سيارة مدير عام الكهرباء أغلى من المواطن

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ٣٠ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠٢:٣٢ مساءً
قُتل الشاب الصبيحي بعد توثيقه من قِبَل ميليشيات الحزام الأمني، فإنبرت قبائل الصبيحة وإحتشدت في ساحة العروض وعقدت العزم أن لا يبرحوا أماكنهم إلّٓا والقاتل معهم، وبما أن الحشود التي يسمونها مليونية لتأييد المخلوع عيدروس الزبيدي ومجلسه الإنقلابي قد حان موعدها تحرك الحزام الأمني بقيادة إماراتية ودفعت لبعض المرتزقة مبلغ 30 مليون ريال، وتم بيع دم الشاب المجني عليه فإنسحبت الحشود، ولم تحرك الحكومة ساكناً ولو إصدار بيان يستنكروا فيه هذه الجريمة العظمى . 
 
  
  محافظ البنك المركزي إستقدم مليشيات مسلحة ليهدد بها موظفي البنك الرافضين للفساد الذي يقوم به المحافظ ونائبه، وكذا الإجراءات التعسفية التي يقومان بها ضد موظفي البنك، ولم تحرك الحكومة ساكناً ولو ببيان تحذر به محافظ البنك . 
 
 
  مدير شركة النفط ناصر مانع بأطقمه العسكرية ومليشياته المسلحة يعتدي بها على منشأة إدارة عدن لتموين البواخر، وأقدم على كسر الأبواب والأقفال لعدد من المواقع وإعتدى على عمال وموظفي المنشأة التابعة للمصفاة، وأيضاً لم تحرك الحكومة ساكناً ولو بمذكرة تحذره من معاودة هذا الفعل البلطجي .
 
  أُختُطِفَ رجل الخير وصاحب الوجه البشوش المواطن والممثل ناصر العنبري وأُخِذَ إلى جهة مجهولة دون معرفتنا عن ماقام به من جريمة أو حتى عن سبب إعتقاله وإخفائه، ولم تحرِّك الحكومة ساكناً ولو بالتحري عن مكان تواجده أو عن هوية الجهة المسؤوله بإختطافه .
 
  
  إمام وخطيب مسجد أبان التاريخي الشيخ محسن بسبب خلاف بسيط في المسجد قام مساعده ووكيل وزارة الأوقاف التابعان للمجرم هاني بن بريك بإقتحام حرمة منزله وإقتاداه ونجله سامي إلى جهة مجهولة، وقبلها بأيام تعرّٓض الشيخ محسن للتنكيل من قِبَل جماعات متطرفة، مع العلم أن إمام وخطيب مسجد أبان محسن محمد عبدالله له في الخطابة والإمامه في هذا المسجد منذُ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، كما منعت تلك الجماعات المتطرفة المصلين من أداء صلاة التراويح في المسجد، وأيضاً لم تحرك الحكومة ساكناً ولو حتى معرفة ملابسات القضية .
 
 
  أضِف إلى ذلك هُناك المئات من أبناء عدن وأبين والصبيحة وبعض المناطق الجنوبية مختطفين ومخفيين قسراً في سجون ومعتقلات سرية تابعة للحزام الأمني البغيض ومدير الأمن شلال شائع والمحافظ المخلوع عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنقلابي، والوزير المُقال والمُحال للتحقيق هاني بريك، وأيضاً لم تُكلِّف نفسها الحكومة بالبحث والتحري عن أماكن تواجدهم وإطلاق سراحهم ليعودوا لأهليهم .
 
  مادعاني أن أكتب في هذا الموضوع هو قراءتي لهذا الخبر: وجه رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر مدير أمن العاصمة عدن شلال شائع بالتحقيق الفوري في حادثة إحراق سيارة مدير عام الكهرباء مجيب الشعبي، وسرعة الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة والعمل على حفظ الأمن والإستقرار في عاصمة البلاد المؤقتة .. مؤكداً أن العنف بكافة أشكاله وصوره مرفوض وغير مقبول وسيتم التعامل معه بكل حزم .. معتبراً أن هذه الأعمال خارجة عن القانون وليست من أخلاق اليمنيين ولا من عاداتهم .. إنتهى .
 
  من خلال ماذكرته آنفاً تَجَلَّت لديَّ حقيقة واحدة وهي بأن الحكومة ممثلةً برئيس وزرائها الدكتور أحمد عبيد بن دغر يرى سيارة مدير عام الكهرباء أغلى من المواطن اليمني حينما إنتفض عند سماعه بإحتراق السيارة ووجه وعلى وجه السرعة مدير أمن عدن بالتحقيق في هذه الحادثة والكشف عن مرتكبيها، أما كل الأحداث التي ذكرتها أعلاه لم تحرك في قلبه ذرة من الشفقة والرحمة تجاه المواطنين الضعفاء والمغلوب على أمرهم .
 
  أهذه هي الدولة المدنية التي ينشدها الشعب اليمني وتعملون لأجلها يارئيس حكومتنا ؟ أيوجد في مبادئها إنصاف السيارات الحكومية وغض الطرف عن إهانة كرامة المواطن الضعيف ؟ إن لم تصلك المعلومات عن كل تلك المآسي والآلام التي يعيشها مواطنيك بسبب تعرض كرامتهم للخدش من قِبَل مسؤولين في حكومتك، فيعني ذلك بأن موظفيك المسؤولين في إيصال هذه المعلومات مقصرين في عملهم ولابد من معاقبتهم.. عموماً بيت الشعر سيوضح لك أكثر: فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة.. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم .
 
  في رأيي الشخصي أن دولة رئيس الوزراء لا يُلام بالأعمال القمعية والتعسفية التي قام بها المذكورين أعلاه ومادعاني لعتبي له هو إنتفاضته بخصوص إحتراق سيارة مسؤول وإلتزام الصمت تجاه مايتعرض له المواطنين من قمع واستبداد وإهانة وإخفاء، أما المُلام الأكبر فهو وزير الداخلية الذي يُفترض أن يوجه بمعاقبة كل أولئك وعلى رأسهم مدير أمن عدن شلال شائع الذي يتمثل دوره بالقضاء على هذه الأعمال ومحاسبة مرتكبيها، ولكنني أرى بأن الحاصل هو: إذا كان رب البيت بالدف ضارباً.. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص، ومعنى ذلك إن كان هو نفسه شلال شائع لديه معتقل خاص به فكيف له أن يحاسب أو يعاقب من يستعرض بمليشياته أو يقتحم حرمات البيوت .
 
  أما المُلام الآخر فهو إبن جلدة شلال شائع معالي الوزير محمد محسن عسكر وزير حقوق الإنسان الذي رشحه للوزارة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، فلم نشاهده أن حرك ساكناً تجاه تلك الأعمال التعسفية بقدر رؤيتنا له بجانب رئيس الوزراء في الكثير من المحافل لا سيما وهو ممسكاً له الشريط في إفتتاح المشاريع، وأحب أن أقول له لا داعي يا وزير حقوق الإنسان أن تذهب لجنيف للمشاركة في مؤتمر لحقوق الإنسان أوغيره من المؤتمرات لتكشف عن جرائم الحوثي في إنتهاكاته لحقوق الإنسان في صنعاء وباقي المناطق المسيطر عليها فلدينا نسخة طبق الأصل في محافظة عدن وحضرموت وبإستطاعتك أن تباشر عملك الإنساني من خلالهما فهما أقرب لك من موقع سكنك وبالتأكيد ستشعر بالأمان وأنت تمارس عملك .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي