هؤلاء أكبر من خدموا الانقلاب

محمد القادري
الثلاثاء ، ١١ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٠٥:١٧ مساءً
 
 
الاجتماع الاخير الذي عقدته قيادات الانقلاب في محافظة إب مع من يسمونهم علماء إب ، يكشف عن اخطر طريقة يتم فيها استخدام الدين لخدمة الانقلاب وشرعنة انتهاكاته وتبرير جرائمه ، فأولئك من يسمون انفسهم علماء قد دعوا ابناء إب للالتفات حول الانقلاب ودعمه ومساندة ورفد جبهاته بالمال والرجال ، متجاهلين خطورة هذه الدعوات وإثمها وعقوبتها الوخيمة وآثارها السيئة على الفرد والمجتمع ، بل انها في الاصل انتهاك صارخ لأصول الدين وشرائع الاسلام الذي يدعو للمحبة والسلام والتسامح والصلح وطاعة ولي الامر وعدم الخروج عليه كما فعل الانقلابيون .
 
 
تمارس جماعة الحوثي اسوء الانتهاكات ، وتقترف ابشع الجرائم بحق ابناء إب ولا يستنكر اولئك العلماء اي جريمة .
 
 
وفي عيد الفطر المبارك قامت عناصر من ميليشيات بقتل احد ابناء إب امام زوجته واطفاله واستنكر تلك الجريمة كل ابناء إب ماعدا من يسمون انفسهم علماء إب لم يحركوا ساكناً ولم نسمع لهم صوت ، ولكنهم يأتون يدعون ابناء إب لمساندة الانقلاب ودعم جبهاته والقتال معه ،، فبالله عليكم اي علماء هؤلاء ؟!
 
 
واي دين او شريعة تأمرنا بالسكوت عن الجريمة ومناصرة المجرمين ؟!
 
 اولئك من يسمون انفسهم علماء إب هم شلة مكونة من شخصيات تنتمي لحزب الاصلاح وعلى راسهم عبده عبدالله الحميدي رئيس مجلس شورى إصلاح إب ولكنه خالف حزبه وأيد الانقلاب ، ومنهم من ينتمي للجماعة السلفية على رأسهم الشيخ محمد المهدي رئيس جمعية الحكمة اليمانية السلفية ، ومنهم من ينتمي للمؤتمر جناح صالح ، وهؤلاء جميعاً هم أكثر من خدموا الانقلاب في إب ووقفوا ضد تحريرها وضد  المقاومة والجيش الوطني ، واصدروا البيانات وعقدوا اللقاءات وخطبوا الجمعة والقوا المحاضرات يدعون الناس للوقوف مع الانقلاب والقتال معه والتبرع بالمال ، وكانوا في نفس الوقت سبب رئيسي لتمادي جماعة الحوثي في الانتهاكات بحق ابناء إب من قتل وتدمير للمنازل ونهب للمال العام والبسط على الاراضي والممتلكات الاهلية ، فالفتوى والبيان التي تأتي لمساندة الحوثي باستخدام ورقة الدين هي من منحتهم السند القوي والاستمرار في الجريمة والديمومة في الانتهاكات .
 
 العالم الاصلاحي الحميدي يدعو الناس لمساندة الانقلاب وقد اثنى قبل فترة على القيادي الاصلاحي الشهيد امين الرجوي ، متناسياً ان الرجوي قتله الحوثيون في مذبحة هران عندما اختطفوه وضعوه في مخزن سلاح وقصفه التحالف ، فالمساندة للحوثي هو مساندة لقتل الرجوي ايها الشيخ الحميدي ، فلا تتناقض وتساند الحوثية من باب وتثني علي الرجوي من باب آخر ، فهذه مهزلة وقلة حياء ونفاق لا غير .
 
 
اما الشيخ السلفي محمد المهدي ، فهو رجل يمتلك رصيد قدره اربعمائة مليون ريال في بنك التضامن الاسلامي ، ويدعي ان وقوفه مع الجماعة الحوثية هو من باب وقوف جماعته ومنهجها ضد الدماء ، فبالله عليك ايها الشيخ المهدي هل قتل الحوثيين لابناء إب وتفجير منازلهم لا يتطلب منك ان تقف ضدهم كون ذلك هو اراقة للدماء ، ام ان قيام جماعة الحوثية بهدر دماء ابناء إب وتفجير منازلهم وتشريدهم خارج محافطتهم والتعدي على حقوقهم حلال وجائز في منهج سلفية إب وحرام على ابناء إب ان يدافعوا عن كرامتهم وعرضهم واموالهم ؟! 
افتنا ايها الشيخ المهدي السلفي حفظك الله .
 
 
 هناك عدة علماء من ابناء إب يناصرون الشرعية ويقفون ضد الانقلاب وهم مشردين خارج إب كعبدالسلام الخديري وعبدالله بن غالب الحميري وغيرهم ، ولكن للأسف دور هؤلاء العلماء سلبي ، ولم يقوموا بدورهم المطلوب تجاه توعية ابناء إب وحثهم على الوقوف مع الشرعية ضد الانقلاب من اجل صون الكرامة والدفاع عن العرض والعقيدة والحقوق والاخلاق والقيم والفكر الوسطي والمعتدل ، فياترى متى يقوم اولئك بدورهم ويدركوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم ويستخدموا كل طرق التواصل الاعلامية لينشروا فيهم بياناتهم وفتاويهم ووعظهم وارشاداتهم وايصالها لابناء إب بالشكل المطلوب .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي