رهان الانتخابات في اليمن

كتب
الأحد ، ٠٥ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٥٩ مساءً

رأي البيان :

يشهد اليمن قبل أسبوعين عن موعد الانتخابات الرئاسية، مواجهات عنيفة بين مؤيدين ومعارضين لهذا الاستحقاق، وهي حوادث مأسوية وغير مقبولة، على اعتبار أن هذا البلد الذي خرج للتو من حرب أكلت الأخضر واليابس بين أنصار النظام ومعارضيه، في حاجة إلى مصالحة حقيقية تجسد جديتها في المضي قدماً نحو تجاوز الماضي بكل سلبياته، ليتمكن اليمن وأبناؤه من الانتقال إلى فترة تاريخية وتكريس الديمقراطية الحقيقية.
فالظرف والوقت لا يحتملان العبث بمصير الوطن والشعب، بعدما أصبح اليمن على وشك الخروج من أزمته واستعادة عافيته، وأصبح على أعتاب الخروج من النفق المظلم. ويجب أن يعمل كل اليمنيين بروح الفريق الواحد، من أجل صنع حاضرهم ومستقبلهم، بوعي المستوعب لدروس وعبر ما مرَّ بهم من محن، كادت تؤدي بهم إلى كارثة الحرب الأهلية والفوضى والفرقة والتمزيق والصراعات التي لا نهاية لها. فالانتخابات الرئاسية ستكون يوماً فاصلاً في عملية الانتقال إلى مرحلة الديمقراطية وتكريس مؤسسات الدولة، وخلق أجواء مناخات التفاؤل والأمل بالغد الأفضل الذي ينتظره الشعب اليمني الحضاري العريق. والمطلوب اليوم هو إزالة كافة النتوءات التي تحاول إفشال المبادرة الخليجية من بعض الأطراف، تحت تأثير حسابات مصالحها الخاصة، المتمثلة باستهداف الأمن والاستقرار.. وهذا لا يكون إلاَّ بإنهاء كافة المظاهر المسلحة من المدن وتطبيع الأوضاع، لأن اليمن في حاجة إلى مؤسسات قوية وفعالة، تساهم في تحقيق دولة القانون والعدالة الاجتماعية التي تساهم في كسر شوكة الانتهازيين، الذين يتاجرون بدماء اليمنيين من أجل تحقيق أهدافهم الشخصية. ويجب أن يؤمن الجميع أن التغيير، لا يمكن أن يحدث عن طريق الفوضى والتخريب وتعطيل مصالح الناس والإضرار بمصالح الوطن، وإنما عن طريق الانتخابات الديمقراطية الحرة وعبر صناديق الاقتراع. يجب أن يضع الجميع مصلحة الوطن فوق كل المصالح الحزبية والشخصية. ويتم التوجه نحو إنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة، التي ستمثل البوابة التي سيعبر من خلالها اليمنيون إلى رحاب اليمن الجديد والمستقبل الأفضل والدولة المدنية الحديثة.. ولذلك فلا بد من تكاتف الجهود لوقف كافة الأعمال التصعيدية والاستفزازية، بكل أشكالها وأنواعها وتوفير الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، وفي أجواء آمنة وهادئة.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي