انكسار وانتصار وانحدار

محمد بالفخر
الاربعاء ، ٠٧ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٢٤ مساءً
يوم الإثنين الماضي مرّت علينا ذكرى مناسبتين في آن واحد المناسبة الأولى ذكرى الخامس من يونيو (حزيران) 1967 التي منيت فيها الامة العربية حيث تعرضت لهزيمة ساحقة على أيدي العصابات الصهيونية وماهي الا خمسة ساعات وإذا بالطيران الحربي الصهيوني يدك مطارات الدول العربية الثلاث وتصبح طائراتها حطاما وتصبح المطارات خارج الجاهزية وما هي الاخمسة أيام واذا بجحافل الجيش الصهيوني أصبحت على الضفة الشرقية لقناة السويس وعلى مضيق    ايلات وخليج العقبة وبعد ان أصبحت غزة وسيناء بأكملها تحت اقدامهم ، واذا بالضفة الغربية لنهر الأردن تحت السيطرة وشذاذ الآفاق يدنسون قدسية مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (المسجد الأقصى المبارك) بعد ان اكملوا السيطرة على القدس الشريف ،  وتلك مرتفعات الجولان السورية التي كانت الصقور الطائرة وبما حباها الله من قوة طيران وتحليق  لاتصل الى تلك القمم الشاهقة والتي وصلتها الدبابات الصهيونية دون مقاومة من جيش (أسد) الباسل المقاوم والذي فتح لهم الطريق وذهب قائده ليستلم قصر الحكم في دمشق ، وهكذا انتهت الأمور واصيبت الأمة في مقتل وعم الحزن والنواح والعويل ارجائها وظهر الزعيم يعلن تنحيه وتحمله المسؤولية فخرجت الجماهير غاضبة
 
( ماتسيبناش ) انت الذي كنت مستهدف من كل هذا ولكنهم لم يستطيعوا الوصول اليك وبالتالي لا تحقق امنيتهم ،  فتراجع الزعيم عن التنحي بناء على رغبة الجماهير (وفشلت المؤامرة وانتصر الحزب )
وهنا حري بنا ان نشير الى بارقة أمل في خضم هذا السواد كانت في عدن وبعد أسبوعين تحديدا واذا بالثوار الاشاوس يخرجون مدينة كريتر من تحت ربقة القوات الإنجليزية في ملحمة 20 يونيو الخالدة .
 
المناسبة الثانية في هذه الذكرى انتصار العاشر من رمضان الذي صادف حينها السادس من أكتوبر 1973م بعد ست سنوات من الذكرى السابقة المشؤمة
 
كان هذا النصر والذي لم يأتي على طبق من ذهب بل جاء بإعداد وتوكل على الله وإصلاح لنفوس المقاتلين الذين تعاهدوا على النصر بعد ان اعيد تصحيح العقيدة الوطنية للجيش المصري وتوجيه البوصلة نحو العدو الحقيقي للأمة بعد ان كان يرسل في حروب عبثية في عدد من الدول الأخرى، ومازال ذلك المشهد الرائع لأوائل الجنود الأبطال الذين عبروا القناة وهم يرفعون العلم المصري فوق خط بارليف بعد ان كتبوا كلمة الله أكبر بدمهم في وسط العلم .
وأيضا فقد كان التضامن العربي في أروع صوره واستخدم سلاح النفط للمرة الأولى فكان للملك فيصل رحمه الله الريادة في استخدام هذا السلاح والذي كان له تأثيرا كبيرا على ارض المعركة.
 
هذا الانتصار جاء بعده الانحدار وأي انحدار انه انحدار الى قعر سحيق لعبت السياسة والسياسيين دورا كبيرا
 
فبدل ان تكون حرب تحرير شاملة حولوها مجرد معركة تحريك لتحريك المياه الراكدة فكانت محادثات السلام والتي انتهت باتفاقية العار اتفاقية كامب ديفيد فكان الانقسام العربي الحاد وكانت المقاطعة العربية للنظام المصري وظهرت دول الصمود والتصدي وتواصلت الانقسامات وتم الاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع المعلن ونُسيت فلسطين ونُسي القدس الشريف والاقصى المبارك فبدل ان يكون انتصار العاشر من رمضان مقدمة لانطلاق مارد عربي له وزنه وحضوره في العالم فكان  العكس هو الذي حدث فكانت البداية لمراحل انحدار لم يستقم اعوجاجها حتى اليوم .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي