خلاف الانقلابيين ونفي النفي

د. فيصل العواضي
الثلاثاء ، ٠٥ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٠٧ مساءً

 

من سنن الله ومن عدله أن يختلف المتحالفون على الباطل ولنا في التأريخ عبرة وخلاف المخلوع مع الحوثيين لم يعد سرا بل إن نفيهم يعد من باب الإثبات كما في القاعدة نفي النفي إثبات وعلينا أن نرجع للوراء قليلا لنقرأ الحيثيات التي قام عليها التحالف بين عفاش والحوثي فقد كان في البداية تواطؤ من قبل عفاش وتسليم امكانات كبيرة تتبع الحرس الجمهوري سابقا للمليشيات بل وتحويل ألوية من الحرس الى مليشيات ومعروف من هو ابو علي الحاكم وغيره من كبار القادة الحوثيين وظل المخلوع يتناقض في حديثه عن التحالف بين المؤتمر والحوثيين تارة ينفي وتارة يؤكد وجميعنا يتذكر عندما كان يقول ان المدافعين عن الوطن بوجه العدوان حسب تعبيره هم انصار الله ولا دخل له فيه وتارة يقول هم اللجان الشعبية ثم يفصح عن استعداده للحرب والصمود ومن هرطقاته التي ظللنا نسمعها عقود من الزمن .

فالمؤتمر الشعبي الموالي للمخلوع لم يكونوا طرفا في اتفاق التحالف ولم يؤخذ رايهم في شيئ فالمخلوع لا يقيم لهم وزنا وقد وجدوا انفسهم امام حقيقة لا يملكون كرعاع الا القبول بها فالاحرار من المؤتمر الشعبي العام حددوا موقفهم بشكل مبكر وهاهم اليوم في مقدمة الصفوف مدافعين عن الوطن وشرعيته.

 

وحينما يراهن المراهنون على الصامتين من أعضاء المؤتمر نقول لهم على م تراهنون لو كان بايديهم شيء لفعلوه ففاقد الشيء لا يعطيه وماذا عساهم أن يقدموا لنصرة الشرعية اكثر من التصفيق لجحافل الجيش الوطني اذا دخلت العاصمة اما الرهان على عفاش فهو رهان على سراب فالرجل قد احبط الله عمله ففي حين تؤكد الوقائع على الخلاف القائم بين طرفي الانقلاب يسارع وبشكل جبان لنفي الأمر والانبطاح بشكل مزعج امام الحوثيين والسؤال هو متى يمكن ان يصحو عفاش ويكفر عن خطئه حسب الاعتقاد انه سيكفر عن خطئه باخراج الحوثيين والانحياز للجمهورية والوطن لكن متى ؟

 

وهل تبقى فعلا للمخلوع أي قوة تذكر على الأرض لقد مكن الحوثيين من تغيير الولاء فأخذمجاميع الحرس دورات عن الولاء للسيد ولم يعد يعني لهم الزعيم شيئ ربما اعتقد اعضاء المؤتمر أن الزعيم المزعوم لا يزال زعيما لكن ما كان يسمى بالحرس الجمهوري قد لا تلبث الأيام ان تكشف لنا عن أنه أصبح الحرس الحوثي او الحرس الثوري اليمني .

 

 

لقد استقدم المخلوع في وقت مبكر مدربين من العراق  لتدريب الحرس الجمهوري وهؤلاء من الشيعة الذين نقلوا الفكر الاثناعشري ولقنوه للحرس حتى وان ادعى الحوثي أنه زيدي فهو جارودي وبين الجارودية والاثناعشرية خيطا رفيعا وكما قال حجة الاسلام الشوكاني رحمه الله اعطني جاروديا صغيرا اعطيك اثناعشريا كبيرا .

خلاصة القول ليس بيد الشرعية وكل الخيرين من ابناء اليمن الا التحذير من مؤشرات الانفجار القادم بين طرفي الانقلاب والذي سيدفع ثمنه وبلا شك المواطنون الابرياء من ابناء شعبنا في مناطق سيطرة الانقلابيين وهو ما يدعونا الى مناشدة الضمير العالمي ان كان هناك ثمة ضمير ان يتم المسارعة الى تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 بنزع سلاح الانقلابيين واخراجهم من العاصمة وكافة المحافظات حتى لا نرى انفسنا امام كارثة لن يسلم ابناء الشعب العزل من اثارها

الحجر الصحفي في زمن الحوثي