الجمعة ، ١٦ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٣٩ مساءً

 

لم يكن الجنوبيون في احسن حالاتهم عندما كانت لهم دولة مستقلة قبل قيام الوحدة اليمنية، باستثناء فترتي حكم أصحاب أبين، الشهيد سالمين والرئيس علي ناصر محمد، حينها شهد الجنوب استقرارا وتنمية ودولة نظام وقانون، ما عدا ذلك فقد كان تاريخا من الصراعات الدموية، ولعل الخير يأتي من أبين أيضا لرئيس اجمع عليه اليمنيون قاطبة، ولكن كما هو الحال في السابق، لم تتح الفرصة للرجل ليعمل، رغم انه بدأ جادا ومازال مصمما على بناء دولة، وكانت بدايته الصحيحة والتاريخية في الذهاب إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل والخروج برؤية شاملة لدولة يمنية اتحادية، وهي المشروع الذي لم يجرؤ احد من اليمنيين، رئيسا أو مرؤوسا، على طرحه خوفا على رأسه!

 

لذلك لم يكن غريبا أو مستغربا أن تنقض القوى التقليدية على مشروع الدولة الاتحادية الجديدة التي جاء بها " صاحب أبين "، الذي – بنظرهم – سوف يمكن اليمنيين من حكم أنفسهم بأنفسهم وسيقضي على المركز المقدس، وذلك عبر الانقلاب على مخرجات الحوار الوطني والدولة اليمنية، رئيسا وحكومة وبرلمانا، ومبادرة خليجية!

 

وخلال الفترة الماضية، بينت التطورات والأحداث، أن الأزمة لم تكن وليدة مخرجات الحوار ورفض الدولة الاتحادية، وإنما هي أعمق من ذلك، وان المؤامرات كانت تحاك منذ فترة طويلة ولكن صعود نجم الرئيس هادي والإجراءات التي بدأ بها لتفكيك الجيش العائلي وإعادة هيكلة القوات المسلحة والسلك الدبلوماسي، وغيرها من الإجراءات على طريق بناء دولة حقيقية، كل تلك عجلت بالتئام أطراف وأذناب إيران للقيام بالانقلاب!

المشكلة – في اعتقادي – لا تكمن في هؤلاء الذين عرفهم الشعب والعالم من أقصاه إلى أقصاه، فهم يعرفون ويدركون انهم زائلون وكل تصرفاتهم تقول ذلك، ولكن المشكلة تكمن فيمن يدعي انه حداثي وتقدمي وانه كانت له دولة ويسعى إلى استعادة الدولة والى أخر هذا الكلام من هذه الأسطوانة، التي أثبتت الأيام أنها مشروخة.. فالمسكوت عنه، حتى اللحظة، والمتدثر تحت عباءة الجنوب والقضية الجنوبية، هو وجود عملاء إيرانيين بـ " الهبل " في الجنوب، قيادات تعمل جهارا نهارا لخدمة المشروع الإيراني، والا بما يفسر احتضان حزب الله في لبنان لتلك القيادات وتمويلها الإيراني، وكان في مقدمة من تلقوا الدعم والتدريب من ايران عيدروس الزبيدي، محافظ عدن المقال، الذي أحاط نفسه، خلال فترة ولايته، بعدد من الشخصيات تحت مسميات مختلفة، وكانت لها ارتباطات واضحة وأجندات خفية لعدن وأهلها، لولا أن تدخل الرئيس هادي في الوقت المناسب وإزاحة الزبيدي من منصبه، رغم انه يقدم نفسه ويقدمه أنصاره كرئيس للجنوب! 

 

في الحقيقة، أخشى انه في يوم من الأيام، تصدم الإمارات العربية المتحدة في شخوص هؤلاء التي تعتقد انهم سوف يكونون السند والظهر لها ولأهلهم، وتظهر معادنهم الحقيقة.. لكن عليها أن تعرف من الآن أن من خان أهله وشعبه ووطنه ورئيسه وقسمه وتراثه وفولكلوره وتنكر لكل شيء.. يمكنه أن يخونها وغيرها!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي