تعز مدينة مفتوحة !!

أمين المذحجي
الأحد ، ٠٦ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ١٠:٠٣ صباحاً
 
 
مادلالات النهب المنظم للممتلكات والمكاسب العامة والخاصة التي تجري في تعز ؟.
 
لعل مايحدث هناك هو إعادة للتاريخ المشحون بوقائع الغزو والفود والنهب والحرق ولكن بشراسة ومناطقية أكثر هذه المرة، ذكّرنا برواية "صنعاء مدينة مفتوحة" للقاص اليمني محمد عبد الولي التي تحكي توجيهات الإمام لأتباعه من العُكفة والغجر والهمج لحرق ونهب صنعاء إنتقاماً وشعوراً بإنتهاء مُلك ثار الشعب عليه.
 
نفس السيناريو يُعاد اليوم، لتأخذ تعز القسط الأكبر من شعار المدن المفتوحة .لكنهم لم يكتفوا بتدمير الأرض والإنسان ويحدثوا شرخاً كبيراً في المجتمع الوطني قدلايلتئم لسنين طويلة قادمة، بل ذهبوا لنهب كل مايقع تحت أيديهم، وكأنهم جازعين طريق ولن يأتي يوم سيضطر فيه الجميع للقبول بالتعايش والبقاء معاً مستفيدين من مكتسباتهم الوطنية !.
 
فقبل أشهر تم نهب معدات وقطع غيار مطاحن ومخابز التموين العسكري بالقرب من جولة القصر.
وهذا الأسبوع جرى نهب متواصل لمعدات مصنع إسمنت البرح.
وشوهدت هذه المعدات تُنقل على عربات نقل إلى الجند ثم إلى إب وصنعاء وبعضها بيعت على تجار .
 
مصنع البرح يُقدّر قيمته بأكثر من ربع مليار دولار وقيمة معداته التي نُهبت ٨٣ مليون دولار.
المصنع بني في التسعينات بتمويل ياباني، ليتبخر على أيدي المليشيات في ظرف أسبوع !
 
في المقابل أخبار أخرى تتحدث عن نهب مواطير كهرباء لشركات ومؤسسات ومحلات تقع في نطاق المقاومة، وهذه كارثة إن صحّت ستُثبت مقولة حاميها حراميها !
 
هذا النهب ليس الأول ولن يكون الأخير، فالبلد منهوبة من زمان، وكبار القوم كُلاً أخذ قدر حجمه وبحسب ماسمح به كبيرهم الذي أثبتت عليه  لجنة الأمم المتحدة ٦٠ مليار دولار حتى الأن، وماخفي كان أعظم، ولعل منتجع مملكة سبأ العملاق في هلال جزيرة "النخلة جميرا " في إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة إحدى الشواهد على ذالك .
 
ومن لم يلحقوا سابقاً في أخذ أقساطهم من الفود، يُجْهِزوا اليوم على ماتبقى من مكتسبات ثورة سبتمبر.
 
لكن نهب معدات أهم المنشأت الإقتصادية في تعز وبعد سقوط معسكر خالد إبن الوليد في يد الشرعية ليس له من دلالة سوى أنه بمثابة شهادة تقدير وظيفية بإمتياز، تُعلن عن إنتهاء الخدمة هناك .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي