عاد الشيخ صادق امين أبو راس الى ارض الوطن بعد رحله علاجيه استمرت اكثر من عام... فأهلاً وسهلاً بعودة ابو مختار ... وكم كان عظيماً هذا الشيخ الجليل وهو يلقى كلمته على ارض المطار فى اول تصريح يصرح به فقد كانت كل عباراته بحجم الوطن مترفعاً عن الصغائر ولم يغره أى شعارات تردد من حوله لتجره لمنزلق التصريحات الغير مسئوله والمكايدات التى لا تعود الا بالضرر على الوطن وأهله... لم ينظر الى جراحاته وما فقده من جسمه فى حادث جامع الرئاسة الغامض الذى كلنا نبحث عن  أجابه شافيه عن من وراءه ولكنه تسامى واطلق كلمته المدوية التى قال فيها(( كفى)) كفى لسفك الدماء كفى بكل ما تحمل كفى من معنى وحمل الجميع أمانة ومسئولية الحفاظ على الوطن فما أعظمك أيها الشهم النبيل فقد عرفناك عن قرب عرفناك فى الشدة والرخاء عرفناك فى محنتك وبقيت فى كل الأحوال ذلك الطود الشامخ والقيل الأصيل ولكل أمرء من اسمه نصيب فقد كنت صادقاً فى دعوتك واميناً مع كل الأطراف وصاحب راس وهامة شامخة ... ومن كانت هذه صفاته فلا يمكن الا ان يتسامى ويكبر ولاغرابه فى موقفك هذا فانت كبير بن كبير ورثت الشموخ كابراً عن كابر... فياليت إخواننا فى المؤتمر يتخلقوا بأخلاقك ويقتدوا بسلوكك ويشمخوا بشموخك فالمتتبع لتصريحاتك وتصريحات الأخرين اثناء الاستقبال يدرك البون الشاسع والهوة السحيقة بين همتك وهمتهم ونظرتك ونظرتهم وسعة أفقك وضيق افقهم   ... فنقول لأخواننا فى المؤتمر كفى عناد كفى مناكفه كفى ألام للوطن كما نخاطب جميع أبناء الوطن بنفس الخطاب ونقول للجميع ان عجلة التغيير قد تحركت ولن تتوقف فلا يتوهم احد انه قادرا على إيقافها مهما هيئت له نفسه ووسوس له شيطانه... وتعالوا جميعاً لنبنى الوطن ونؤسس دوله المواطنه المتساويه التى ننشدها جميعاً وماخرج الثوار الى الساحات والميادين الا لتحقيق هذا الهدف النبيل الذى هو خير لنا ولكم ولكل أبناء الوطن ... ومن اجل ذلك سقط الشهداء تلو الشهداء فنقول للجميع كفى ومن ارتكب جرماً اوفساداً او إفساد من أى جهه كان ف(كل نفس بما كسبت رهينة). والوطن يتسع للجميع وبمعيار المواطنه المتساويه التي من اجل تحقيقها ضحى كل احرار حرائر الوطن وبذلك سنكون جميعاً مواطنيين فى وطن تسوده المحبة والإخاء والقيم الفاضله ... وفق دستور واضح ودقيق يحدد كل العلاقات وقوانين شفافه وقضاء عادل ونزيه يحمينا من انفسنا قبل ان يحمينا من الاخرين لان الله سبحانه وتعالى قد حرم الظلم على نفسه فقال سبحانه فى الحديث القدسى(( يا عبادى أنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)) وبلدنا بلد خير وعطاءلكل أبنائه فلنوسع عقولنا وصدق الشاعر :

لعمرك ما ضاف القضاء بأهله            ولكن أحلام الرجال تضيق

وسلام عليك يا أبا مختار أينما كنت وبارك الله بالرجال من أمثالك فانت بحق زعيم بكل ماتحمل الكلمة من معنى.

.

*عضومجلس النواب

يمن فويس