لا أحد يملي قناعاته الضيقة على الآخرين

محمد مقبل الحميري
الاربعاء ، ٠٤ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٠١:١٦ صباحاً

ليعرف أهل العقول المعلبة والانتماءات المتحجرة أننا شبينا عن كل الانتماءات الضيقة ، وكفرنا بكل الأصنام ، فلم يعد يستهوينا الولاء لحزب أو جماعة ضيقة ، ولاؤنا لله وحده ، انتماؤنا للوطن اليمني كله أحببناه حتى الثمالة ، وحب تعز يجري في شرايين القلب.

 

فأقول للذين يربطون الولاء والبراء بحزب أو جماعة هذا شأنكم ولكن لا تفرضوا علينا اصنامكم فإنكم لن تستطيعوا ذلك ، واي موقف تحسنون فيه سنشيد بإحسانكم وسنقف في صفكم عن قناعة لا عن املاءات تملى علينا.

 

عندما اترضى عن الشهيد حسن البنا فلا يعني ذلك اني أغمط من قدر الزعيم جمال عبدالناصر وعروبته ووقوفه مع ثورة اليمن الخالدة 26وسبتمبر ، وفي نفس الوقت ستجدني اشيد بالمواقف الخالدة للملك فيصل رحمة الله عليه ، واذا ذكرت صدام تذكرت هيبة العرب في عهده وكيف كان حاميا للبوابة الشرقية للأمة العربية وكيف اننا افتقدناه في هذا الزمن الذي رمتنا أعداء أمتنا بقوس واحد ، وهذا لا يعني أني مؤيدا لغزوه للكويت فقد كانت تلك الواقعة غلطة العمر التي دفع العرب ثمن حماقتها ، وعندما أذكر الشيخ زايد رحمة الله عليه اتذكر النخوة العربية الأصيلة واتذكر سد مأرب الذي أعاد بناؤه .

 

على المستوى الوطني أذكر عبده محمد المخلافي وعبقريته ، وأعجب بالشهيد عيسى محمد سيف وتضحيته ، واذا ذكرت الزبيري ذكرت صنوه وشقيق روحه الاستاذ النعمان رائد التنوير في الوطن ؛ وإذا ذكرت حصار السبعين ودحر الإمامة إلى الأبد ذكرت الشهيد بطل السبعين عبدالرقيب عبدالوهاب وخصمه الفريق حسن العمري فكلاهما كانا بطلان رغم الفتنة التي حصلت بينهما.

أما تعز اليوم وما ادراك ما تعز ؟


فلها وضع خاص وحكم مميز ، وسط التجاذبات التي فيها وكل فريق لا يرى إلا نفسه وجماعته ، وموقفنا اننا لن ننحاز لأحد إلا بقدر انحيازه لتعز ، وعندما اشيد بالاستاذ عبده فرحان (سالم) ومواقفه فلا يعني ذلك اني اغمط دور ابو العباس وكتائبه ، وعندما اشكر خالد فاضل ، فلا يمكن أن أنسى دور الشراجي كأول مؤسس لجبهة الضباب والحمادي كأول مواجه للغزاة من داخل اللواء 35 ، وعندما تسيء للشيخ حمود أو للشيخ عارف جامل سأقول لك قف فهؤلاء شمخوا وضحوا بفلذات أكبادهم دفاعا عن تعز وكرامتها عندما توارى الجميع ، واذا لم يعجبك عبدالله نعمان سأقول لك انه الوحيد الذي كسر قلمه ورفض التوقيع عندما املى الحوثي شروطه في اتفاق السلم والشراكة ورفض التوقيع ، واذا قلت لي هناك ضباط ذوي رتب عالية فلماذا يتقدمهم عبده حمود الصغير سأقول لك لأن عبده حمود تقدم الصفوف عندما اختبأ أصحاب هذه الرتب في منازلهم .

 

وهناك الكثير والكثير ممن لا تطيق أن تسمع كلمة انصاف في حقهم فهذا أمر عائد عليك ولكن لا تطبق مرضك علي ، فلك قناعاتك ولي قناعاتي ، ولا يعني أن من ذكرت منزهين عن النقص والأخطاء ، حاشا أن أقول ذلك ، ولكن كما قال الشاعر :


كفى المرء نبلا أن تعد معايبه.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي