عن اتفاق الحوثي وصالح

محمد القادري
الثلاثاء ، ٢٩ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٣٢ مساءً

 

جماعة الحوثي يقوم  تعاملها على أساس فكري وعقائدي لا يقبل الآخر ولم يراعي عهود ولا مواثيق ، وكل من تتفق معه فكرياً وعقائدياً ستتفق معه سياسياً وعسكرياً والعكس مع الذي لم يتفق معها في الفكر والاعتقاد فهي لا يمكن ان تتفق معه وتوفي بالعهود والمواثيق التي تبرمها بينه وبينها في اي حال من الاحوال .

ومن يتحدثون عن اتفاق الحوثي مع صالح بعد الاحداث الاخيرة التي شهدتها صنعاء ، وان الطرفان تجاوزا كل تلك المشاكل والخلافات وعقدا اتفاقاً يهدف لوحدة صف الحليفين والحفاظ على الجبهة الداخلية وتعزيزها لمواجهة الدولة الشرعية وجيشها المسنود بدول التحالف ،، المؤتمريون الذين يساندون صالح  يظنون ان الاتفاق سينجح ، وهؤلاء مغفلون واغبياء .

فجماعة الحوثي لا يمكن ان تلتزم بأي اتفاق ، واتحداكم ان تأتوني باتفاق واحد التزمت به الجماعة منذ نشأتها في صعدة قبل مايزيد عن 14 سنة .

 

 لا تظنوا يا أنصار صالح ان الحوثي سيكون يوماً من الايام وفياً معكم .

لا تظنوا انه سيكف عن اهانتكم وبهذلتكم واقصاءكم وتهميشكم واستعبادكم .

لا تظنوا انه سيتعامل معكم كشركاء فعليين ويمنحكم التقاسم الحقيقي في صلاحيات السلطة واتخاذ القرار ويمنحكم الاحترام والتقدير .

لا تتوقعوا انه سيكف عن ملاحقة بعضكم ويعدل عن هدف التخلص منكم ومن صالح قائدكم .

 

لم يلتزم الحوثي بكل الاتفاقات التي وقع عليها في اليمن  كمخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة وغيرها ، ومن لم يلتزم باتفاق وقع عليه امام العالم لن يلتزم باتفاق وقع عليه في غرفة مغلقة كاتفاقه الاخير مع مؤتمر صالح .

 

في حالة واحدة سيلتزم الحوثي باتفاقه مع صالح لمدة بسيطة فقط ، فقد يكف عن الممارسات والاستهداف لصالح وانصاره إذا كان يريد ان يستنزفهم اكثر في الجبهات ، ويضعفهم اكثر ويستغلهم اكثر ، ثم بعد ذلك سينقلب على هذا الاتفاق ويوجه الضربة النهائية القاضية التي يعجز صالح وانصاره مواجهتها .

اذا كان انفقتم مع الحوثي مؤخراً ، انا اتحداكم ان تحصلوا على صلاحيات في السلطة التي تتشاركونها معه ، واتحداكم ان تقيموا اي فعالية قادمة في السبعين ، واتحداكم ان توقفوا الحوثي من تنفيذ مخطط  اقصاءكم الممنهج في المرافق العسكرية الهامة.

اتفاقكم مع الحوثي حبراً على ورق ، لتأجيل موعد القضاء الكلي عليكم وليس لالغاءه .

 

اي جماعة تتعامل بالتقية ، لا تختلف في اي اتفاقات تبرمها عن اليهود الذين ينقضون العهود والمواثيق .

وعقيدة التقية التي نشأت عليها جماعة الحوثي تتعامل مع اي صلح بمظهر الالتزام وباطن الاختلاف ، فهي تفعل عكس ما تقول ، وتمارس عكس ما تدعي ، وتخفي عكس ما تظهر .

 

 حتى لو قام عبدالملك الحوثي وصالح الصماد والقوا خطاباتهم التي يطالبون فيها انصار الجماعة ان يكفوا عن القيام بأي ممارسات ضد صالح وانصاره ، فإن افراد الجماعة لن يلتزموا بتلك التوجيهات ، لان التوجيهات تتعارض مع الفكر والعقيدة التي غرست في عقولهم وقلوبهم  ، ومن الصعب ان يلزم اي قائد اتباعه بتوجيه يتعارض مع العقيدة والفكر ، كونه في هذه الحالة سيكون رفض ذلك التوجيه من باب الالتزام العقائدي والفكري .

فجماعة الحوثي يقتضي فكرها وعقيدتها بأنهم وحدهم الحكام وغيرهم المحكومين ، هم وحدهم الاسياد وغيرهم الخدم والاتباع ، هم وحدهم من يأخذ الاموال وغيرهم من يدفع ، هم وحدهم من يعيش وغيرهم من يموت .... هم وحدهم آل البيت وغيرهم آل الشارع !!! 

ومن كانت هذه عقيدته وفكره فلا تتوقعوا يوماً ان يتشارك معكم في السلطة والحكم ويتعايش معكم ويسالمكم ويحبكم ويتسامح معكم .

مستحيل ان تكفر جماعة الحوثي بملازم حسين الحوثي ومنهج مرجعيات إيران وتؤمن بالوفاء  والتحالف مع صالح واصحابه .

 

 حالة واحدة سيلتزم الحوثي فيها الحوثي باتفاقه مع صالح وانصاره ، وهي عندما يعتنق فكر ويغير اعتقاد آخر غير فكره ومعتقده الطائفي المقيت حالياً ... في غير هذه الحالة لا تركنوش .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي