وطنية الشاعر البجيري وعبودية العميد الحدي

علي هيثم الميسري
الأحد ، ٢٧ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠٢:٤٧ مساءً
 
 
  في الفترة القليلة الماضية إنكفأتُ في عريني بين أشبالي وتوقفت عن الكتابة لإحساسي بالخمول، ولعدم توفر مواضيع مجدية تستحق أن أخوض بها حتى يومنا هذا الذي سمعت فيه زمجرة الضباع ترتفع بإتجاه أخي الأكبر ليث الجنوب الشاعر علي حسين البجيري لتنال منه، ما جعلني أنتفض من مكاني لمواجهة تلك الضباع الهزيلة التي لا تقوي إلا على الزمجرة فقط .
 
 
  الموضوع هو الآتي: شاهدت مقطع ڤيديو يوم أمس الأول ظهر فيه عبدين وضيعين منحطين وفيه يعرضون الجنوب للبيع لقيادات إماراتية، أحدهما شيخ يُدعى عبدالرب النقيب والآخر قائد عسكري محسوب على الشرعية اليمنية وهو العميد علي الحدي..  وهذا الأخير ختم كلامه ببصمات أصابعه العشر بتسليم الجنوب للإمارات، حينها إنتفض كل الجنوبيين الأحرار وإستنكروا هذا التصريح وهاجموا هذين العبدين الوضيعين وأطلقوا عليهما شتى أوصاف العبودية والإنبطاح والخضوع والخنوع والإذلال .
 
 
  بعدها ظهر لنا عبيداً آخرين من بني جلدتهما يدافعون عنهما بأسلوب حقير وواطي ووضيع، فأعادوا عقارب الزمن إلى الوراء وذكروا شاعرنا المبجل علي حسين البجيري بأنه قد صرح بما صرح به هذين العبدين حينما قال في قصيدته الشهيرة: إن جت بريطانيا رحبنا بها وإن جاء اليهودي مرحباً به مرتين .
 
 
  وللتوضيح أود أولاً  أن أذكر بأن الإنتقادات التي نالتا النقيب والحدي كان من شتى بقاع الجنوب، ولكن أولئك العبيد حصروا كل تلك الإنتقادات في محافظة أبين فقط، فتعالت أصواتهم البغيضة تجاه أبناء أبين وأيضاً تجاه الشاعر البجيري الذي جعلوا منه بطلاً قومياً حينها عندما إعتلى المنبر وأطلق صوته للعنان بقصيدته الشهيرة التي هزت المشاعر وعبرت عن ما يدور في أخلادهم حينما كانت أفواههم مطبقة وفرائصهم مرتعدة وقلوبهم وجلة، فصفقوا وهتفوا له بل وحلفوا بإسمه .
 
 
  بالتأكيد أيها العبيد المنبطحون تدركون بأن هناك فرق واضح وجَلي فيما قاله الحر الأبي الشاعر علي حسين البجيري وما ذكراه هذين العبدين المنبطحين للقيادة الإماراتية، فالشاعر حينما رحب بالمحتل البريطاني واليهودي لا يقصد بذلك عودة الإحتلال البريطاني ولا يقصد بترحيبه لليهود بإحتلال الجنوب، بل كان كلامه تعبيراً مجازياً ورسالة واضحة وصريحة لعصابة صنعاء بأن الإحتلال البريطاني كان أهون من ممارساتكم القمعية لشعب الجنوب، والإحتلال اليهودي للفلسطينيين أرحم مقارنة بكم وبما تمارسونه ضدنا .
 
 
   كيف لشاعرنا الحر الأبي أيهارالعبيد أن يقبل عودة الإحتلال البريطاني وهو قد كان أحد أبطال الكفاح المسلح والإنتفاضة الشعبية الذين حملوا أكفانهم بأياديهم للدفاع عن الأرض والعرض ? وكيف لكم أن تحولوا الأمر إلى تلاسن مناطقي بينكم وبين أبناء أبين الذين لم يشاركون في بيعة العام 1990 تحت إسم مستعار وهو الوحده اليمنيه .
 
 
  أبناء أبين الذين إنتفضوا لشهدائكم الأبرار الذين إغتالتهم أيادي الغدر والخيانة.. أيادي العبث بأرواح الجنوبيين تحت مسمى مكافحة الإرهاب، في الوقت الذي وقفتم فيه تدافعون عن قتلة شهدائكم، أبناء أبين الذين وقفوا مع أحراركم كالشيخ الفاضل عبدالعزيز المفلحي والبطل الهمام العميد محمد صالح طماح وغيرهم من أحرار يافع الرافضين للضم والضيم، في الوقت الذي أطلقتم فيه العنان لألسنتكم وأقلامكم لتقذفونهم بأشد أصناف العبارات سوءاً، فأنتم بعبوديتكم تقفون مع العبيد أمثالكم وتهاجمون الأحرار من بني جلدتكم .
 
 
  وختاماً أحيي أحرار يافع السمو والعزة والكرامة وأرفع لهم قبعتي  وأقول لهم: أحرار أبين الصمود سيضلون سنداً لكم وداعماً قوياً لمسعاكم في تقوية وشائج الأخوة بينكم وبينهم وكافة أحرار الجنوب، وسيكونون رافداً لكم بكل إمكانياتهم في رأب الصدع الجنوبي الذي شرخته العنصرية المفتعلة لجعل الجنوب لقمة سائغة للمحتل الطامع بموانئه وجزره ولكل ثرواته، بل ولجعل شعبه عبيد الدرهم .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي