إنقطاع المرتبات يُنذر بتوقف العملية التعليمية في اليمن

أمين المذحجي
الاثنين ، ١٤ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٥٥ مساءً
 
 
تزداد مأساة اليمنيين يوماً بعد أخر بسبب الحرب وتوقف الأعمال وإنقطاع مرتبات الموظفين وإنعدام الخدمات الضرورية.
الأزمة إستفحلت  وتجلّت بصور متعددة.. نفسية..صحية ..إجتماعية ..إقتصادية، وغير ذلك .
 
وطَفَت على السطح منها أوبئة قاتلة وإنتحارات متتالية وقتل، وتسول وطرد من مساكن الإيجارات، وسؤ تغذية ومشاكل أسرية لاتُعد ولاتُحصى .
وضع معيشي كارثي مُهين يزداد قساوةً مع إرتفاع سعر الدولار وأسعار المواد الإستهلاكية اليومية وإختفاء السيولة النقدية وإنقطاع سُبل العيش خصوصاً لذوي الدخل المحدود الذين تراكمت ديونهم وقدباعوا كل مدخراتهم، مما إضطر الكثير منهم للعمل في مهن لاتناسبهم بمافيهم كبار الموظفين ودكاترة جامعات.
 
 
أكثر القطاعات تضرراً هو قطاع التربية والتعليم بإعتباره أكبر القطاعات في الكادر الوظيفي للدولة.
 
حيث حَرمت أزمة المرتبات ٧٥٪ من موظفي القطاع من الحصول على مستحقاتهم.
 
وكانت خلال العامين الماضيين قد توقفت ٢٣٨٠ مدرسة ومنشأة تعليمية بمختلف المحافظات نتيجة تضررها من القصف أوتحويلها إلى ملاجئ للنازحين أو ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة، بحسب إحصائية وزارة التربية والتعليم.
كما أن نوعية التعليم المقدم في بقية المدارس التي ظلت تعمل لم يكن في المستوى المطلوب.
 
 
الأمر وصل حتى لعدم صرف مستحقات مُقدرين الدرجات للشهادات العامة، ليُعلنوا توقفهم حتى تصرف مستحقاتهم السابقة واللاحقة.
 
الجميع يئن بصمت وخوف وقهر، والبعض بدأ بالتعبير عن ذالك بحذر عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وصيغت مذكرات جماعية تُنذر بتوقف العمل من قبل موجهين ومدراء مدارس ومعلمين .
 
فإذا ماتم ذلك فهذا يعني توقف ١٣٥٠٠ مدرسة عن العمل لينحرم خمسة مليون وخمسمائة طالب وطالبة من الدراسة .
 
قيادات تربوية ونقابية أعلنوا تضامنهم مؤخراً مع المحتجين والتوقف عن العمل للعام القادم إن لم تُصرف المرتبات وأصدرت نقابة المهن التعليمية والتربوية بيان بذلك .
 
لكن البعض يرى أن هذه المواقف لها علاقة بحشد السبعين الخاص بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام  وستتضح الأمور أكثر بعد الفعالية .
 
الحوثيون من جانبهم أبدوا إنزعاجهم الشديد من هذه الإحتجاجات وتوعدوا بمنع حدوث أي تصعيد لها بكافة السُبل، وقاموا بصرف بطاقات سلعية لنصف شهر كما فعلوا لشهرين سابقين، كتخدير مؤقت أُجبر فيه الموظفون تحت وقع الحاجة الموافقة على إتفاقية شراء مُجحفة تم فيها مخالفة الشروط المتفق عليها من قبل التجار خصوصاً مايتعلق بمضاعفة الأسعار ونوعية السلع، غير أنهم يستلمون أموالهم كاملة من البنك وقبل البيع . مماجعل الجميع يطالبون بمرتباتهم نقداً .
 
ومع تعالي الأصوات الإحتجاجية إنبرى البعض من قادة الجماعة وكُتابهم يُجرّم ويُحرّم ذلك عبر منشورات ومقالات تحذيرية تُهدد وتُصنف ذالك في خانة الإنهزام والتواطؤ والعمالة !
 
بعضهم إشتط غضباً قائلاً إن قلبه إعتصر ألماً عند سماعه التلويح بالإضراب ، معتبراً تلك خيانة لها مابعدها، وأخر قال سنكسر لقوف المحتجين ، وأكملها رئيسهم بالقول إن المرتب مثل الكماليات بالنسبة لليمنيين وأنهم غير مُعتمدين عليه !
 
المدعاة للسخرية أكثر كانت تلك النصائح التي وجهها إعلام الحوثيين وبعض كتابهم للتربويين بالإقتداء باليابانيين في الصبر وتحمل المشاق لأسوأ أوضاع مروا بها خلال الحرب ، وأن ذالك كان سبب تقدمهم حسب تفسيرهم .
 
هكذا يوصفوا الناس ويضعوا مقارنات هزيلة من داخل أبراج عاجية .
يتحدثون بسماجة وإستهتار مع مثقفين لم يعودوا قادرين على تحمل الحقائق وليس المغالطات .
لم يحترموا حتى عقول من علموهم القراءة والكتابة على الأقل .
 
واضح أنهم لم يستوعبوا دروس التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية ، أوبالأصح يستنبطون منها مايُناسبهم .
 
يُريدونا الإقتداء بشعب خاض حرب عالمية وأُلقيت عليه قنابل ذرية !
شعب موحد ضد عدو خارجي ولديه دولة قوية مؤسساتها لم تتوقف ولم تثبت فيها حالة فساد واحدة !
وفي الوقت الذي كان قادراً على الصمود وجيشه يقصف ميناء هاربرت الأمريكي إلا أن إمبراطوره أعلن الإستسلام حفاظاً على شعبه .
 
وطريقه نحو التقدم والإزدهار كان بالسلم والعلم وليس بالجهل والسلاح !
 
وضع على رأس أولوياته التعليم وصُنّاعه  من حيث العلم والمال والمكانة ، وليس الجوع والفقر والمهانة .
 
ذلك مايجب أن نتمثله نحن ، والإقتداء يبدأ من عندهم هم لوكانوا يعقلون .
 
هذا أخر درس بدون راتب !.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي