نجلاء الأشموري | عندما يعوي اللص !!

كتبت
الثلاثاء ، ٠٣ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٠٧:٥٩ مساءً

اللصوص من أدهى البشر ذكاءً، وهي تخطط لعملياتها في أزمنة قياسية وتكون نسبة الخطأ بالعادة ضئيلة أمام فرص تحقيق النجاح. يذهب اللص في جولة وهو ينوي السرقة ولا يدري أين المكان الذي سيكون مسرح عملياته، وعندما يجد الفرصة فإنه لا يبالي بشيء.. يسرق ويغادر دون أن يعلم به أحد،، لكنه لا يستمر طويلاً الا ويُكشف...


في الثالث عشر من أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2014، كان الوزير الغارق في ابار النفط قد تولى الحكومة بكلها، واليوم نحن أمام عشرة ايام فقط لاستعادة ذكرى سيئة لسعت الجسد الناعم لهذه البلاد.. إنه رئيس الوزراء السابق خالد محفوظ بحاح، السياسي الذي بات أمره مفضوحاً بعد أربع سنين من التستر والسرقة بالخفاء كما تفعل اللصوص المحترفة.

ترأس بحاح الحكومة اليمنية من صنعاء لمدة ثلاثة أشهر فقط، ثم قرر الاستقالة من منصبه. وحينها  ظن الكثير مثلي أنا أن الرجل خالص الوطنية للبلاد، ووجد الظرف في تلك الفترة غير مناسب ليستمر بأداء مهامه كرئيس وزراء للبلاد، ولذلك قرر الاستقالة..

خاننا بحاح بذكائه الخارق في الممارسات العدائية للبلد والشعب، لكن الزمن لم يخن وسخر له عوامل التعرية التي كشف زيفه طوال ثلاثة أشهر من تقلده  منصب رئيس الوزراء.


كانت خطابات بحاح التي يتليها من صنعاء تبعث في نفوسنا أملاً بأن البلاد الى خير، وأن الرئيس هادي وجد يداً يمكنه أن يثق بها في تحقيق تطلعات الجوعى على متسع البلاد برمتها. وهكذا شاء لنا بحاح أن نكن أغبياء في تقيمه يوم أن كان بصيص من أمل مخادع للجماهير.

تكشف التقارير الصحفية التي تكدست بالمعلومات عن هذا الرجل اللئم، أنه كان هامور فساد يرضع أثداء الدولة حتى يجفف عروق الحليب فيها، ولا يمكن لها بعد ذلك أن تدرَ لبناً مرة أخرى.

قبل أشهرٍ قليلة وصل بحاح الى حضرموت قادماً من ابو ظبي. كانت الطائرة التي حملته على متنها قد هبطت في مطار الريان، الذي أغلق منذ أن غادر بحاح منه في 2015 وفتح له عندما عاد مرة أخرى، ثم أغلق مجدداً..

بهذه العقيلة يفكر الرجل الانتقامي، يلاحظ الحكومة الشرعية من حوله تحقق الانجازات تلو الانجازات ويسعى لتعثيرها فلا يستطيع، ثم يبدأ كيل أقداح من الشتائم والتهريج بما يخدش سمعته..

خلاصة القول أن بحاح استطاع خلال ماضيه في الحكومة الذي لا يتعدى ثلاثة أشهر، أن يضرج سمعته بالفساد ويقحم نفسه في زريبة الفاسدين من قبله ومن بعده... لكنه اليوم يحاول أن يخرج من بوتقته فلا يجد إلا العواء كما تعوي اللصوص حينما يُكشف أمرها....

لم تنتهي القصة...

الحجر الصحفي في زمن الحوثي