عيدروس ومطب القيادات التاريخية!

شمسان عبدالرحمن نعمان
الأحد ، ٠٤ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٠٣:٠٩ صباحاً
 
خلال الفترة الماضية اعتقد عيدروس الزبيدي، وبفعل تضخيم الذات من قبل من حوله، انه الزعيم الجنوبي الأوحد الذي يمثل الجنوبيين، لذلك عمد إلى تلك الخطوة المتهورة وهي إعلان المجلس الانتقالي بعد أن أقاله الرئيس عبد ربه منصور هادي من منصبه كمحافظ للعاصمة المؤقتة عدن، وقد غاب عن الرجل انه في اسفل ذيل قائمة القيادات الجنوبية ذات التاريخ والصولات والجولات، كأمثال علي سالم البيض وحيدر العطاس وحسن باعوم وسالم صالح محمد وعلي ناصر محمد والكثير من الأسماء الجنوبية المعروفة بثقلها وتاريخها ومعاصرتها لتاريخ الجنوب منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي!
 
 
ذهب الزبيدي بعيدا، وهو الرجل العسكري المتواضع في الفهم السياسي ولتاريخ الجنوب واليمن عموما، فما بالنا بتاريخ المنطقة بشكل عام، وزين له الشياطين من حوله ومن يدعمونه بالمال والسلاح، بأنه رجل الجنوب الأول وبأنه صالح الصماد الثاني، ولكن نسخة جنوبية، ونسي وتناسى تلك الأسماء، وفي المقدمة علي البيض، الذي مازال ينظر إلى نفسه كرئيس شرعي للجنوب منذ 21 مايو 1994!
 
 
الزبيدي لم يخض في تاريخه مواجهة عسكرية حقيقية باستثناء الظروف والأقدار التي رمت به في لحظة من اللحظات، وقد يكون ظهوره الإعلامي مرتب له من قبل أطراف تريد أن تجعل الرجل كمطية للمرحلة المقبلة، قبل أن تتخلص منه، بأي من الطرق المعروفة في عالم السياسية!
وخلال الفترة الماضية ظللت أتأمل في تصرفات الزبيدي ودعواته للمليونيات وتقديم نفسه كأنه الزعيم الجنوبي الأوحد وأتساءل عن سر غياب القيادات الجنوبية التاريخية وهي تقبل بأن تعود في ذيل القائمة أو ألا يكون لها أي دور محوري في المستقبل، بعد نحو ربع قرن من النضال ضد نظام عفاش..
 
 
وفي اليومين الماضيين بدأت الصورة تتضح اكثر، فيبدو أن البيض بدأ يستشعر خطورة أن يترك الحبل على الغارب لعيدروس الزبيدي بعد أن رفعت صور الزبيدي، خاصة من قبل بعض أبناء الضالع، بدلا عن صور البيض، إضافة إلى حملات التلميع المتواصلة للزبيدي مقابل التهميش للبيض والعطاس وعلي ناصر وغيرهم، وذلك من خلال استئناف البيض لنشاط مكتبه السابق الذي كان معطلا طوال فترة طويلة من الوقت، فقد استدعى البيض مدير مكتبه السابق احمد الربيزي ومساعده الأبرز المحامي يحي الشعيبي وبقية الطواقم التي باشرت مهامها، خاصة وان عيدروس عين ما يشبه وزيرا للخارجية وهو لطفي شطارة، رغم التحفظات التي سردت عنه في اجتماعات التحضير للمجلس الانتقالي وارتباطاته بأجهزة مخابرات دولية!
 
 
ويبدو أن الزبيدي ومن يقف ورائه أخطأوا بشكل كبير في قراءة الواقع الجنوبي، ربما لقصر فهم لطبيعة المعادلة السياسية في اليمن عموما، والخلاصة المهمة هنا أن الزبيدي خلق بؤر صراعات لنفسه مع الشرعية أولا ثم مع القيادات الجنوبية البارزة التي حاول سحب البساط من تحتها، وأيضا مع القوى الداخلية مناطقيا وقرويا وسياسيا، حتى أن جبهة الضالع ليست موحدة ورائه، بدليل أن أكبر الفصائل في الحراك بالضالع، ليست معه.. ومن بقي معه ثلة من المستفيدين من الوضع الراهن الذي تحاول الإمارات وضعه، ولكن الإمارات لا يمكنها أن تملي على الجنوبيين قيادة رخوة!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي