رسالة إلى المغترب اليمني في ليلة العيد

د.كمال البعداني
السبت ، ٢٤ يونيو ٢٠١٧ الساعة ١١:٤١ مساءً
 
عزيزي المفارق لاهله ووطنه يامن تعيش في بلاد المهجر .. 
 
لعل هذه الليلة ( ليلة العيد ) هي من أقسى الليالي عندك وانت تتذكر الاهل والأولاد والأصحاب البعيدين عنك في هذه الليلة . 
 
لا شك انك على تواصل معهم طوال العام لكن التواصل في هذه الليلة له وضع خاص ففيه تسكب العبرات وتنبعث الذكريات. . 
 
هناك من يعيش منكم مع أهله في بلاد الغربة ولكنه يشعر بالغربة أيضا فالعيد في الوطن له وضع ثاني. ...
 
على رسلكم فلا تسكبوا الدموع وانتم تقراون كلماتي هذه إعلموا انكم هذه الليلة بالذات قد صنعتم الفرحة والبهجة عند اسركم واطفالكم وغيرهم في أرض الوطن يوم واسيتموهم بالمال في هذه الأيام الصعبة ليلبسوا الجديد ويعيشون ايام سعيدة في أيام العيد. 
 
لا شك انكم تشعرون بالسعادة لذلك يا صناع السعادة. . 
 
لا تبالغوا بالعاطفة في هذه الليلة فمعظم الآباء والأجداد قد ساروا على نفس الدرب .. 
 
تذكروا انكم أفضل وضعا واسعد حالا ولا مقارنة بينكم وبين من سيقضون العيد في غياهب السجون خلف القضبان .. إذا شعرت بالحزن أخي المغترب في هذه الليلة انك بعيد عن اهلك تذكر أن غيرك ينتظر موعده لجلسة الغسيل ( الفشل الكلوي ) ولا يعلم كيف سيكون مصيره ومع ذلك مرتاح ومحتسب لقضاء الله وقدره . 
 
تذكر أن هناك من ينتظر جرعة العلاج الكيماوي بسبب مرض السرطان ومع ذلك يعيش اوقاته في سعادة وغير مستسلم للمرض ويعلم أن كل شي بيد الله وغيرهم وغيرهم الكثير فإذا تذكرت هؤلاء فإحمد الله على نعمة الحرية وعلى الصحة والعافية . 
 
اعلموا ان الآلاف هنا في اليمن يتمنون أن يكونوا مكانم في بلاد الغربة المختلفة. . 
 
فعيشوا ليلتكم بسعادة فسترحل هذه الليلة كما رحلت غيرها من الليالي والسنين وسوف تتحول إلى ذكريات وسيأتي العيد الذي تجتمعون به مع من تحبون وهكذا هي الحياة فلا تطلقوا العنان لعواطفكم واعلموا انكم فخرنا وعزنا وتاج رؤوسنا وصناع السعادة للملايين في أرض اليمن انتم ثروة اليمن الحقيقية . أسأل الله أن يرزقكم الرزق الوفير الحلال وان يفرج همكم ويشفي مريضكم ويجمعكم بمن تحبون ..
 
 وكل عام وانتم بخير 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي