الصراع على السلطة بمفهومين مختلفين

د. ياسين سعيد نعمان
الخميس ، ٢٨ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ١٠:٣٦ مساءً

يعتبر انعقاد المؤتمرين السنويين لحزبي المحافظين والعمال في بريطانيا في بداية فصل الخريف من كل عام فرصة لتجديد المناخ السياسي بأكثر النقاشات ارتباطاً بحياة الناس المعيشية والعلمية والصحية وبتكوين آفاق لمواجهة التحديات التي تواجهها بريطانيا على كافة الاصعدة .

 

ينشغل البريطانيون ، كبقية الشعوب الأوربية ، بحياتهم اليومية المتسارعة بايقاعات يشوبها الخوف من تراجع مستويات حياتهم المعيشية والأمنية ، ثم تأتي هذه المناسبات لتخلق مناخات وحوافز لتفكير جماعي للإجابة على أسئلة ظلت المؤسسات السياسية والبحثية العلمية تقيم بشأنها الندوات والنقاشات ثم تضخها إلى الوعي العام بصورة تعكس دور هذه المؤسسات في حياة المجتمع .

 

انتهى حزب العمال يوم أمس من مؤتمره السنوي بخطاب لزعيمه كوربن ،الذي استعاد زمام المبادرة في الحزب بعد صراعات عنيفة مع الجناح المعارض لسياساته ، أكد فيه على أن حزبه قد استكمل تهيئة نفسه ليتولى الحكومة في أي انتخابات قادمة وذلك رداً على ما أشيع من سابق من أن حزب العمال بزعامة كوربن أصبح يفتقر إلى أهم الشروط الضرورية لتشكيل الحكومة .

 

لم يتردد حزب العمال من الاعلان عن استحقاقه لتشكيل الحكومة ، كما هو حال حزب المحافظين وغيرهم من الأحزاب في البلدان الديمقراطية ، لان الحكومة بالنسبة لهم ضرورية لتنفيذ برامجهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية ،وتصبح من ثم ضرورية لبقائهم حاضرين كأحزاب في الحياة السياسية . 

 

في بلداننا الحكومة والسلطة لعنة بسبب ما ارتبط بهما من مشاكل وممارسات مسيئة جعلت المواطن يشعر أن الاحزاب لا عمل لها سوى الصراع على السلطة ، وأن ذلك لا يعني أكثر من البحث عن مصالح لأعضاء الحزب المعني .. الأمر الذي تدهورت معه الثقة في الأحزاب والانتخابات ، وأصبح من المألوف أن يكون التعبير الذي يستخدم للاساءة للأحزاب هو أنهم "يتصارعون على السلطة" لما ارتبط في الأذهان عن أن السلطة هي مغنم لا يقابله أي مغرم . 

 

مع العلم أنه لا أهمية لوجود أي حزب إذا لم يكن هدفه الوصول إلى السلطة لتنفيذ برامجه ، ولكن أي سلطة ؟؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي