رمتني بدائها وانسلت .. عفاش مطية السفهاء

أنور الصوفي
الخميس ، ٢٤ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠١:٣١ مساءً
عندما كان عفاش بين مطرقة الأحزاب وسندان الشعب بحث عن الأيادي الأمينة نظر كثيراً  في كل من حوله، وتفحص الوجوه كافة،  فكلما حاول اختيار شخص وجده يحمل من اللؤم ما هو به عليم،  فخاف على رقبته من الاقتلاع، ولم يأمن على ثروته من الضياع، فدرس كل الحلول حتى وقع اختياره على هادي الرجل الذي يملك من الصبر ما يمكنه من قيادة اليمن إلى بر الأمان وليس هذا المهم عند صالح ولكن الأهم هو تأمين رقبته، فعلم عفاش أن هادي هو الرجل الأمين الذي سيحمي رقبته من المحاكمة، فكان هادي وقافاً عند الاتفاقيات الموقعة ولم يتعرض لصالح بسوء، بل حاول إكرامه من بين القوم، ولكن الصالح جعل من نفسه مطية لأرباب الكهوف المظلمة، فامتطوا ظهره وجابوا صنعاء يعيثون فيها الفساد، فكان عفاش هو المطية المذللة للركوب .
 
 
   علم هادي مدى بغي هذه الجماعة وأنها لا تملك مشروعاً حضارياً لبناء الوطن وأن كل مافي أجندتهم ماهو إلا شعارهم المتهرئ ودعواهم السلالية، فكان صالح سعيداً وهم يمتطون ظهره، ولم يفعل ذلك إلا  نكاية بالرئيس الجديد الذي جلس على كرسي الرئاسة بدلاً عنه وهذا مالم  يكن صالح يتصوره .
 
 
  ما أحلم هادي على صالح، وما أصبره عليه، فعندما رضي عفاش لنفسه أن يكون مطية للحوثيين، صبر عليه هادي لعل هذا الحمل الثقيل يتعبه، ولكن صالح كابر وظل ومازال مطية لحمل سلالة العصر الحديث الذين لا يرضون بصالح ولا غيره حاكماً غيرهم، لأنهم لا يرون الحكم إلا في سلالتهم، وما عفاش إلا ظهر يمتطونه ليبلغوا عليه مناهم إلى كرسي الرئاسة . 
 
 
   لقد ذل عفاش نفسه كثيراً حتى أصبح مطية السفهاء ظاناً أنه سيعود لحكم اليمن بهذا الحمل الثقيل الذي يحمله على ظهره، ولم يعلم أن ما يحمله ماهو إلا شوك سيعيق حركته في يوم من الأيام، ولقد أصبح صالح يحمل أثقالاً ولا يدري عنها شيئاً، فبئس الحمل حمل صالح، وبئس الرجل هو عندما ارتضى لنفسه أن يكون مطية لأشقى القوم ولسفهاء العصر الذين لا يرون في الحكم إلا مغنماً لهم ولسلالتهم .
 
 
    رمتني بدائها وانسلت هذا المثل العربي ينطبق على حال صالح وتصرفاته، فالرجل يفعل الأفاعيل ويتهم غيره وينعتهم بها، فأقواله تنافي فعاله، فقد وصف صالح الحوثي قديماً بأوصاف لا يجرؤ أحد على قولها واليوم يمتطي الحوثيون ظهر صالح ويجوبون به محافظات الشمال، فلقد أصبح صالح المطية التي لا يستطيع الحوثي السير من دونها، فإلى متى سيظل صالح مطية للغير ؟ فبئس المطية صالح  وبئس الحمل حملها المشؤوم .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي