هناك أمل

محمد بالفخر
الجمعة ، ٠٤ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠٢:٣٥ مساءً
يروي الدكتور والسياسي  عبد السلام العجيلي في كتابه ادفع بالتي هي أحسن يقول رفع صديقي رأسه عن الكتاب الذي كان يقرأه وقال بلهجة من عثر على اكتشاف جديد إذن لا يزال هناك أمل قلت أي أمل تعني يا صاحبي؟
 
 
فتجاهل الصديق كلامي والقي علي سؤالا جديدا لم أدرك صلته بجملته الأولى قال هل تعرف أسامة منقذ هل قرأت كتابه الاعتبار ضحكت و أجبته ليس عجيبا أن اعرف أسامة بن منقذ احد فرسان العرب المغاوير أيام الاحتلال الصليبي لجزء كبير من ديار الشام أما كتابه الاعتبار فقد قرأته منذ زمن بعيد رد صاحبي أما أنا فقد قرأته اليوم في طبعته الجديدة وقد قرأت فيه قصة جعلتني أقول لك مازال هناك أمل
 
 
ثم سرد الرجل قصة طبيب إفرنجي بغبائه وجهله تسبب بموت مريضين في الحال ومختصر القصة أن أميرا افرنجي طلب من عم اسامة بن منقذ طبيبا يداوي فارس وامرأة فارسل اليهم طبيب عربي نصراني  يدعى ثابت فعالج ساق الفارس ورأس المرأة فما لبث أن جاء طبيب إفرنجي فقال لهم هذا لا يفهم في الطب شيء فتولى هو علاج الرجل والمرأة بعد أن كانا في شفاء على يد الطبيب العربي فحاول قطع ساق الفارس فمات من ساعته وشق رأس المرأة فماتت في الحال فعاد الطبيب العربي يحكي لأصدقائه غباء الإفرنج وطباعهم .
 
 
فأعجب صديق العجيلي بهذه القصة ورأى فيها أملا لعودة المسلمين للصدارة الحضارية وكيف ان هؤلاء الصليبيين  كانوا جهلة لا يفقهون علما وهم أجداد الأوربيين والأمريكيين الذين نحاول الاقتداء بها ومسايرة  حضارتهم وكيف أننا أحفاد العلماء ومن أسس لمعظم علوم العصر وانه بالإمكان أن نعود للصدارة .
 
 
انتهى الاقتباس مع التعليق والحذف و الإضافة والهدف من هذا النقل أننا نعيش مرحلة من الازدراء لتاريخنا ومحاولة الانخلاع من جذورنا العربية الإسلامية بدعوى الجهل و العنصرية والتخلف و نسينا أننا أسسنا لحضارة العالم بعلم و اجتهاد أجدادنا المسلمين عندما اخذوا بأسباب العلم والعمل المنتقى من عمق ديننا الإسلامي الذي يدعو للتفكر والتدبر والتفكير والنظر والسمع والعلم والعمل .
 
 
هناك أمل نعم فان كانت الحقبة التي نعيشها قد أثقلتنا  بما ورثته من خمول الفكر وسوء الذكر ممن قبلنا من عصر الجهل والنكوص عن التعلم والعلم والانحلال عن قيم الإسلام الحقيقية فأملنا بأجيالنا القادمة أن تحيي تاريخ الأجداد القدامى مع إضافة الطابع الحضاري الذي يليق بأمة اقرأ .
 
 
أمتنا ذات حضارة وتاريخ عريق يجب أن نعتز به فإن كان الغرب ذوي الجذور المتأصلة في الجهالة والغباء قد وصلوا اليوم إلى القمر واكتشفوا ما تحت الثرى بعد ان تحللوا من دينهم المختلق المحرف الذي حارب الفكر وقضى على العلماء الذين حاولوا الوقوف في وجه القساوسة الذين يبيعون الوهم للناس ويعملون بعنف لبقاء العامة تحت أساطيرهم و أكاذيبهم فليس مستحيلا على أمة دينها قائم على مخاطبة العقول وتفتيح الأفهام و تجعل من يعمر الدنيا فهي له و من توانى وتكاسل فلا نصيب له منها وان كان مسلما خالص الإسلام وعميق الإيمان فايمانه له وعمله ينفع الجميع والله قال ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.
 
 
وختاما ديننا عظيم وتاريخنا مشرف و ان كان حاضرنا بائس يجب ان نعلم أبنائنا أننا امة حضارة ويجب ان تقوم حضارتنا من جديد على أيديهم .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي