مجلس حكماء حمير ( 3 )

د. فيصل العواضي
السبت ، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ١٢:٤٢ مساءً

حينما دعوت لقيام مجلس حكماء حمير لم اكن لأدعوا لقيام كيان قبيلي مناهض للدولة او تجمع مناطقي وانما استنهضت فكرة تأريخية في محنة يتعرض لها الوطن كي نجتمع حول هذه الفكرة ونخرج الوطن من محنته وتعود الأمور الى نصابها يستمر بناء الدولة وفق مخرجات الحوار الوطن المهم ان ينتهي الانقلاب بكل تبعاته وتداعياته.


وحينما اخترت حمير لأنها لم تكن عبر تاريخها الا دولة  وما احوجنا ونحن نتلمس الطريق لبناء الدولة الى الوقوف على أرضية صلبة من تأريخنا واخترت حمير أيضا لانها تغطي كل جغرافية اليمن وقد يكون اسم حمير مجازا تنضوي تحته كل القبائل وبالذات مذحج المتداخلة مع حمير في مساكنها وتأريخها.

 


ترتفع الأصوات وتتجه الدعوات لقيام تحالف وطني بين مختلف الأحزاب والقوى السياسية وهذه الأحزاب كلها من ابناء حمير لكن فكرة التقائها حول فكرة سياسية ربما اثبتت الأيام فشلها لكن حينما ندعوا لقيام مجلس حكماء حمير فنحن نستدعي الكل بمختلف توجهاتهم واجندتهم الى فقرة جامعة هي الانتماء لقبيلة أو شعب حمير وتنفيذ مهمة واحدة هي النهوض بالوطن وانتشاله مكن بين براثن الانقلاب وافشال المؤامرة الايرانية ومن ثم يعود كل واحد الى حزبه او منظومته السياسية.

 


كذلك حينما أشرت الى أن دولة حمير كانت دولة اتحادية كان الأمر مجازيا وهو أننا نمضي اليوم لاستعادة تجربة تاريخية بها ومن خلالها سدنا وشيدنا أقوى الحضارات بما معناه ليس التذكير بحالة متخلفة أو بعث ارث قبلي بدائي يتناقض مع معطيات حضارة اليوم ولنقول لكل مؤمن بالدولة الاتحادية انها جزء من تأريخه وراث حضاري له ونقول لمن لا يؤمن بها او لا يزال في النفس شيء منها انها ليست بدعة استوردناها من خارج الوطن لكنها اساس من الاسس التي قامت عليها حضارتنا أيام كنا صناع حضارة .


ووفقا لهذه المعطيات أوجه الدعوة وكلي أمل ان حمير تمتلك من الحكماء ما يمكن ان نراهن عليهم ولن يكون الرهان خاسرا وسيكزن مجلس حكماء حمير هو الوسيلة التي نعيد بها ترتيب البيت اليمني والتمهيد لقيام الدلة اليمنية المنشودة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي