قطرة ندى على ورق الوطن

د. سمير الشرجبي
الاثنين ، ١٩ يونيو ٢٠١٧ الساعة ١١:٤٣ صباحاً

 

ندى الاهدل Nada al-ahdal طفلة معجزة استطاعت بشجاعتها ووعيها المبكر ان تقف ضد الظلم الاسري والقهر المجتمعي وكسرت القيد ونفذت من قرار اعدام لطفولتها اعدته لها اسرتها اليمنية دون ان تدرك خطورتها بسبب الجهل والعادات السيئة والتظليل الثقافي وضعف الدولة و مؤسساتها.

 

ثارت ندى الاهدل وكسرت القيد وصرخت باعلى صوتها رافضتا ان تحرم من حياة الطفولة التي تستحقها هي وكل بناتنا اليمنيات اللاتي يعانين من هذه العادات السيئة والتي لا تختلف كثير عن وأد البنات في الجاهلية التي ثار ضدها الاسلام ورفضها ومنعها.

ندى الاهدل طفلة يمنية منحها الله شجاعة الابطال ولسان الفصحاء ووعي الحكماء ومنحتها الاقدار من وقف معها وساندها عمها عبدالسلام الاهدل الذي تسلح بالعلم والتقنية الحديثة والاعلامية والعمل والايمان بعداله قضيتها فاعانها على ايصال صوتها للعالم وكان دوره حاسما لا يمكن الا ان نقف له اكبارا واجلالا واحتراما لما انجزه في دعم صرختها وصمودها وحماها من غدر الزمان.

 

ندى الاهدل تعرفت عليها وعمها وسعدت ان اهدتني كتابها الذي يحكي قصتها باللغة الفرنسية التي عرفت انني اتقنها ومن يومها اصبحنا اصدقاء رغم صغر سنها لكني فخور ان اقول انها صديقة رائعة تجد ما تضيفة لاي حوار نقاش بذكاء متقد.

 

ناقشنا معا فكرة عمل مؤسسة باسمها وتحولت بجهودها وعمها الى حقيقة حية تقدم كل يوم جديد في العمل الانساني و الحقوقي.

 

كانت احد مؤسسي حكومة الاطفال وتم اختيارها وزيرة لحقوق الانسان و استحقتها بجدارة.

 

مستمرة في عرض قضيتها بيد وباليد الاخرى تمسك بالقلم لتخط به مستقبلها عبر الدراسة التي لم تتخلى عنها ابدا وبتفوق لانها تدرك تماما ان العلم و المعرفة هما الطريق التي ستحقق لها اهدافها وستحميها وستمكنها من ايصال رسالتها.

 

المولم ان قتلة الاطفال اليوم وادواتهم يقفون ضدها ويحاولون ان ينالون من تجربتها ونضالها وهم الذين يقفون ضد كل قوانين منع زواج القاصرات في اليمن من حملة الفكر المتخلف مازالوا مستمرين في اعاقة عمل كل من يقرر ان يخلص مجتمعنا من هذا الخطر الذي يتهدد بناتنا بالذات في المناطق الريفية حيث يستغلون جهل الاسر وحاجتها التي زادت هذه الايام بسبب الانقلاب والحرب والفقر والمجاعة والمرض.

 

انا فخور ان تعرفت على قطرة الندى هذه التي تزين اوراق الوطن وتمنحه جمال وحياة واعدها كما وعدتها اننا لن نتخلى عنها وسنقف معها لتحقق النصر على الجهل و الفقر والمرض انقاذا للطفولة في اليمن.

 

سيري ابنتي العزيزه وستجدينا معك وكل شرفاء هذا الوطن المومنين بعدالة قضيتك والفخورين بك ونقول لك لا تلتفتي لهولاء الحاقدين والذين بسببهم ومن ورائهم عان الوطن ويعاني حتى اللحظة وتاكدي ان انتصارك لقضية الطفولة هو نصر لليمن كلها و الطريق لطفولة آمنه تصنع مجتمع قوي قادر ومقتدر.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي