الزعيم الذي كتب تاريخه بماء الذهب

أنور الصوفي
الاربعاء ، ١٤ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٠٢:٤٨ صباحاً

 

   عندما تتداعى  الأفكار تسيل لعاب الأقلام ، وتتحرك الأنامل على صفحات الجوال لتسطر حياة زعيم حرك العالم ، وجمع الزعامات على طاولته ، فصمتت تلك  الزعامات في حضرته ، وتبلدت القيادات إن خالفته .

   

  عندما نتحدث عن الزعامات يجب علينا البحث في صفحات تاريخها وتقليب ماضيها فالزعامات بدون ماضٍ صفر على الشمال ، فالتاريخ يسطر على صفحاته  والشعوب تتصفح ، فبعض الناس تاريخه صفحة أو بضع سطور وربما بعضهم تاريخه كلمات سوداء ، وزعيمنا الذي نحن بصدد تقليب صفحات تاريخه هو رئيس اليمن الحالي  .

 

 هذا الزعيم سطر تاريخه بأحرف من نور ،  فمثل زعيمنا لا يُكتب تاريخه إلا بماء الذهب ويُعطر بماء الورد ، لأنه زعيم عاش الزعامة منذ نعومة أنامله ، فمنذ بداية ريعان شبابه عاش عسكرياً أكاديمياً فقد أخذ العديد من الدورات العسكرية جعلته على دراية بفنون القتال والدفاع عن الوطن ، تدرج في المناصب فكان أهمها تقلده وزارة الدفاع ومنها إلى رئاسة الجمهورية كنائب للرئيس ومنها مباشرة إلى رئاسة الجمهورية  رئيساً لم يجمع الشعب على مثله ،  هذه صفحات من تاريخ هذا الزعيم فقد كانت أهم صفحاته المحافظة على مصالح الشعب والوطن .  

 

    ويبدو أنكم قد عرفتموه منذ أول كلمة خطتها أناملي ، نعم هو هادي كما نطقت به شفاهكم وألسنتكم ، آثر أن يجنب البلاد والعباد ويلات الحروب ومازال يحاول ويحاور ، تاريخه يرفض العنف ويأبى الظلم شعاره  : لا ظلم اليوم فالشعب قد حزم أمره ، هادي أو الرئيس الاستثنائي الذي جاء في فترة استثنائية فلملم الشتات وجنب اليمن ويلات الصراع الدامي حاول أن لا تراق قطرة دم واحدة على تراب السعيدة ،  فأبى المخمورون برائحة الدم إلا سفكها  .

 

   هادي أول رئيس يتسلم دولة من غير بنية تحتية فكل شيء تم نهبه ، فقد دمرت العصابات الدولة ، فأعاد هادي ما خربته الأيادي العابثة ، فلقد أعاد بناء الجيش وبدماء جديدة ، وبث الحياة في الجهاز الإداري للدولة فعادت الرواتب واستقرت الأوضاع واستتب الأمن في المناطق المحررة من عصابات الخراب والدمار ، فبدأت الدولة تعود وتنفسنا عبير الحرية . 

 

  هادي تاريخ شامل لرئيس شامل يعمل بصمت ويرتب البيت اليمني في ظل مطبات تقف في طريقه ولكنه لا يبالي بالمعرقلين ، ولا يقرأ قنوط المفسبكين ولا الموسوسين ، فشعاره : يمن جديد  لا ظالم فيه ولا مظلوم  .

 

حنط هادي المرجفين في البلاد  ، وشيع عشاق السلطة إلى جحورهم  ، وفتح الباب على مصراعيه لجيل المستقبل ليبني وطنه ، اعتمد هادي على الشباب ولم يفرط في المجربين فاختصر مسافات الزمن ليبني دولة اليمن الجديد  . 

  

  دفن هادي وحدة النفق المظلم ، وأسس لدولة اتحادية ينال من خلالها المظلومون حقوقهم ، ففي عهد هادي أصبح الجنوب حراً بعد أن كسر هادي قيود باب اليمن التي جاءت بها وحدة المانجا وبسكويت أبو ولد ، نفض هادي عن الجنوب  غبار الهروب إلى الوحدة .  

   هذا تاريخ هذا الرجل الذي ركض برجله وحدة 22 / 5 / 1990 م  وحدة الاغتيالات والبسط والتسلق على ظهر الشعب ، فهكذا تكتب الزعامات تاريخها فهنيئاً لنا هذا الزعيم صاحب التاريخ الناصع البياض ...

الحجر الصحفي في زمن الحوثي