في ظل الأوضاع التي يعيشها الوطن ومعركة الكرامة التي يخوضها كل الشرفاء تحت مظلة الشرعية يبدو جزء من هذه المعركة حق الناس في حرية التعبير وفقا للدستور والقانون فقد كان هذا الحق مجرد حبرا على ورق وكان نظام المخلوع اذا سمح بمسيرة سلمية زرع في اوساطها من افراد مخابراته من يخرجها عن سلميتها من خلال رمي حجر هنا او هناك ليخلق مبررا لقمع المسيرة والتنكيل بالمشاركين فيها .

واليوم بدأنا نلمس وعلى ارض الواقع التغير الجذري في نهج وتفكير السلطة فبالأمس شهدت عدن اكثر من مسيرة كحق من حقوق المواطنين في التعبير عن رأيهم أو مطالبهم من خلال المسيرات السلمية وقبل ان تخرج هذه المسيرات اعلن رئيس الحكومة الشرعية دولة الدكتور احمد عبيد بن دغر ان من حق الناس التعبير سلميا عن ارائهم وفقا للدستور والقانون وأن الحكومة ستوفر الحماية لهذه المسيرات ولن تمارس أي نوع من أنواع الاعتراض طالما التزمت المسيرات ومنظموها بالشروط القانونية والدستورية .

هذا ملمح من ملامح اليمن الجديد الذي نناضل من أجل الوصول اليه وننادي به صباح مساء يمن الحرية والكرامة وسيادة القانون وتكافؤ الفرص ومسئوليتنا جميعا وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة ان نقف الى جانب الشرعية بقيادة فخامة المشير عبد ربه منصور هادي حتى يتحقق الانتصار على الانقلابيين الذين سائهم اساسا هذا التوجه لبناء اليمن الاتحادي الحر ومن المنطقي والبديهي ان نسلم جميعا بما خرج به مؤتمر الحوار الوطني من حلول لمشاكل الصراع في اليمن وعلى راس هذه الحلول قيام الدولة الاتحادية التي تكفل توزيع السلطة والثروة بعدالة بين كل ابناء اليمن .

ان كل مطلب يتجاوز مخرجات الحوار الوطني ما هو الا تكرار وتعزيزا لدعاوى الانقلابيين وعودة باليمن ليس الى ما قبل ثورة الشباب في فبراير 2011 ولكن نسف كل المنجزات الوطنية من جذورها وفي مقدمة تلك المنجزات الثورة والجمهورية والوحدة وكل المنجزات التي ضحى من اجلها اجيال من اليمنيين وقدمت اليمن قوافل من الشهداء هم خيرة ابنائها ولا تزال تضحي وتقدم للحيلولة دون سرقة انتصارات اليمنيين وحلمهم في بناء اليمن الحر الكريم الذي لا سيادة فيه لاح دالا للقانون الذي يرتضيه كل ابناء الشعب لا كهنوت امام او استبداد فاسد مع عصابة المنتفعين من حوله .

ومن أجل بلوغ تلك الأهداف المشروعة نهمس قي أذن كل من يطالب بحق او يدعي مظلومية نقول له ضع يدك في يد الشرعية في مواجهة العدو الحقيقي والواضح بعيدا عن المغالطات او تشتيت الجهد ولفت الانظار عن ساحة المعركة الحقيقية بعلم او دون علم ان هذا الفعل يخدم اجندة المليشيا الانقلابية ولا يسعنا الا ترديد مقولة رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر حافظوا على عبدربه او ابشروا بعبد الملك وانها لكلمة حق يراد بها حق من شخص مدرك لمسئوليته التاريخية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن .

*فيصل بن محمد العواضي