صالح ومحاولة إستعادة سلاحه الوحيد

محمد القادري
الجمعة ، ١٤ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٠٦:١١ مساءً

 

حزب المؤتمر الشعبي العام ، هو السلاح الوحيد الذي يمتلكه الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد رحيله من السلطة ، فمن خلاله يستطيع ان يمارس عمله السياسي ، ويجري تواصله الجماهيري ، ويرسم مشروعه المستقبلي ، ويخاطب الجهات بصفته ممثل مكون وكيان لا ممثل ذات ، ومن خلاله تقاس قوته الحقيقية ومعياره الموجود في الساحة الشعبية ، فكلما كان المؤتمر قوياً في يد صالح كان صالح قوي وكلما ضعف المؤتمر جناح صالح ضعف صالح ايضاً .

 

 المؤتمر الشعبي العام ظل هو الحزب الأقوى في اليمن منذ تأسيسه في الثمانيات ، ولم يتعرض لاي انقسامات داخلية جراء الاحداث السابقة  التي مرت في اليمن ماعدا المرة الاخيرة التي تحالف فيها صالح مع جماعة الحوثي وعلى اثرها انقسم حزب المؤتمر إلى قسمين قسم مع الشرعية بقيادة الرئيس هادي وقسم مع الانقلاب بقيادة صالح ،  فحرب المناطق الوسطى قبل الوحدة وحرب الانفصال والحروب الستة في صعدة واحداث 2011 التي تسمى بثورة الشباب كلها لم ينقسم فيها المؤتمر ولم يستطع احد ان ينشق من المؤتمر ويؤثر على الحزب ، ماعدا الحرب بين الشرعية والانقلاب التي اثبتت ان الرئيس هادي هو الشخصية الوحيدة التي استطاعت ان تسحب إلى صفها نسبة مؤتمرية كبيرة متمثلة في القيادات العلياء والوسطى والادنى والقواعد الجماهيرية العامة ، وهو مايدل ان هادي يمتلك قوة تنظيمية واحقية قيادية وهو الشخصية الوحيدة التي تستطيع ان تسحب الحزب من تحت قيادة صالح .

 

 اختلف صالح مع الاشتراكي في الجنوب ولم ينقسم المؤتمر.

واختلف صالح مع حزب الاصلاح ولم يتأثر المؤتمر وينقسم .

واختلف صالح مع السعودية في عام 90 ولم ينقسم المؤتمر.

كل خلافات صالح مع الاطراف الداخلية والخارجية ظل المؤتمر فيها متماسك وموحد ، ولكن عندما اختلف صالح مع هادي وانقلب عليه تأثر حزب المؤتمر للمرة الاولى منذ تأسيسه وانقسم إلى قسمين ، القسم المتحوث الانقلابي  الذي انقلب على الدولة ويتحالف مع إيران ويقوده صالح ، والقسم المقاوم الذي يدافع عن الدولة و يتحالف مع المملكة السعودية ويقوده هادي.

 

 

ماتسمى بثورة الشباب السلمية في اليمن عام 2011 كانت بمثابة تصفية لحزب المؤتمر الذي تماسك وصمد وازداد قوة ، ولكن تحالف صالح مع الحوثي واندلاع الحرب بين الشرعية والانقلاب كانت السبب الوحيد التي سحبت البساط المؤتمري من تحت صالح وأثرت على قاعدته الجماهيرية الحزبية بشكل كبير.

 

صالح ادرك ان حزب المؤتمر الذي كان قوياً تحت قيادته قد ضعف تنظيمياً بشكل كبير بسبب تحالفه مع الحوثي ، حيث انضم الكثير من قيادات الحزب وقواعده الجماهيرية مع الشرعية والرئيس الشرعي هادي الذي يعتبر هو القيادي المؤتمري الحقيقي الذي اثبت من خلال مواقفه وفكره وتوجهاته انه هو الملتزم بالميثاق الوطني ومبادئ واهداف حزب المؤتمر ، بينما اصبح صالح الذي انقلب على الشرعية قد انقلب على المؤتمر ايضاً ، والامر الاخر ان الكثير من قواعد مؤتمر صالح التي لم تنظم للشرعية قد انضمت لجماعة الحوثي وتأثرت بها فكرياً وانقلبت على صالح ، وهذا ما دفع صالح إلى القيام بحملة انشطة حزبية فتح فيها ابواب الانتساب وعقد اللقاءات المكثفة والفعاليات الشاملة والمتنوعة بهدف تقوية جناحه الحزبي واستعادة سلاحه الوحيد كما كان ...... ولكنه لن يستطيع .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي