرغب في الاستفادة من جثثهم وأشلائهم الطاهرة .

 

أصبح الخذلان الدولي للحقوق والحريات مآساة يعاني منها كل أبناء المنطقة العربية واصبح المجتمع الدولي يجتمع على طاولات من أشلاء البشر من أجل أن يفرض رؤاه على حسب ما يوافق مصالحه الشخصة . الوقت يمر ويعيد الى ذاكرة كل مطلع على تاريخ عصبة الأمم التي فشلت في القيام بمهامها بسبب تسلط بعض الدول العظمى عليها حتى أصبحت عبارة عن قوة تسحق البسطاء لصالح القوى المتكبرة في الأرض . 


أتمنى الا يعيد التاريخ نفسه .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي