الحوثي يريد دولة مدنية.. هذا جيد!

كتب
الاثنين ، ٠٦ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١١:٢٣ مساءً
محمد العلائي الحوثي يدعو لاقامة دولة مدنية. هذا مدعاة للثناء والتشجيع، لكن على أحدهم أن يوضح للحوثي ولغير الحوثي، أن السلطة التي يتمتع بها في صعدة هي سلطة سياسية مصدرها ديني لاهوتي، وهذا مصدر للسلطة يقع على تباين تام مع منطق الدولة المدنية التي كانت حصيلة البحث عن أساس عقلاني دنيوي للسلطة. لن نتحدث عن نظام العنف وأداوته الذي نشأت الحوثية بمقتضاه وتتغذى على حسابه، مع أن منطق العنف بطبيعة الاشياء يتعارض تعارضا شاملا مع جوهر الدعوة إلى دولة مدنية. من أعماقي أتمنى أن يكون الحوثي على درجة من الجدية والصدق بحيث يقبل أن يعيد النظر في نهجه الانعزلي ليغدو أكثر انفتاحا وتفاعلا مع المكونات الوطنية الأخرى، وأن يعيد النظر في أساليب عمله وخطابه لتكون أكثر تلاؤما مع روح الدعوة التي أطلقها أمس من صعدة. بالطبع حزب الاصلاح ليس أحسن حالا فيما يخص التضارب المريع بين اتجاهه السياسي المعلن التقدمي والمدني، والذي يحرص على أن يبدو متناغما أكثر مع تطلعات الدولة المدنية وشروطها، وبين التثقيف العقائدي الديني لأفراده، وامتثاله المزعج لبنية معرفية تفتقد الوضوح وقابلة لضروب من التأويلات تتفاوت في ما بينها بشكل حاد. لكن كما لو أن الاصلاح دون أن يدري يستخدم استراتيجية ليدل هارت، أي الاختراق والتقدم والتطويق، وترك الثغرات إلى أن يجد الفرصة لمحاصرتها وردمها. فهو من خلال تحالف المشترك يضيف إلى إناء عناصره "ملعقة علمانية"، والتعبير لقيادي اصلاحي رفيع، ملعقة يحصل من خلالها على صورة مطمئنة أكثر لا تعكس بالضرورة ما هو عليه، لكن لديها الاستعداد دائما لإزالة العيوب ومكامن الخطر والتشوهات التاريخية على مراحل. وليس بالضرورة دائما ان نتذكر الاصلاح في مقابل الحوثية، فالفارق بينهما سحيق لمصلحة الاصلاح بالتأكيد، لكنني تذكرته هنا لأنه حزب اسلامي ينادي بدولة مدنية. على أن الموقف الانعزالي للحوثي والحافل بالتخبط يبرهن على نزوع تفكيكي متأصل في عقل الحوثية وتسترشد به. يعتقد أنه سيكون أفضل فيما لو نادى بدولة مدنية، وسوف يحرم الاصلاح من الشعور بالتميز في هذا المضمار الذي يشهد موجة زحام مؤخرا. وكان حسين الحوثي قد أسس مشروعه على محاولة حرمان القاعدة باعتباره ذراع الوهابية من ميزة كونه الشوكة الوحيدة التي تنغص عيش الامريكان واليهود. [email protected]  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي