اين دور العلماء في كشف مخاطر الحركة الحوثية على الدين والمجتمع

محمد مقبل الحميري
الأحد ، ٠١ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٠٢:٣٨ مساءً

الحركة الحوثية تنخر في المجتمع ، تعمل على تغيير التركيبة السكانية الديموغرافية في العاصمة صنعاء ، وشرعت بتغيير المناهج وفقا لخطة تغير فيها عقيدة الجيل القادم ، وتؤسس للعنصرية التي تفرق بين أبناء الوطن الواحد وفقا للسلالة ، وتسترخص دماء وأموال المعارضين لها ومن له صلة بهم ، وترتكب كل الجرائم ما ظهر منها وما بطن.

 

وهذا يتطلب من كل عارف بجرائمهم وخططهم وخاصة العلماء أن يبين خطرهم لعامة الناس ويحثهم على مواجهة هذا الخطر الداهم ، ولكننا للأسف نشاهد معظم العلماء في صمت مطبق وكأن الأمر لا يعنيهم أو أنهم راضون بهذه الجرائم ومقرون بها ، ولا تتمعر وجوههم لهذه الكوارث والانتهاكات التي ترتكبها هذه الحركة المارقة ، واذا انتقد أحد هذا الصنف من العلماء تنطلق ألسنتهم بتجريمه وتفسيقه كون لحوم العلماء مسمومة.

 

صمت هؤلاء العلماء الكثير منهم يبرره أن لديه منزل أو أهل أو أملاك أخرى في  صنعاء أو في أماكن نفوذ هؤلاء المجرمين يخشون عليهم الضرر ، وهذا عذر قد يكون مقبولا من شخص عادي اما من عالم فلا أعتقد أنه مقبول لأن العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم تكن هذه الحسابات الضيقة تقف أمام تبليغ ما كلفوا به  وتبيان ذلك للناس ، وطالما وهم قد اختاروا بمحض ارادتهم أن يكونوا ورثة الأنبياء بسلوكهم هذا الطريق فإن لطريقهم هذا ضريبة وتبعات أما أن يكونوا بمستواه وأما إن يعتزلوا هذا الطريق ولا يدعوا انهم علماء ولحومهم مسمومة .

 

هذا الصنف من العلماء الذي لم نسمع لهم حس وإذا دعوا إلى مقابلة عبر أحدا الوسائل أو من على منبر لتبيان مخاطر هذه الحركة التي اجرمت في حق المجتمع وطعنت في الصحابة وفي عرض الرسول صلى الله عليه وسلم وتؤست للفرقة والشتات في ربوع الوطن ، وأصبحت تقيم ما يسمى بالحسينيات في شوارع صنعاء تلطم فيها الخدود وتجلد الأجسام في ظاهرة لم يعهدها اليمنيون من قبل ،  يكون ردهم بالرفض القاطع عن الظهور وبأعذار واهية.

 

أذكر هذا الصنف من العلماء بقول الحق سبحانه : 

 

(  قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ).

 

أين هم من الاقتداء بصمود الإمام أحمد ابن حنبل وتحمله كل أنواع العذاب وهو الذي كان مطلوب منه كلمة واحدة فقط وسينقل بعدها إلى أفخم القصور وأرغد العيش ففضل السجن والعذاب على على أن يقول كلمة فيها فتنة للناس في عقيدتهم ، وأين هم من موقف العز بن عبدالسلام الذي وقف أمام مفاسد المماليك وكان لموقفه الأثر البالغ في الانتصار على التتار  ، وحتى لا يقال اننا أتينا بالامثلة من الزمن الغابر ، أين هم من مواقف الزبيري والنعمان الذين اوذوا وشردوا ولم ينحنوا للطاغية أو تكل عزيمتهم رغم أن زمانهم كان أقسى من زماننا وهالة القدسية على الإمام كانت أعظم نظرا للجهل ألذي كان مستشري في المجتمع.

 

ايها العلماء سكوتكم فتنة ووالله انكم ستسألون عن ذلك وستحاسبون عليه بين يدي الجبار ، فأعدوا لذلك السؤال جواب قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه العض على الأيدي والندم .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي