شهداؤنا فخر وجنودنا بواسل

أحمد علي الحمادي
الخميس ، ٢٨ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٢٦ مساءً


رغم أن الأزمة الخليجية أزمة كبيرة، إلا أننا لن ننكر أنها قدّمت لنا بعض الفوائد، والتي من أهمها إدراك كل منّا للطريق الذي ينتهجه وحقيقة اختياراته ونواياه، فهل هو من دعاة السلام والوفاق ورعاة الأمن والاستقرار؟ أم من الساعين لإثارة الفتن والتخويف والإرهاب؟


وكشفت أيضاً أزمة قطر الراهنة عن أشخاص ساهموا بنزاهة وموضوعية وحس صادق للعمل على ما من شأنه تخفيف حدة هذه الأزمة ورأب الصدع في جدارها، والسعي الجاد لإيجاد مساحات مشتركة تسمح بأية فرصة لمد جسور التفاهم بين دول الرباعية العربية وقطر من جديد. والحقيقة أن مثل هؤلاء من دعاة السلام كانوا ولا يزالون كثراً، أولئك الراقون، المنصفون، الساعون قولاً وعملاً لسلام بلادهم وشعوبهم والعالم بأسره، سواء كانوا قادة دول أم سياسيين، مسؤولين، كتّاباً، مثقفين، إعلاميين، فنانين وحتى أولئك البسطاء الذين يغردون برأيهم بكل تهذيب ولباقة تنّم عن طيب الروح.


‎لكن وللأسف الشديد فإن الأمر لا يخلو من كدر مسوقي الفتن ومشعلي الحروب، المستفيدين من أي خلاف، مستغلين كل الأحداث لمصالحهم الشخصية دون تفكير بالآخر، وحين يكون هؤلاء المسخرين أوقاتهم وأعمارهم لتأجيج الشعوب من المرتزقة والسفهاء، الجهلة بالمعاني الإنسانية، المراهقين الذين يسهل استغلالهم، يمر الأمر مرور الكرام، لكن أن يكون أبرز من في هذه الصورة إعلامي يفترض فيه الأمانة، ورئيس تحرير جريدة قطرية، يسخر الأقلام حسب هواه، فإن الأمر هنا يكون بالغ الأسى والأسف.


‎نعم عن عبد الله العذبة أتحدث.. العذبة أو الكذبة كما يسمى في وسائل التواصل الاجتماعي، والذي منذ بداية الأزمة الخليجية الأولى مع قطر عام 2014 وهو يبث سمومه عبر عموده اليومي لصحيفته تارة، وتارة أخرى عبر منابر الفضاء الإلكتروني، والمقابلات التلفزيونية، غير مدخر جهداً في تدليس الحقائق وتصعيد الشقاق. ‎ورغم أن العذبة هو من تسبب في وسم نفسه بهذه البصمة الساخرة العدائية بمواقفه المستهزئة بالجميع، المتلاعبة مع السعودية حيناً مادحاً وآخر هاجياً، وكذلك مع الإمارات والبحرين ومصر، ولا ننسى تصريحاته التي أيدت وشجعت يوماً التآمر الإخواني على الحكومة الكويتية، ما جعل السلطات الكويتية تعتبر موقفه هذا تآمرياً وتحريضياً على أمنها ما استدعى منعه يومها من دخول الكويت،وغيرها الكثير من المواقف الموغلة في شراستها العدائية دون تفكير في حجم عواقبها من إثارة النفوس والفتن، إلا أن تجاوزاته بلغت حدّها في استهزائه مؤخراً بشهداء الإمارات الأبرار في اليمن، بطريقة لا تمت بصلة للإنسانية والعروبة والدين والخلق الكريم.


فللمرة الأولى نرى إعلامياً أو كاتباً وصاحب منبر يهزأ بأرواح رحلت لملاقاة خالقها بهذه الطريقة المؤذية إلى أقصى درجة!


‎ورغم أن الصدمة بصنيعه كبيرة، والإساءة بالغة، إلا أننا يجب ألا نلقي لها بالاً ما دامت قد صدرت ممن لم يراعِ حرمة أموات ولا أحياء، وهو يعلم جيداً من وقف وراء استهداف جنودنا البواسل في مأرب.


العذبة الذي يعتبره الخليجيون وصمة عار في جبين الإعلام القطري، يستمر في زيفه وبهتانه على الإمارات مروجاً لكذبة أطماعٍ للإمارات في اليمن، غير آبهٍ بأن التاريخ والواقع والحقائق تنسف أكاذيبه، فالواقع يثبت أن الإمارات ومنذ عهد والدنا الشيخ زايد «رحمه الله» تدعم اليمن في كافة المجالات، ما جعل الأمم المتحدة تصنّف الإمارات الأولى عالمياً في دعمها لليمن الشقيق، ولم يكن هذا التصنيف ما سعت له الإمارات، فهي رسالتها التي تؤمن بها مع الجميع، فكيف باليمن التي أوصى بها الشيخ زايد (طيّب الله ثراه) في العسر واليسر.


‎وفي العهد الميمون لخليفة الخير ونائبه الحكيم وولي عهده الأمين، لبّت الإمارات نداء اليمن، وسعت لوقف النزيف اليمني عسكرياً من جهة، ودعماً في مجالات الصحة والتعليم والتغذية وإعادة الإعمار من جهة ثانية، عبر مساهمات مباركة للهلال الأحمر الإماراتي.


‎هذه هي الإمارات، تعرف هدفها ورسالتها وتسعى لهما بجدّ وإخلاص وتسامح ونبل، ‎تُرى إلامَ تسعَى أنت يالعذبة ومن مثلك؟ ما هو هدفكم الخفي من وراء هذا التدليس وهذه الحماقة؟ وما هي الطريقة أو الوسيلة التي تسعون إليها لتحقيق هدفكم؟ وما الخير الذي ترتجونه بأفعالكم الشنيعة، وكلماتكم الخبيثة التي لا تلقون لها بالاً؟ لا أعتقد أن العذبة ومن على شاكلته يستطيع أن يجيب عن هذه التساؤلات، لكن الإجابة سنعرفها قريباً في قطر الجديدة التي لا ولن تسمح لمثل هؤلاء بالتطاول على الشقيق والقريب والبعيد وبثّ خطاب الكراهية، بل ستسعى مع جيرانها بعد غروب شمس الحمدين إلى دعم الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار.


[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي