21 سبتمبر يوم اسود بتاريخ اليمن

أحمد الشامي
السبت ، ١٦ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٨:٥١ مساءً

 

تنفس اليمنيون سعداء بعد العراك السياسي الذي دار بين القوى السياسية والانتهاء من الحوار الوطني والخروج بالوثيقة النهائيه ، لم يكن يدرك اليمنيين بان قوى الشر تتربص بالدولة وتريد أن تسيطر على مؤسسات الدولة والوصول إلى الحكم والرجوع إلى الماضي القبيح الذي دفنه اليمنيين منذ 55 عام ، بعد أن قامت ثورة 26 سبتمبر المجيدة التي دكت معاقل الظلم والطغيان واخرجت اليمن من الظلم إلى النور .

 

شاركت مليشيات الحوثي بمؤتمر الحوار الوطني حيث كانت تدعي بان لديها قضية وأنها ظلمت في تلك الحروب ، فكان دخولها في مؤتمر الحوار وجعل قضية صعدة ملف لها والتعامل معها ككيان سياسي ، خطاء كبير شاركت فيه كل القوى السياسية ، لأنها مليشيات تمردت على النظام والقانون ، كما قامت بنهب مؤسسات الدولة والاعتداء على المواطنيين في محافظة صعدة ، والمعروف عن مليشيات الحوثي بأنها جماعة لا تلتزم باي اتفاق سياسي ولا يمكن لها أن تلتزم لأنها تمتلك مشروع رجعي كهنوتي .

 

استغلت مليشيات الحوثي الخلاف السياسي بين القوى الحزبية ، وخرجت من كهوف الظلام والجهل بعد أن تحالفت مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، من أجل القضاء على القوى السياسية وإفشال مشروع الدولة الاتحادية. 

 

بدأت مليشيات الحوثي بالخروج من محافظه صعدة ، وبعد سقوط دماج بدأ الحوثي بالتوسع مثل السرطان الذي ينتشر في أجزاء الجسم ، فبسط سيطرته خلال فترة وجيزة على محافظة عمران بعد أن قتل قائد اللواء 310 وسيطرت على معسكر اللواء ونهبت كل الأسلحة الثقيلة والخفيفة التي كانت بحوزة اللواء .

 

بعد سقوط عمران قامت الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية وإتاحة الفرصة أمام مليشيات الحوثي لتسويق مشروعها وبأنها مدافعة على المواطن الذي يشكي من ارتفاع أسعار المشتقات النفطية "دعوة حق أراد بها باطل " حاصرت مليشيات الحوثي مداخل العاصمة ورفعت ثلاثة مطالب - إسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار - ابدع عبدالملك بالترويج للمشروع الرجعي  على أكتاف المواطن .

 

وفي 21 سبتمبر كان يوم اسود في تاريخ اليمن بعد سقوط العاصمة صنعاء ، والسيطرة على مؤسسات الدولة ونهب المعسكرات ، وممارسة حملات ترويع واسعة النطاق على المواطنيين ، بدات بالاعتقالات والقمع والابتزاز والفساد والعبث في ادارة الدولة ، لتثبت للجميع بأنها قوى رجعية كهنوتية لا تمتلك مشروع سياسي ، ولا تؤمن بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية .

 

انكشف القناع الذي كانت تختبئ به مليشيات الحوثي ، ويظهر المشروع الحقيقي لها ، اندهش أولئك المخدوعين بها كما اندهش حلفائها من الإقصاء والتهميش ، لتظهر للجميع بأنها مليشيات لا تلتزم بالأخلاق والمصداقية مع حلفائها قبل أعدائها.

 

لم تكتفي مليشيات الحوثي بملشنة الدولة والعبث بمؤسسات الحكومة ونهب الأموال من البنك المركزي ، بل خلقت واقع ديمغرافي طائفي عن طريق  زراعة الفتنه والأحقاد وتدمير ثقافة المجتمع ، ونشر ثقافة التخلف والجهل بتلك الملازم المفخخة التي تهدف إلى تدمير الأجيال والعودة إلى القرون الوسطى .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي