أيها الجنوبيون .. لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً

أنور الصوفي
الجمعة ، ٣٠ يونيو ٢٠١٧ الساعة ١١:١٥ مساءً
أيها الجنوبيون :  مالي أراكم تنقضون غزل السنين الماضيات ، فلقد غزل الأحرار قضيتهم وحبكوها وأحسنوا غزلها ورووها بالدم الغالي ، فتقدمت خطواتهم وطوت سنين الغبن والظلم الذي كان يمارس على شعب الجنوب الحر .
 
 
   فلا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً  ، فلا وصول لحل قضية الجنوب إلا من طريق الحوار والحوار فقط ، ولا يمكن لنا الوصول لهدفنا إلا إذا التفينا حول القائد وشرعيته ، لا أقول هذا الكلام للتسويق   السياسي ، ولكن للحفاظ على ما بنيناه خلال سنوات  مضت ، ولنحافظ على ماتوصلنا إليه من إنجاز  في طريق القضية ، فالقضية أصبحت واقعاً ، وتم تداولها في أروقة السياسة وتم الاعتراف بها ، ومنها خرجنا بأقليمين في جنوبنا  ولو ألتفينا حول القائد سنصل إلى ما هو أبعد ، ولكننا نطلب البلح قبل موسمه ، فكل شيء في وقته حلو . 
 
 
  أيها الجنوبيون : إن المرحلة الراهنة ليست مرحلة تظاهرات وحشود ومليونيات ، وغضب ورفع الصوت ، كلا  فالمرحلة مرحلة تفاهمات سياسية ووحدة صف ، فالمتغيرات كبيرة ، والتحديات عظيمة ، والتفافنا حول قيادتنا مطلوب خاصة في هذا الظرف الصعب ، وقد تحقق لنا الكثير فلنبنِ على ما تحقق في ظل قيادة المشير  هادي ، فهو خير من خطط ورتب وهيأ  .
 
  أيها الجنوبيون : التفوا حول هادي ، وسيروا في طريق الدولة فالعالم يراقب وينظر  والخصم يتربص بكم  ريب المنون ،  فمازال  يأمل بالعودة ليسومنا سوء العذاب ، ويحاول استثمار الفرص والخلافات ففوتوا عليه الفرصة وسيروا بمشروعكم ، ولا تختلفوا مع شرعية هادي فهي الضمانة لتحقيق الحلم ، فهل كنتم تحلمون بما توصلتم إليه اليوم ؟ فما تحقق هو بمثابة الإنجاز الذي كنا نصبوا إليه ونطمح ، فالجنوب بأيدينا ، ونخشى أن نفرط فيه نتيجة للغباء السياسي الذي نمارسه .
 
  أيها الجنوبيون : لا تلهيكم المغريات والهدرات الفاضية والحماسة   فزمن الساحات قد ولى ولنلزم القائد ونبني ما دمرته الحروب وبهذا يكون الجنوب مستعداً لاستقبال دولته  .
 
أيها الجنوبيون : كفانا هرولة نحو المجهول  ، كفانا حروباً  وصدامات سياسية لا تسمن ولا تغني من جوع ، كفانا اللهث وراء السراب ، فلنعش اللحظة ولو لمرة واحدة في حياتنا ، ولنستثمر الفرص التي تعرض علينا ، فربما لا تعود هذه الفرص ، فتمسكوا بفرصة النجاة مع شرعية حشدت العالم خلفها ، فلماذا هذا النفور  من قصة النجاح التي يحكيها لنا هادي على أرض الواقع ؟!  شمروا عن ساعد الجد واتركوا الخلافات خلف ظهوركم وارموا بها عرض الحائط ، وتمسكوا بالرجل فإنه ورب الكعبة صادق ، ويريد السلام للجميع .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي