هادي .. الرائد الذي لا يكذب اهله

د. فيصل العواضي
الأحد ، ٢٥ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٠١:٢٥ صباحاً
 
كعادته في كل المناسبات الدينية والوطنية جاء خطاب المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية واضحا وشاملا وصادقا في كل حرف من أحرفه وكل جملة وردت في خطاب التهنئة والمكاشفة والرؤية .
 
 
المكاشفة جاء الخطاب ليعلن بوضوح خيوط من المؤامرة الايرانية على شعبنا اليمني والمنفذة عبر اذرعها في اليمن تحالف الحوثي عفاش وابعاد هذه المؤامرة التي لن تقف عند حدود اليمن فقط وانما تتعداها الى الأمة العربية باكملها والتي تتكشف كل يوم عمق ومدى وأهداف هذه المؤامرة ويعلنها الرئيس للشعب بكل وضوح لأنه صادق في انحيازه لشعبه وتعبيره عن تطلعاته واماله .
 
 
اما الرؤية فقد حمل الخطاب ملامح مشروع اليمن القادم ورؤية القيادة السياسية لمشروع الدولة اليمنية الاتحادية المعبرة والمترجمة لكل امال اليمنيين ومطلوب من الالتفاف حول هذا المشروع الذي قال عنه فخامة الرئيس هادي انه ليس مشروعه لكنه مشروع كل اليمنيين .
ونعود الى التهنئة التي بدأها بمن يستحقون فعلا من ابناء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في كل مواقع الشرف والكرامة وكذلك انبل الرجال واشرفهم الشهداء الأبرار وجرحى الحرب وابطال التحالف العربي حيث قال فخامته وبكل ما تعنيه كلمة الصدق من معنى 
 
في هذا اليوم العظيم ، وهذه المناسبة الغالية على شعبنا اليمني وكل شعوب العالم اﻹ‌سﻼ‌مي نقول لكل ابناء شعبنا اﻻ‌بي الصابر على كل تل وربوة وجبل وواد وسهل وشاطئ وبحر ، رجاﻻ‌ ونساء ، شيوخا وشبابا ، اطفاﻻ‌ وكهوﻻ‌ "كل عام وأنتم بخير ، وعيد مبارك وأيام طيبات علي الجميع ".
 
إلى رجال قواتنا المسلحة الشجاعة في كل موقع ومترس و معسكر وجبهة وحد وكل موطئ يغيظ العدو ويدافع عن حق الشعب واﻷ‌مة ، ويحرس مكاسب الشعب وحياض الوطن من كل غادر ومتربص وموتور وحاقد نقول "كل عام وأنتم بخير، وعيد مبارك وايام سعيدة في انتظار الصبح الذي تصنعونه بأيديكم جسارة وبطولة وتضحية ورجولة وشموخا.
 
 
الى كل الشهداء الذين ضمهم ثرى هذا الوطن وقدموا ارواحهم رخيصة في سبيله نقول لهم بامتنان عظيم،كل عام وأنتم تضيئون الدروب وتسرجون بدمائكم قناديل الوطن ،كل عام وأنتم في ضمائرنا وكل عام وأنتم أحياء في قلوبنا وأحياء عند ربكم ترزقون .
 
الى كل الجرحى الذين يكابدون اﻵ‌ﻻ‌م ويصرون على صناعة التاريخ بدمائهم ودموعهم نقول "كل عام وأنتم بخير وكل عيد وأنتم نياشين في صدور الوطن الظافر بتضحياتكم العظمى ونضالكم الكبير".
 
إلى رفاق الميدان وشركاء المصير واخوة الدين والنسب ، اخواننا واشقائنا في التحالف العربي ، ابطال الحزم والعزم ورجال الملمات وقت المدلهمات ، أخواننا وأشقائنا في مملكة الحزم والعزم أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده اﻷ‌مين صاحب السمو الملكي اﻻ‌مير محمد بن سلمان حفظهما الله ، من غيروا وجه الزمن اﻷ‌غبر حين جاء بأذناب الفرس الى حيث ﻻ‌ مأمن لهم وﻻ‌ مطمع فوثبوا مع اخوانهم وثبة اﻻ‌سود وثبتوا مع اشقائهم كتفا بكتف حتى دار الزمن وقطعت اليد اﻵ‌ثمة ، وإنا وأياهم على ذات العزم والحزم حتى يعود الباغون الى الحق ويحكم الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين ،اليهم والى شعبهم الكريم نقول "كل عام وأنتم بخير واوطاننا ترفل بالخير والسعادة والعطاء ان شاء الله".
 
 
إلى اشقاءنا في دولة اﻻ‌مارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً والى دولة السودان الشقيق وكل دول التحالف العربي قيادات وشعوبا ، وإلى كل يد امتدت بالخير الى بلدنا من كل مكان فنصرت حقا وآوت نازحا وداوت مريضا ،إلى كل اﻷ‌يادي البيضاء التي امتدت بالخير الى بلدنا في نكبته والى شعبنا في نكسته ، وإلى كل حر في هذا العالم وقف موقف حق ونصر قضيتنا العادلة ،اليهم جميعا نقول "كل عام وأنتم بخير ، وكل عيد وشعوبكم بخير ،وإلى أمتنا العربية الكبيرة وأمتنا اﻹ‌سﻼ‌مية العظيمة جميعا نقول كل عام وأنتم بخير
وتاكيدا لرهانه على الشعب الذي يستمد منه العزم والمشروعية في مواجهة الانقلابيين البغاة قالها الرئيس هادي بكل صراحة ووضوح إننا على
 ثقة كاملة بأن كلمة الحق ستكون هي العليا وأننا ومعنا صوت الشعب الذي ﻻ‌ يقهر سنكتب كلمة النصر في النهاية حتى وإن طالت بنا اﻷ‌يام واستبدت بشعبنا اﻷ‌وجاع واﻵ‌ﻻ‌م ،ولم نكن يوما دعاة حرب ، ولكن الطريق الذي فرض علينا لن نعود عنه حتى تعودوا الى رشدكم وتتركوا باطلكم وتحترموا ارادة شعبكم ، وتصونوا حقوق جيرانكم ، وترفعوا اﻷ‌ذى عن شعبكم وعن أنفسكم أوﻻ‌ لو كنتم تعقلون .
 
 
وكرر دعوته الحريصة والواعية والتي تمثل الموقف الشجاع للشرعية فالسلام هو خيار الشجعان والحقد والكراهية والاعتداء هو خيار المارقين اعداء الحياة في كل مناسبة وفرصة سنظل نقول لكم إن الحق أحق أن يتبع ، وأن حرصنا على حقن الدم ومراعاة حقوق الدين والقربى تجعلنا نكرر نداءاتنا في كل فرصة نتوخى فيها يقظة ضمير أو صحوة عقل أو صيحة دين ونداء قربى،ونبسط ايدينا في كل مرة من منطلق مسؤليتنا عن الشعب كله واليمن كله ،ذلك هو واجبنا ، وبعد ذلك فإن يد الشعب الباطشة ستطالكم بالعقاب ومن فوقها يد الله التي ﻻ‌ تغلب
وبشر في خطابه الشعب الصابر الممتحن بقرب الانتصار القادم من الصبر والتضحيات والمعاناة التي طالت كل مواطن وكل منطقة في ارضنا الطبية فقال فخامته 
 
ان اليمن اليوم على اعتاب انتصارات كبرى جسدها الوعي الشعبي الذي اثبته من خﻼ‌ل صموده ودفاعه عن ارضه وعرضه ، ونحن نعيش اليوم واحدة من ذكريات الصمود والبسالة والتحدي الذي مثله أبناء محافظة عدن الشجاعة في مواجهة ميليشيات الدمار ، انها الذكرى الثانية لتحرير عدن ، بفضل تضحيات ابناءها اﻷ‌حرار ومعهم كل الشرفاء من ابناء شعبنا والتحالف العربي وفِي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة اﻻ‌مارات العربية المتحدة ، والتي كان لعدن المدينة والمدنية والتسامح والتاريخ العريق التي اثبتت وتثبت جدارتها بفضل ابنائها انها دوما عند الموعد في صدارة المشهد مع الوطن المشرق المجيد الذي تمثل عاصمته المؤقتة لﻼ‌نطﻼ‌ق منها صوب بناء اليمن اﻻ‌تحادي الجديد
ودعى في ختام كلمته كل ابناء الشعب الى رص الصفوف والتماسك في مواجهة الارهاب والتطرف بكل صنوفه واشكاله فقال  .
أيها المواطنون اﻷ‌عزاء ، يا أبناء شعبنا العظيم…
 
 
إننا نواجه موجات اﻹ‌رهاب بكل وجوهه ، واليمن بحاجة إلى التماسك في وجه إرهاب اﻻ‌نقﻼ‌ب وإرهاب جماعات التطرف والعنف على السواء ، فكلها تتعمد قتل شعبنا تحت مسميات مختلفة لقد نبذ ديننا اﻹ‌سﻼ‌مي الغلو والتشدد والتطرف بكافة اﻷ‌شكال والصور باعتباره سلوكاً غير سوي ويمثل خروجاً على مبادئ الدين واﻷ‌خﻼ‌ق اﻹ‌نسانية ، وإذا كان عالمنا اليوم يعاني من تنامي ظاهرة التطرف واﻹ‌رهاب وما تعكسه من آثار سلبية ومدمرة تقوض أسس اﻷ‌من واﻻ‌ستقرار والسﻼ‌م في أكثر من مكان في العالم، فإن هذه الظاهرة وكما أكدنا مراراً ﻻ‌ تختص بها أمة بعينها أو دين بعينه إنما هي آفة عرفتها كل اﻷ‌مم واﻷ‌جناس واﻷ‌ديان وينبغي أن تتضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التصدي لها واستئصال شأفتها وإزالة اﻷ‌سباب والمناخات المشجعة عليها .
 
كات هذه وقفة مع خطاب الرائد الذي لا يكذب اهله وهي وقفة سريعة كون الخطاب لا يحتاج مزيدا من التفسير فلم يحمل معميات ووعود خادعة تحتاج الى من يزينها ويشيد بها وانما من باب الاشارة الى مواطن القوة والصدق والوضوع في هذه الكلمة الضافية
الحجر الصحفي في زمن الحوثي